د. نورا أريسيان ضيفة جريدة الوطن
كشفت عضو مجلس الشعب، رئيسة جمعية الصداقة البرلمانية السورية الأرمينية نورا أريسيان، عن رغبة الآلاف من السوريين الأرمن الذين اضطرتهم ظروف الحرب للمغادرة مؤقتاً إلى أرمينيا بالعودة إلى بلدهم، وإعادة إطلاق مشاريعهم، مشيرة إلى تسهيلات وخطوات جدية وفورية ستقدمها الحكومة السورية في هذا الإطار.
وفي تصريح خاص بـ«الوطن»، أشارت أريسيان إلى تفاصيل اللقاء الذي جرى بين الرئيس بشار الأسد والوفد الاقتصادي الأرميني المؤلف من رجال أعمال من أرمينيا وممثلين عن الجالية السورية، خلال زيارة الوفد لسورية، حيث تم التطرق إلى عودة السوريين الأرمن إلى بلدهم، وخصوصاً الصناعيين منهم، وأصحاب المشاريع المتوسطة والصغيرة، لإعادة إطلاق أعمالهم والمساهمة في عودة الحياة الاقتصادية في سورية ولاسيما حلب.
وأشارت أريسيان إلى أن أعضاء الوفد طرحوا هذا الموضوع خلال اللقاء مع الرئيس الأسد، والتسهيلات التي من الممكن أن تقدمها الحكومة السورية من أجل البدء بإعادة إطلاق مصانعهم، حيث رحب الرئيس الأسد بالأمر، وسيتم البدء فوراً باتخاذ خطوات جدية في هذا الإطار.
ولفتت أريسيان إلى أنه وخلال اللقاء مع رئيس الجمهورية تم التأكيد على دور السوريين الأرمن في سورية، وأنهم خلال الحرب على سورية أثبتوا بأنهم نموذج للوطنية، كما استذكر أعضاء الوفد الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الأسد إلى أرمينيا، وتفاصيل هذه الزيارة، حيث أثنى سيادة الرئيس على مواقف أرمينيا الداعمة لسورية قبل الحرب وخلالها عبر المنابر الدولية.
واعتبرت أريسيان، أن هذه الزيارة ستكون نقطة بداية لتفعيل العلاقات السورية الأرمينية، ورسم خطة عمل للشروع بعملية تفعيل العلاقات، وحلب ستكون في عين المساهمة الأرمينية بإعادة الإعمار.
وكشفت أريسيان عن انعقاد قريب للجنة الاقتصادية المشتركة السورية الأرمنية، حيث سيسهم انعقادها بوضع خطة العمل لرجال الأعمال وغرف التجارة ومجلس الأعمال السوري الأرمني، وأيضاً للوزارات المعنية من البلدين، من أجل السير قدماً بالعلاقات المشتركة وعلى كافة الأصعدة.
وأشارت رئيسة جمعية الصداقة البرلمانية السورية الأرمينية إلى لقاءات أخرى أجراها التقى أعضاء الوفد الأرميني مع رئيس مجلس الوزراء عماد خميس، وعدد من الوزراء كالاقتصاد والكهرباء، بالإضافة إلى لقاء مع رئيس مجلس الشعب حموده الصباغ ومعاون وزير الخارجية ومجلس إدارة غرفة تجارة دمشق، حيث أبدى أعضاء الجالية السورية في أرمينيا ورجال الأعمال الأرمن استعدادهم للبدء بإقامة مشاريع مشتركة في مجالات توليد الطاقة والكهرباء وغيرها.
كما أشارت إلى اهتمام رجل الأعمال الأرميني ناريك كارابيتيان وباقي رجال الأعمال الأرمن للحصول على فرص استثمارية في سورية، لاسيما بعد استتباب الأمن ودحر الإرهاب، وكذلك الاستفادة من التسهيلات التي تقدمها الحكومة السورية لتفعيل العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
أعضاء الوفد، وبحسب النائب أريسيان، استمعوا من المسؤولين السوريين عن عمل الحكومة لتهيئة المناخ المناسب لجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية، من خلال استصدار قانون عصري للاستثمار، وخارطة استثمارية شاملة في مختلف القطاعات الحيوية، وتسهيل الإجراءات الإدارية وتوفير كل الخدمات اللازمة للمستثمرين.
وخلال اللقاءات كافة، أكد الوفد الأرميني، وفق أريسيان أن ما سيقومون به هو وفاء منهم تجاه ما قام به الشعب السوري تجاه الشعب الأرميني، أثناء الإبادة التي تعرض لها في فترة الاحتلال العثماني حين استقبلهم السوريون في ديارهم وتقاسموا معهم العيش.
ورأت أريسيان أن خلاصة الزيارة كانت الإجماع ضرورة العمل على تطوير التبادل التجاري بين البلدين، وإقامة شراكات للمساهمة في إعادة الإعمار، واقتراح إقامة مؤتمرات يشارك فيها رجال أعمال من الجانبين من أجل رسم خريطة طريق للعمل في مجال الاستثمار في سورية.
وختمت أريسيان تصريحها بالقول: «أعتقد أنه استناداً إلى العلاقات السورية الأرمينية التاريخية ينبغي العمل على تعزيز العلاقات الاقتصادية، وكسر كافة الحواجز والحصار المفروض على سورية، وأرمينيا من خلال خلق جسر اقتصادي سوري-أرميني، وهذا ما أكده الرئيس الأسد بأن الشعب السوري يرحب بمساهمة أرمينيا في جهود إعادة الإعمار».