www.parliament.gov.sy
الأحد, 17 آب, 2014


كلمة رئيس المجلس الافتتاحية للدورة العادية الخامسة للدور التشريعي الأول تشرين الأول 2013

 

الزَّمِيلاتُ والزُّملاءُ الكِرَامُ:
أسعدَ اللهُ أوقاتَكم بكلِّ خيرٍ

باسمي وباسمِ أعضاءِ المجلسِ أُرحّبُ بالدكتور وائل الحَلَقَيِ رئيسِ مجلسِ الوزراءِ، والسادةِ نُوابِه والوزراءِ الكرامِ.

نُرَحِّبُ بِكم تَحتَ قُبَّةِ المجلسِ مَعَ بِدايةِ انعقادِ الدّورةِ العاديّةِ الخامسةِ؛ التي نَستأنِفُ بها عَمَلَنا التّشريعيَّ الذي لمْ يَنقطعْ إطلاقَاً؛ فقد كانَ المجلسُ في حِرَاكٍ دَائمٍ ومُستمرٍّ؛ سياسيّاً واجتماعيّاً على المُستويين الداخليِّ والخارجيِّ، وسَواءٌ داخلَ أَروقَتِه أم عبرَ أعضائِه في كلِّ بقعةٍ من سوريا، فنحنُ في وقتٍ بحاجةٍ إلى كلِّ دقيقةٍ وثانيةٍ لِنستغلَّها في العملِ، وأنتم ــ كمَا نَعلمُ ــ تَتواصَلُونَ في مُدنِكم ومُحافظاتِكم مع المواطنينَ؛ وتَطَّلِعُونَ على مُشكلاتِهم وقضايَاهم، وتُساهِمُونَ في حَلِّها ونقلِها إلى السُّلطاتِ التنفيذيّةِ من أجلِ إيجادِ الحُلُولِ المُناسبةِ لها، إلى جانبِ العملِ الإنسانيِّ والاجتماعيِّ في لَمِّ الشّملِ بينَ أبناءِ الوطنِ وتقريبِ وُجهاتِ النظرِ فيما بينَهم، وتَقديمِ المُساعدةِ لأهلِنا أينَما وُجِدُوا ومتى احتاجُوها.


الزَّميلاتُ والزُّملاءُ

مَعَ بدايةِ الدّورةِ الجديدةِ لا بُدَّ لنَا مِنَ التّأكيدِ على أهميةِ العملِ الجماعيِّ المُؤَسَّسَاتِيِّ تَحتَ قُبَّةِ المجلسِ، ومعَ السُّلطةِ التنفيذيَّةِ على المستوياتِ كافةً السياسيّةِ والاقتصاديّةِ والاجتماعيّةِ والخَدَمِيِّةِ؛ من أجلِ أنْ نَكونَ صوتَ النَّاسِ وضميرَهُم، نُعَبِّرُ عنهُم أفضَلَ تَعبيرٍ، ونَسعَى من أجلِ سَنِّ القوانينِ والتَّشريعاتِ التي تُسهِمُ في تَطويرِ المُجتَمعِ والمُؤَسَّساتِ وتُحَقِّقُ المُستقبلَ الأفضَلَ لسوريا.
لا شَكَّ أنَّ مَجلسَنا يَنبغي أنْ يَكونَ عَينَ النَّاسِ الرّقابيّةَ على السُّلطةِ التنفيذيّةِ لمُراقبةِ أدائِها وتَنفِيذِها لخُطَطِها الاقتصاديّةِ والخَدَميّةِ الّتي تَهمُّ المُوَاطنَ في مَعيشَتِهِ وقُوتِهِ وغِذَائِهِ وكِسَائِهِ، ويَنبغي ألَّا نَدَّخِرَ جُهْدَاً في سَبيلِ تَحقيقِ هذهِ المَهَمَّاتِ المُوكَلَةِ إلينا بِمُوجِبِ الدّستورِ، وبِمُوجِبِ الثّقَةِ الّتي أَولَانَا إيِّاهَا الشَّعبُ.

