جمال رابعة ضيف وكالة فارس
*منذ بداية استلام المبعوث الأممي "ستيفان ديمستورا" لمهامه، لم يلتزم الحياد بل الانحياز بشكلٍ كبير لِما يُسمّى المعارضة الخارجية المدعومة من قبل الغرب الأطلسي.
ومن هنا جاء رد دمشق بعدم استقباله قُبيل انعقاد جولة جديدة في جنيف، أي قبل 23 مارس/آذار، وحسب المصادر المطّلعة أنّ ديميستورا أصبح شخصاً غير مرغوب به في العاصمة السورية سواء في الحاضر أو المستقبل، والحقيقة ليست الدّولة السّورية وحدها من يُبدي عدم الرضى على تصرّفات المبعوث الأممي، فهناك المعارضة الداخلية التي لها تحفّظات وملاحظات كثيرة عليه.
كما أنّ هناك العديد من الدول ذات التأثير الفعّال في الملف السوري وتتفق مع دمشق بهذه الرؤية، وفي مقدّمتهم روسيا لجُملة هذه الأسباب وعدم قدرته على اتخاذ موقف الحياد، منشغلاً بالدرجة الأولى بالحفاظ على منصبه بعيداً عن جوهر المهمة المناطة به ألا وهي تسوية الأزمة في سوريا، وهذا حكم على مهمته بالفشل متذرّعاً بتقديم استقالته لأسباب شخصية.
والسّبب الرئيسي في حال فشلت المفاوضات هو التصعيد العسكري لهذه المجاميع الإرهابية المدعومة غربياَ، والمموّلة من آل سعود بعد التنسيق بين الأطراف المُعادية للشعب والدّولة السّورية، في حين أنّ السعودية والعدو الصهيوني وتركيا تجلّى دعمهم ذلك من خلال لقاءات ثنائية وثلاثية كان آخرها في فلسطين المحتلة بين وفد من آل سعود والقادة الصهاينة لافتاً إلى أنّ الهدف هو التسعير الميداني في سوريا لإفشال العملية السّياسية.
وأنّ ذلك كان واضحاً لعدم حضور ممثلين عن هذه العصابات الإرهابية في أستانا 3 بأوامر تركيا ومشاركة كل هذه العصابات الإرهابية في المعارك التي نشبت في دمشق (جوبر القابون) وفي شمال غرب حماه بهدف إطالة الصّراع في سوريا واستنزاف الدّولة والشعب السّوري وتعطيل العملية السياسية عبر الحوار السوري السوري الذي يُفضي إلى حل سياسي خدمة لمشاريع وأجندات خارجية أهمّها ما يخدم الكيان الصهيوني.