جمال الزعبي ضيف أسيا نيوز
أكَّد عضو مجلس الشعب السوريّ الدكتور جمال الزعبي على أهميّةِ زيارةِ الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين إلى سورية، مُبيِّناً أنَّها زيارةُ انتصارٍ ومُؤازرةٍ، وضمانةٌ للمستقبل.
وقال الزعبي في تصريحٍ خاصٍّ لـ وكالةِ أنباءِ آسيا إنَّ زيارةَ بوتين لقاعدةِ حميميم ولقاءَه الرئيسِ بشار الأسد، تأتي في إطارِ التنسيقِ السوريّ الروسيّ من جهة، والتأكيد على نهاية الحرب الكبيرة على الإرهاب في سورية من جهةٍ ثانية.
وأضافَ البرلمانيّ السوريّ "سَبقَ هذه الزيارةُ إعلان وزير الخارجيّة الروسية سيرغي لافروف عن القضاءِ التامِّ على داعش باستثناءِ بعض الفلول الهاربة، ما يُشيرُ إلى أنَّ كلّاً مِن سورية وروسيا اليوم تُعلنانِ الانتصارَ من قلبِ حميميم باعتبارها مقرّ القوّات الروسيّة التي وكما ذكر الأسد ساهمت بشكلٍ كبيرٍ في الحربِ على الإرهاب".
وعن إعلانِ بوتين سحب قوّاتٍ روسيّةٍ من سورية قال الزعبي إنَّ "أمرَ بوتين بسحبِ قوّاتِه لا يعني تَخلّي موسكو عن دمشقَ بل على العكس يُؤكّدُ الثقةَ بقدراتِ الجيش السوريّ العسكريّة، مضيفاً أنَّ "بوتين قبلَ أيّامٍ كانَ قد أكّد أنَّ الصواريخَ السوريّة باتت قادرةً على أنْ تصلَ إلى أيِّ مكان، كما أكّدَ قدرتها على تغطية السماء اللبنانيّة، ما يعني أنّها قادرةٌ على مواجهةِ الطيرانِ الإسرائيليّ الذي استخدمَ السماء اللبنانيّة لقصفِ مواقع سوريّة، كما أنَّ قوّاتنا باتت قادرةً على ضربِ أيِّ هدفٍ مُعادٍ".
وأوضحَ الزعبي "إعلانَ انسحاب القوّات الروسيّة من سورية سيكونُ جزئياً لا كليّاً، مضيفاً "بين سورية وروسيا اتّفاقٌ استراتيجيٌّ ومعاهدةُ دفاعٍ مشترك، حيث ستبقى في سورية قواعدَ روسيّة منها حميميم وطرطوس وكذلك نقاط هامّة في تدمر ومطارات سوريّة عدّة".
وأشارَ النائبُ السوريُّ إلى أنَّ لقاءَ بوتين والأسد في حميميم له رمزيّةٌ كبيرةٌ، ما يُؤكّد مرّةً أُخرى الانتصارَ المُشتركَ على الإرهابِ وإعلان نهاية الحرب العسكريّة بشكلٍ تدريجيّ".
ولفت الزعبي إلى أنّه "في الاتّفاق الدوليّ حولَ سورية وُضِعَت الخطوطُ العريضةُ وما تبقّى عبارةٌ عن تفاصيل، مُوضّحاً أنَّ الحلولَ الكبيرةَ تكونُ مُخرجَاتُها صعبةً ومعقدةً، إلّا أنّها في المضمونِ تعني الاتّفاق التامّ حولَ ضرورةِ إنهاءِ الحربِ عُموماً للبدءِ بحلٍّ سياسيٍّ فعليٍّ يُعيدُ الأمانَ والاستقرارَ إلى سورية".
وقد وصل الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين إلى قاعدةِ حميميم في اللاذقية صباحَ اليومِ، في زيارةٍ خاطفةٍ هي الأولى من نوعها إلى سورية، إذ استقبله الرئيس السوري بشار الأسد، ووزير الدفاع الروسيّ سيرغي شويغو، وقائد القوّات الروسيّة في سورية الفريق أوّل سيرغي سوروفكين، وأمرَ بوتين ببدءِ التحضيرِ لسحبِ القوّات الروسيّة من سورية.
وأشادَ بوتين بالنصرِ الساحقِ على تنظيم داعش الإرهابيّ في سورية، مُؤكّداً أنَّ "هذا النصرَ كانَ نتيجة فعليّة للتعاونِ الروسيِّ السوريّ المُشترك" مُعلناً أنَّ موسكو سوفَ تحتفظُ بقاعدتِيها الجويّة في حميميم والبحريّة في طرطوس حتّى أجلٍ غير مُسمّى.
من جانبهِ قالَ الأسد لبوتين إنَّ نتائجَ الانتصاراتِ في الحربِ على الإرهابِ لا تنعكسُ على سورية فحسب، بل وعلى دولِ الجِوارِ أيضاً، مُؤكّداً أنَّ "موضوع اجتماعنا هو القضاءُ على داعش، إنّهُ أمرٌ هام جدّاً بالنسبةِ للعالم بأسره".
وعقب زيارة بوتين، أعلن قائدُ القوّات الروسيّة في سورية سيرغي سوروفيكين أنّه سيتمُّ سحب 23 طائرةً حربيةً ومروحيتينِ من نوع "كا-52"، إضافةً إلى فصائلَ من الشرطة العسكريّة، والقوّات الخاصّة، ومن قوّات الهندسة العسكريّة ونزع الألغام، إضافةً إلى عددٍ من العسكريّين العاملينَ في المُستشفياتِ الميدانيّة" المنصوبةِ لعلاجِ المدنيّين السوريّين.