www.parliament.gov.sy
الاثنين, 22 أيلول, 2014


كلمة السيد رئيس مجلس الشعب في الجلسة الأولى من الدورة الاستثنائية الرابعة للدور التشريعي الأول

الزميلات والزملاء أعضاء المجلس

السيدات والسادة الضيوف الكرام

أسعد الله أوقاتكم بكل خير

        باسمي وباسم أعضاء المجلس أرحب بالدكتور وائل الحلقي رئيس مجلس الوزراء، وبالسادة نوابه وبالوزراء الكرام.

أود في البداية أن أهنئ الحكومة على الثقة الكبيرة التي أولاها إياها السيد الرئيس بشار الأسد في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ بلدنا وأمتنا، إنها مرحلة تتطلب منا جميعا أن نكون على قدر المسؤولية الوطنية والأخلاقية والإنسانية، التي تفرضها المسؤولية المنوطة بنا والآمال المعلقة علينا شعبيا ووطنيا، ونخص بالتهنئة الوزراء الجدد الذين انضموا إلى الفريق الحكومي ... فبعض الوزراء ممن استمروا في الحكومة كنا قد عملنا معهم وتعاونا على الصعد كافة، فنجحنا في مسارات وتعثرنا في أخرى، لكن ذلك لن يقف حائلا أمام تصميمنا على المضي قدما في العمل والتحدي، فلنرتق في عملنا وأداء واجبنا إلى مستوى تضحيات شعبنا وجيشنا، ولنسهم معا في تحصين الوطن وتعزيز قدرته على مواجهة الأعداء ومحاربة الإرهاب التكفيري الظلامي المدعوم من دول الغرب الاستعمارية ومن بعض الأنظمة العربية الرجعية.

الزميلات والزملاء

السادة الوزراء

إن الحرب الإرهابية ضد بلدنا تزداد ضراوة بالرغم من قرار مجلس الأمن الدولي 2170 الذي دعا دول العالم إلى محاربة الإرهاب، ولاسيما تنظيمي داعش وجبهة النصرة الإرهابيين، فالتحركات الأمريكية والغربية لتشكيل تحالف خارج إطار مجلس الأمن لمحاربة تنظيم داعش لا تشير إلى رغبة وإرادة حقيقية لمحاربة الإرهاب، لأن الدول التي انضمت إلى هذا الحلف إنما هي نفسها التي سلحت ومولت ودربت ومررت الإرهابيين إلى سورية، سواء أكانوا منضوين تحت راية داعش أم جبهة النصرة أم غيرهما من التنظيمات الإرهابية التي تقاتل على الساحة السورية. أضف إلى ذلك أن تلك الدول ترفض التعاون مع روسيا والصين وإيران وسورية لمحاربة الإرهاب ... فهل هناك من عاقل يمكن أن يفكر بمحاربة الإرهاب دون التعاون مع الدول التي تتعرض لهذا الإرهاب ؟

نقول لهؤلاء .. من يريد أن يحارب الإرهاب فعلا فعليه أن يتعلم من سورية وجيشها، وعليه أن يتعاون معها وفق خطط طويلة الأجل، لمواجهة الفكر المتطرف والتعاون الاستخباراتي في ملاحقة الإرهابيين، وليس عبر دعم جماعات مسلحة وتنظيمات إرهابية تحت عناوين وتسميات زائفة. فما يحققه جيشنا البطل ضد الإرهاب تعجز عنه أقوى جيوش العالم، وما قدمه هذا الجيش في مواجهة الإرهاب يستحق منا ومن جميع الشرفاء في العالم كل التقدير والثناء.

الزميلات والزملاء

السادة الوزراء

إن الآمال المعلقة علينا وعليكم كبيرة جدا وكذلك التحديات، لذلك إن المطلوب منا تجديد الأفكار وابتكار الأساليب وابتداع الحلول الممكنة في ظل الظروف الصعبة لردم الهوة بين مؤسسات الدولة والمواطنين، وتقديم الخدمات على اختلاف أنواعها، وعدم الاتكاء على الأزمة والأوضاع الصعبة للتراخي في تحمل المسؤولية وتبرير التقصير في تلبية احتياجات المواطنين.

والمطلوب من الحكومة الجديدة أن تعمل بانسجام وفق رؤية محددة وأطر زمنية معقولة، يمكن من خلالها قياس الأداء وتفعيل المحاسبة في المؤسسات للحد من الترهل والإهمال والفساد المالي والإداري، وهنا لا بد من التذكير بضرورة إيلاء القطاعين الزراعي والصناعي اهتماما خاصا؛ لأنهما يشكلان الضمانة الأساسية للقمة عيش المواطن، وبقائه على أرضه وتمسكه بها، فكلنا يعلم ما تعرض له هذان القطاعان من تخريب ممنهج وأضرار مباشرة، تتطلب حملة مبرمجة لاستنهاضهما بشكل مدروس وفاعل، بما يسهم في ترميم بعض الأضرار وتحسين الإنتاج، وهذا يقودنا إلى الدعوة من أجل تأمين الخدمات للمناطق الريفية بشكل عادل ومتوازن مع المدن لتأمين بقاء المزارع في أرضه ومواصلة الإنتاج الزراعي.

 

 

السادة الوزراء

الزميلات والزملاء

إن الحديث المتكرر عن حجم الدعم الحكومي للمواد الأساسية ومفهوم إيصال الدعم لمستحقيه أثار لدى المواطن خشية من أن تطال إجراءات الحكومة رفع ما تبقى من حزمة الدعم، مع ما يعنيه ذلك من أعباء إضافية تثقل كاهله وتجعله غير قادر على تأمين احتياجاته الأساسية، ولاسيما مع ارتفاع الأسعار وتراجع القدرة الشرائية للمواطن، فلا بد لأي إجراء يتعلق بالدعم الحكومي من أن يخضع لدراسات ومراجعات دقيقة وحقيقية، تؤمن بشكل فعلي إيصال الدعم لمستحقيه بشكل عادل وبأساليب مبتكرة وآليات ميسرة غير معقدة، تساعد المواطنين على الاستمرار في الصمود في وجه الحرب الإرهابية التي تشن ضدهم، وفي تحمل تداعيات هذه الحرب اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا.

ونحن في مجلس الشعب جاهزون للتعاون مع الحكومة في مجال إعداد وإقرار  القوانين الجديدة وتطوير التشريعات التي تتناسب مع المرحلتين الحالية والمقبلة، وهذا ما دأبنا عليه منذ بداية دورنا التشريعي، وسنستمر في العمل معا على أن نكون عين المواطن الرقابية، نؤدي الأمانة التي حملنا إياها الشعب بكل صدق.

أتمنى لكم التوفيق في أداء مهماتكم، وأن نوفق معا من أجل خدمة بلدنا وشعبنا والدفاع عنه على المستويات كافة، ليبقى عزيزا كريما، ينعم فيه أبناء شعبنا بالحرية والسيادة والحياة الكريمة.

ختاما أتوجه بالتحية لشعبنا الصامد وجيشنا البطل الذي يسطر كل يوم انتصارات جديدة في حربه ضد الإرهاب التكفيري، وفي تطهير سورية من المرتزقة الإرهابيين، الرحمة لشهدائنا من مدنيين وعسكريين، والشفاء العاجل لجرحانا..

[2014-09-21]