www.parliament.gov.sy
الأحد, 11 تشرين الثاني, 2018


كما الانتصار سنحقق الإعمار... بقلم جمال قادري

تسير عجلة العمل النقابي منذ بداية الدورة الحالية على قدم وساق وبجهود حثيثة على مختلف المستويات في سبيل تحقيق مجمل الأهداف التي وضعها المكتب التنفيذي للاتحاد العام نصب عينيه وبما يحقق مصلحة أبناء الطبقة العاملة المكافحة ويخفف عنها الصعوبات المعيشية الناجمة عن الأزمة وتداعياتها والحرب العدوانية الإرهابية المستمرة على وطننا منذ نحو ثماني سنوات حتى يومنا هذا.
ورغم الإمكانيات المحدودة استطاع الاتحاد العام تأمين جملة من الخدمات خلال السنوات الماضية للأخوة العمال في جميع المجالات الصحية والاجتماعية والمعيشية وغيرها، إيماناً منه بأن العامل الذي صمد واستمر في عمله وتحدى التهديد والإرهاب وقاوم الحصار الاقتصادي الجائر وأنتج مقومات وأسباب الحياة لأبناء شعبنا يستحق منا كل دعم ورعاية وحماية، فكان التنظيم النقابي بين صفوف العمال يستمع إلى همومهم وشكاويهم ويتلمس معاناتهم ويعمل على حلها ورفع الغبن عنهم إن وجد من خلال التواصل مع الجهات المعنية والمتابعة المستمرة والدؤوبة حتى الوصول إلى النهايات السعيدة والخواتيم المطلوبة في الكثير من الحالات على امتداد ساحة الوطن.
لقد استطاع الاتحاد العام لنقابات العمال نقل اهتماماته ليس للعامل فقط، فوصل إلى محيطه الاجتماعي الذي يشمل أسرته وأبنائه في مدارسهم وجامعاتهم وفي مختلف أماكن وجودهم، فقدم ولا يزال كل ما يستطيع ولم يوفر جهداً على الإطلاق في هذا المجال، وهناك أمثلة كثيرة لسنا بوارد ذكرها، فنحن نقوم بواجبنا الطبقي والنقابي وما تمليه علينا المسؤولية والأمانة الملقاة على عاتقنا من قبل أخوتنا العمال، الذين يبقى تحسين وضعهم المعيشي في سلم أولويات عملنا وبوصلة طريقنا التي لن نحيد عنها تحت أي ظرف بهدف تحقيق كل متطلبات طبقتنا العاملة وتحقيق مكتسبات جديدة لها تسهم في تحقيق الاستقرار التام لأبنائها المخلصين لوطنهم وشعبهم وقائدهم.
إضافة إلى المشاريع والمبادرات النوعية التي أنجزت خلال السنوات القليلة الماضية والتي تصب جميعها في خدمة العمال وأسرهم، الاتحاد العام في صدد الإعلان عن مشاريع وأفكار جديدة ستجد طريقها إلى التنفيذ قريباً، فراحة العامل في معيشته وحياته اليومية، هي الطريق الأمثل لزيادة إنتاجيته وتطوير عمله كماً ونوعاً، والأوضاع الحالية تحتم على جميع النقابيين أن يكونوا فريقاً واحداً كما هو معهود بتنظيمنا النقابي العريق وتوحيد الجهود والعمل على تضافرها بما يعزز ويخدم أخوتنا العمال في جميع مواقع العمل والإنتاج.
تبقى انشغالات طبقتنا العاملة كما قلنا سابقاً بوصلة عمل الاتحاد العام ومعيار النجاح، وسيبقى التنظيم النقابي يبذل الجهود دون كلل أو ملل لتحقيق المطالب المحقة للعمال والمتمثلة في تثبيت العقود السنوية وتحويل جميع العمال المياومين إلى عقود سنوية، وتحسين الوضع المعيشي من خلال زيادة الرواتب والأجور، وتخفيض فاتورة الصحة والنقل التي ترهق أخوتنا العمال، وتعديل القانون الأساسي للعاملين في الدولة بما يتواكب مع التطورات والقانون رقم 17 الخاص بعمال القطاع الخاص وغيرها من التشريعات التي تحتاج إلى تغيير وتحديث، ولن نألو جهداً في تقديم الأفكار والمبادرات التي من شأنها التخفيف من وطأة الحرب الإرهابية التي طالت بجرائمها كل فرد من أبناء شعبنا الصامد.
أيها الأخوة، بتعاوننا جميعاً سيكون المستقبل أفضل وسنبني سورية المتجددة القوية المنتصرة على الإرهاب وداعميه، فنحن اليوم على أبواب النصر النهائي بعد أن قدمنا التضحيات الجسام وواجهنا أعتى قوى الإجرام والعدوان في العالم وحطمنا مخططاتهم الدنيئة والمجرمة، وننطلق اليوم بمرحلة إعادة الإعمار والبناء بنفس العزيمة التي واجهنا بها العدوان.. وكما انتصرنا في تصدينا للإرهاب سننتصر في إعادة الإعمار.