د. أشواق عباس ضيف وكالة "سبوتنيك"
أجرت سبوتنيك من خلال برنامجها الإذاعي "البعد الآخر" حواراً مع عضو مجلس الشعب السوري ونائبة عميد كلية العلوم السياسية بجامعة دمشق السيدة أشواق عباس، حول إعلان فصائل معارضة سورية تجميد كل المحادثات المتعلقة بمفاوضات السلام المرتقبة في أستانا عاصمة كازاخستان. وإليكم نص الحوار: سبوتنيك: بداية، ضيفي الكريم كيف تصف إعلان فصائل المعارضة السورية تجميد كل المحادثات المتعلقة بمفاوضات السلام المرتقبة مع السلطات السورية في أستانا عاصمة كازاخستان، وذلك ردا حسب قولهم على "الخروقات الكبيرة" من جانب الحكومة لاتفاق وقف إطلاق النار؟ الضيف: فيما يتعلق بما صرحت به بعض فصائل المعارضة ونحن نسميها فصائل إرهابية لسببين، أولا إنها تقوم بأعمال عنف ضد الدولة السورية جيشا ومدنيين، وثانيا إنها ترهن قوة شعب بأكمله بقوة السلاح، وحديثها عن الخروقات فالجميع يعلم بوضوح من يقوم بها ونحن لا نتبادل الاتهامات لأن الدولة السورية كانت منتصرة في حلب وفي موضع قوة فلم تخرق اتفاق وقف إطلاق النار، وعليه الهدف الرئيس من هذا الإعلان هو تخلي كل القوة الداعمة لهذه الفصائل المسلحة وهو ما صرحت به هذه الفصائل لذلك هي تتعنت ولا تريد أن تذهب إلى أستانا لأنها تعي أنها طريقة لسحب كل ما لديها من قوة وأدركت أنه سيتم التضحية بها من قبل داعميها. سبوتنيك: إذاً لماذا أعلنت من قبل موافقتها على إجراء تلك المفاوضات وما الذي تغير فعليا؟ الضيف: بداية كان هناك ضغط ممارس من قبل القوى الممولة لهذه المجموعات، وثانيا من عدة أيام كانت هناك تصريحات قطرية دون استحياء تؤكد أن أمريكا هي من ورطت قطر في الحرب في سوريا، وبالتالي تعي الآن أن المناخ الدولي الآن لم يعد كالسابق، وأن قوة الدولة السورية الآن مع الحليف الروسي أو الصيني لم يعد أحد يراهن عليها، وأن أي صياغة سياسية ستنتج ستكون بالضرورة في صالح الدولة السورية. ولا نريد أن نعطي هذه المجموعات هذه الأهمية ونقول إنها أعلنت لأننا نعلم جيدا من يعلن خلفها ومن يتخذ القرارات. سبوتنيك: في ظل هذه التغيرات التي تشيرين إليها دكتورة أشواق، كيف ترين مستقبل مفاوضات أستانا المرتقبة تحت رعاية روسية تركية إيرانية؟ الضيف: يجب التمييز بين ما هو شعار وبين ما هو فعلي وكل ما صرح به من أي جانب في السابق كان استثمارا للأزمة السورية، لماذا اليوم يدفع باتجاه مؤتمر للمعارضة في أستانا؟ المطلوب الآن تظهير نمط جديد من المعارضة لم يعد مستهلكا في الأرض السورية وهي بالضرورة ليست ممن تورطت في العمل الميداني العسكري، لأنه من سيذهب إلى الأروقة السياسية سيكون شخصيات جديدة لم تتلوث أيديهم بالدم. ومع احترامي لكل الجهود المبذولة الآن، أستانا خطوة مهمة جدا ولكن ذات جدوى لأن حتى اللحظة لا يمكن أن نتكلم على اتفاق سياسي قادر على العيش ما لم تتفق الدول الكبرى على ملفات التسوية كلها. والمستقبل السياسي في سوريا من وجهة نظري سيكون بين الحرب على بقاء سوريا كدولة وما بين محاولة استخدام الدول الكبرى بعض القوى المحلية لتفتيت سوريا وتجزئتها.