د. أحمد مرعي ضيف الوطن
اعتبر عضو مجلس الشعب عن مدينة جرابلس بريف حلب الشمالي أحمد مرعي، أن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان يحاول «خلق نظام مصلحي جديد للأهالي في المناطق الحدودية مع تركيا ليقدموا له الولاء»، مشدداً على أن هذا الأمر سيفشل بمجرد دخول الجيش العربي السوري.
وفي تصريح لـ«الوطن»، رأى مرعي أن وصول الجيش إلى مشارف مدينة منبج يعني أن الخطوة القادمة هي دخول الجيش منطقة جرابلس الحدودية ومحيطها، واعتبر أن هذا يعطي أملاً كبيراً لأهالي جرابلس الذين ينتظرون الجيش لتخليصهم من مراحل طويلة من الإرهاب بدأت بمليشيات «الجيش الحر» ثم تنظيم داعش ثم المليشيات المدعومة من النظام التركي حالياً.
وأكد مرعي، أن الأهالي يرغبون اليوم بعودة الدولة ومؤسساتها إلى منطقتهم، لأن ذلك سيؤدي إلى حالة من الأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «هم ينتظرون عودة الجيش بأقرب فرصة ممكنة».
وأشار مرعي إلى أن أردوغان حاول ترغيب الأهالي من خلال منح الجنسية لبعض الموجودين منهم في منطقة الشريط الحدودي وبعض الناس وهم نسبة ضئيلة جداً حصلوا عليها، معتبراً أن أردوغان يأمل من ذلك مستقبلاً أن يشكل هؤلاء حالة من الضغط على الدولة السورية ويخدم أهداف الدولة التركية القومية العليا، لكن نسبة ضئيلة (من الأهالي) استجابت لمخططه.
كما أشار مرعي إلى أن أردوغان حاول تقديم بديل عن الدولة السورية من مؤسسات ومشافي ومدارس وعسكر وأمن ليصبح الناس مصلحياً مرتبطين به، «أي حاول خلق نظام مصلحي جديد للأهالي ليربطهم بالنظام التركي وتقديم الولاء له مقابل ما تقدمه تركيا لهم»، مشدداً على أن هذا الأمر سيفشل بمجرد دخول الجيش وعودة مؤسسات الدولة إلى جرابلس وعودة المنطقة إلى الدولة وإلى جغرافيتها وحقيقتها التاريخية والطبيعية.
وأكد مرعي، أن لدى النظام التركي مخططاً يتضمن إقامة شريط حدودي متناسق من الباب (بريف حلب الشمالي) إلى تل أبيض (بريف الرقة الشمالي) مروراً بأعزاز والراعي وجرابلس وعين العرب (على الشريط الحدودي بريف حلب)، وهذا ما نسمعه اليوم من تصريحات بإنشاء ما تسميه أميركا وتركيا اللتان تحتلان مناطق في سورية بـ«منطقة الآمنة». وشدد مرعي على أن هذا الأمر (الآمنة) ترفضه الدولة السورية والشعب السوري وأهالي هذه المناطق، وأضاف: عمل أردوغان على ضم هذه المناطق التي يعتبرها امتداداً للحدود الجنوبية لتركيا، وبالتالي عندما يقدم دعماً أو خططاً يعتبر نفسه يقدم خططاً لتركيا، حتى الميزانية التركية تخصص جزءاً مالياً لهذه المناطق أي إن هناك مشروعاً توسعياً ومخططاً استعمارياً يهدف إليه التركي.
وأعرب مرعي عن اعتقاده، بأن موضوع «المنطقة الآمنة» سيتم طرحه من أردوغان خلال القمة التي سيعقدها مع (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين، لافتاً إلى أن سورية على تنسيق لحظي مع الجانبين الروسي والإيراني، وموقف سورية وحلفائها واضح وهو عدم المس بسيادة الدولة السورية وسلامة أراضيها واستقلالها السياسي.
وتابع: بالتالي إنشاء «الآمنة» أمر مرفوض، والفكرة الأساسية أن عودة هذه المناطق إلى حضن الدولة السورية أمر حتمي عاجلاً أم آجلاً.
وعن تطورات الملف الكردي، قال مرعي: كمراقب أعتبر أن «الإدارة الذاتية» مرفوضة كاستقلال إداري، وكل ما هو متعلق بالنقاش والمباحثات مع الجانب السوري أبدت فيه الدولة السورية مرونة، لكن ليس على حساب وحدة الدولة السورية، معتبراً أن أي حوار كردي مع الدولة السورية هو أمر مهم للأكراد لأن فيه إسقاطاً للورقة الكردية من يد أردوغان والتذرع بالعدوان على الأراضي السورية وضرب الكرد تحت عنوان حماية الأمن القومي التركي.
ورأى مرعي أن المثلث البريطاني الفرنسي الأميركي تدخل لفرملة الانفتاح العربي على سورية وذلك لربط الأمر بالحل السياسي، من مبدأ «لماذا نقدم تنازلات لسورية وسورية لا تتنازل في الحل السياسي».