www.parliament.gov.sy
الأحد, 6 أيلول, 2015


زمن التناقضات أم المعجزات وعن أي المعجزات نتحدث؟!.. بقلم: د. فائز الصايغ

هل توصلت هيئة الأمم المتحدة.. ومجلس الأمن الدولي.. والسيد بان كي مون إلى قناعة بأن الجماعات الإرهابية المتواجدة على الأراضي السورية هي التي استخدمت الغازات ومنها غاز الخردل وهي التي ارتكبت سواء في خان العسل أم في الغوطة الشرقية هذا السلاح بعد أن استخدمته مجدداً في مواجهة الخصومات الداخلية والفصائل الإرهابية المتنازعة على الأرض والثروة.
الدواعش هم الذين كانوا وراء الهجمات القاتلة بغاز الخردل وهم اليوم يملكون تكنولوجيا تصنيع هذا السلاح الخطير، وهذه الحقيقة باتت تهدد العالم كله.
هل توصلت الأمم المتحدة ومؤسساتها إلى هذه النتيجة وما دورها اليوم بعد أن اتضحت الحقيقة وانكشف المستور الذي تسترت عليه بعض دول مجلس الأمن نفسها وهي التي انتزعت العضوية الدائمة لأنها ينبغي أن تحافظ على الأمن والاستقرار في العالم كله.
امتلاك الدواعش لقضية وآليات إنتاج غاز الخردل، وربما غيره من السموم القاتلة يفرض على العالم تحديات جديدة وهائلة من شأنها أن تهدد مستقبل العالم وحضاراته وتقدمه التكنولوجي الأرضي والفضائي معاً ذلك أن وسيلة الدمار والتدمير باتت بأيدي الجهلة والإرهابيين وشذاذ الآفاق الذين لا يقيمون وزناً للحضارة ولا للعلم ولا للإنسان.
بعد كل الذي حصل خلال السنوات الماضية، وبعد كل محاولات تضخيم داعش والنفخ في إمكاناتها سواء عن عمد أو عن طريق الخطأ كما يبرر الأميركيون.. أستطيع القول إن الجميع أسهم في إيجاد الدواعش أصلاً وفي دعمهم ومساندتهم ولا أستبعد تواطؤ أغلب دول مجلس الأمن الدولي والسيد الأمين العام الذي لا يملك من القرارات إلا الأعراب عن القلق.. ويبدو أنه قلق بطبعه وطبيعته.
الغريب في الأمر أن المسؤولين في الجيش والمخابرات الأميركية مارسوا على المحللين الكبار ضغوطاً لتبديل تقييماتهم بشأن قوة داعش بعدما بدأ الرأي العام الأميركي والأوروبي يتململ ويكتشف الكثير من الحقائق التي نبهت إليها سورية منذ بداية الاستهداف، وبمقدار تضخيم مخاطر داعش طلب إليهم التخفيف منها وإظهار التنظيم بأنه ضعيف وهذا ما أوردته صحيفة "ديلي ميست" بحيث يعمل المحللون على تسليط الضوء على إنجازات أميركا في مواجهة التنظيم الإرهابي وبحيث تصبح تقارير المحللين منسجمة أو متساوقة مع تطلعات الإدارة الأميركية الراغبة في إظهار نفسها على أنها ضد الإرهاب.
اللعب الأميركي ومن ورائه الأوروبي في أسباب ودوافع وأهداف الإرهاب ومدى انسجامه مع المخطط المراد تنفيذه في المنطقة لا يزال مستمراً وهو قد بلغ من الخطورة بمكان بحيث بات يهدد المجتمعات الأوسع من الشرق الأوسط وصولاً إلى العمق الأوروبي وربما الأميركي ولو بعد حين..
دخول الروس ميدانياً في مواجهة داعش من شأنه أن يعرّي الدور الأميركي من جهة وأن يصوب المسارات من جهة أخرى.
وهذا يدفعنا إلى متابعة ما يجري سياسياً وعملانياً على جبهتي مواجهة داعش الجبهة الأميركية المكشوفة الأغراض، والجبهة الروسية المعروفة أنها بلا أطماع ولا تطلعات استعمارية وفي الحالتين لابد من تعاون الجبهتين معاً من جهة وكلاهما مع الجبهة السورية، عندها نستطيع القول إن المواجهة بدأت فعلاً وإلا فإننا لا نزال في الدور التمهيدي لمواجهة داعش إذا ما صدقت النوايا.
إذ كيف للمعجزات أن تتحقق وسط هذه التناقضات.. والأمر مسحوب على مبادرات أخرى تحمل المعجزات بين طياتها. وعن أي المعجزات نتحدث؟