الزَّمِيلاتُ والزُّمَلاءُ الكِرَامُ

ونحنُ نَبدَأُ دَورتَنا العَاديّةَ الخامسةَ لا بُدَّ لَنَا مِنَ التّذكيرِ بِضرورةِ العَملِ كَأُسرَةٍ وَاحِدَةٍ وَيَدٍ واحدةٍ؛ نُنَاقِشُ القَضَايَا مِن زوايَاها المُختَلِفَةِ، ومِن مَنظُورَاتٍ مُتَعَدِّدَةٍ لِنَصلَ إلى أَفضَلِ الحُلولِ لأيِّ مُشكلةٍ، وهذا ليسَ صعباً علينا؛ فنحنُ أبناءُ سوريا أُسرَةٌ واحدَةٌ على أرضٍ وَاحدةٍ، تَشَرَّبَتْ مِن مُختَلَفِ الثّقَافَاتِ والحَضَاراتِ واختَزَنتْها وأَنبَتَتْ فينَا رُوحَ المَحَبَّةِ والتّضحِيةِ والإبَاءِ ورُوحَ الانفِتَاحِ وتَقَبُّلِ الآخرِ، وهذهِ الثّقافةُ الّتي نَفخَرُ بها لنْ تَمحُوَها أَضَالِيلُ المُستَعمِرينَ ولا حِقدُ الإرهابيّينَ التّكفيريّينَ ... سَنَظلُّ نَتواصَلُ معَ مَن يَختَلِفُ معَنَا بالرّأي ونَحترمُ مَن يُعَارضُنا في السّياسةِ، ولكنّنا لنْ نَتهاونَ في مُواجَهَةِ كُلِّ مَنْ يَحمِلُ السِّلاحَ في وَجهِ الدَّولَةِ والمُواطنِ السّوريِّ، ولنْ نَقبَلَ بأَقلَّ مِن تَطهيرِ سوريا مِنَ الإرهَابيّينَ والتّكفيريّينَ المُرتَزقَةِ مَهمَا دَعمَتْهُم القُوى الغربيِّةُ والرّجعيّةُ العربيّةُ... سَتَظلُّ سوريا قَويّةً أَبيِّةً عَصيِّةً على هَؤلاءِ القَتَلةِ المجرمينَ المَارقينَ، بوعي أبنائِها وحِرصِهم جَميعَاً ــ بِمَن فيهم نحنُ أعضاءَ مجلسِ الشّعبِ ـ على صَونِ سوريا الدولةَ والأرضَ والدَّورَ الحَضاريَّ، وسعيِهم المُشتركِ لِتَجَاوزِ الأزمةِ واستعادةِ الأمنِ والأمانِ الذي تَميَّزَتْ به على مَدى قُرونٍ مِنَ الزّمَنِ، مِن خلالِ تَعزيزِ التَّواصُلِ والتّآلُفِ بينَ مُختَلفِ مُكوِّناتِ الشّعبِ السوريِّ.

ومِن هُنا نَتوجَّهُ بالتحيّةِ:

لكلِّ مَنْ يَعمَلُ من أجلِ تَجنيبِ الوطنِ المَزيدَ من سَفكِ دماءِ الأبرياءِ...
للجيشِ العربيِّ السوريِّ الذي يُدَافِعُ عن الأرضِ والسّيادةِ، الجيشِ الذي كانَ وما زَالَ دِرعَ الوطنِ يذودُ عنهُ ضدَّ الأعداءِ في الدّاخلِ والخارجِ ...
الرحمةُ للشهداءِ، والتّحيةُ لأُسرِهم وذويهم، مُؤكِّدينَ أنَّ الوطنَ يَكبُرُ بِهم ويُصَانُ بدمائِهم ...
وتحيةٌ لجرحَانا الأبطالِ، مُتَمَنينَ لهم الشفاءَ العاجلَ.

حَفِظَ اللهُ سوريا أرضاً وشعباً وجيشاً وقيادةً.