www.parliament.gov.sy
الأربعاء, 11 تشرين الثاني, 2015


...جيش الارض .... وعيون السماء ... د فايز الصايغ .

لاشك أنَّ الأوضاع الإقليمية والدولية تزداد تعقيداً بمقدار التعقيدات التي استولدها الدعم الغربي والأميركي والمال السعودي - القطري للإرهاب.
تقاطعت أهداف الغرب وأميركا بصفتهم رعاة للكيان الصهيوني منذ تأسيسه، حتى اليوم مع السعودية وقطر ودورهما في تمويل الرعاية الغربية- الأميركية.. وتمكينها من استكمال الدور الصهيوني لتفتيت المنطقة وشرذمتها ورهن مستقبلها بمستقبل إسرائيل وبأهدافها التوسعية.
أما كيف تقاطعت فهذا يعني بما لا يدع مجالاً لا للشك ولا للتجاهل أن الثروة العربية التي هي من حق العرب ولدت وأُنتجت وتم تسويقها لخدمة المشروع الصهيوأميركي في المنطقة، وأقرب وأحدث الأمثلة الدور السعودي- القطري في سورية وليبيا واليمن وغير ذلك من الأماكن العربية الملتهبة.
التعقيدات المتوالية وبشكل يومي توحي بأن حقبة جديدة بدأت ترتسم ملامحها في المنطقة العربية ومنها ترتسم طبيعة العلاقات الدولية بما يسهم في رسم خريطة جديدة لهذه العلاقات مبنية على أساس القوة والحكمة والإرادة.
الأحمق من يسعى إلى الهيمنة والسيطرة واستغلال ثروات الشعوب لأغراض سياسية واقتصادية والحكيم من يسعى إلى إحلال السلام وتوفير مستلزمات الأمن في المنطقة والعالم.
من هنا يتناقض الموقف الروسي والأميركي في الرؤية لطبيعة التعقيدات الجديدة على الرغم من محاولات الطرفين لتدوير الزوايا الحادة بينهما سواء إزاء العلاقات الثنائية المباشرة أم إزاء المستجدات والأحداث ومنها الوضع في المنطقة العربية عموماً وفي سورية على وجه الخصوص..
التناقض مستمر والأزمات والتعقيدات مستمرة والثمن الباهظ تدفعه الشعوب بين من يستهدفها ومن يدافع عنها، بين من يريد بناء إمبراطورية استعمارية تمتد أذرعها وأخطبوطها لتطول العالم كله.. وبين من يريد الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين ما يجعل هذه المهمة باعتبارها تعتمد البناء أصعب من تلك التي تعتمد التدمير والتخريب.
روسيا اليوم وبالتنسيق والتعاون مع سورية تنهض بالمهمة الإنسانية الكونية انطلاقاً من أرض المحبة والسلام والحضارة التي حاول المستعمرون تدميرها وتشويه تاريخها ووأد تطلعاتها المستقبلية, وما داعش والسمعة التي ترافق الإرهاب النفطي المعاصر إلا أداة من أدوات الإرهاب، وما اتساع رقعة الإرهاب وانتشاره وقوته إلا لأن إمكانات دول كبيرة وأموالاً طائلة وجهات استخباراتية للدولة العظمى باتت في تصرفهم إن لم يكونوا هم نتاجها وهذا ما بات واضحاً، فقد تصدرت الولايات المتحدة ومخابراتها الصورة المؤسسة والداعمة للتنظيم الإرهابي الأخطر في العالم.
الصمود السوري والإنجازات الكبيرة التي حققها الجيش السوري، ودعوة روسيا للتدخل الجوي والتقني والاستخباراتي عرّى الموقف الغربي- الأميركي، وكشف النقاب عن طبيعة التحالف مع الإرهاب وأهدافه، وأصبحت سياسة تفكيك العقد ورسم معالم المنطقة أكثر نجاعةً ونجاحاً وأصعب إرادة، وأبرز الأدلة ما يجري على الأرض وفي السماء.