www.parliament.gov.sy
الثلاثاء, 26 أيار, 2015


صفوان قربي في حديث خاص لموقع مجلس الشعب

صفوان قربي لموقع مجلس الشعب : شعور الوزراء بالراحة والطمأنينة تحت قبة مجلس الشعب مؤشر غير صحي خاصة عندما يكون المواطن مثقلاً بالهموم الحياتية الضاغطة .

وصفه الكثيرين بأنه صاحب اليد البيضاء وراء انخفاض سعر الصرف في السوق المحلية، بعد الكثير من التصريحات الإعلامية التي تميزت بجرأة في الطرح .. موقع مجلس الشعب التقى  الدكتور صفوان قربي فكان لنا معه الحوار الآتي :

موقع مجلس الشعب – إعداد وحوار – محمد أنور المصري

كيف تنظر للأداء الحكومي بعد أربع سنوات من الأزمة ؟

هناك تفاوت كبير في المقاسات داخل الحكومة:

وزراء كانوا بحجم التحدي ، أصحاب مرونة فكرية إدارية هم رجال أزمة بامتياز وهم النسبة الأقل .

ووزراء يصدرون ضجيجاً إعلامياً فقط بدون عمل ويظنون أنهم يعملون، ووزراء ( خارج التغطية ) للأسف وأقول مقاساتهم متواضعة ويصعب على الكثيرين فهم المعايير التي أوصلتهم لمرتبة وزير خاصة في ظروف أزمة طاحنة تحتاج إلى رجال يتقنون فن المبادرة والذكاء السياسي وتحمل المسؤولية . إنهم كناتج أداء نيام بامتياز . وأظن أن تغيير بعض المفاصل اليابسة في جسد الحكومة أصبح قضية وطنية أكثر من ملحة .

كيف تنظر لعمل وزارة التجارة الداخلية ؟

وزارة التجارة الداخلية رحبنا بعودتها للحياة وصدمنا بأدائها المتواضع هي تعمل بأدوات عمل متخلفة وتطوير الأداء يتناقض مع المصالح الشخصية لمعظم العاملين فيها .هي تعمل بتشريعيات قديمة جداً أو قوانين وقرارات ظرفية فرضتها بعض الظروف الاستثنائية المتحركة ، وهناك وزارات وجهات أخرى تحاول القيام بعمل وزارة التجارة الداخلية وهذا الإجراء أضاف تشويهاً جديداً لصورتها ولم ينعكس إيجاباً على الجهات المتدخلة تسللاً ولا على المواطن. إن آلية عمل مراقبي التموين المتخلفة المثقلة بالابتزاز والفساد وآلية التسعير بعيداً عن العرض والطلب والضبوط التموينية الوهمية غير المفيدة أمور يجب إعادة النظر بها وتغيير العقلية التي تعمل بها الوزارة وأن هذه القرارات تحتاج إلى مستوى جرأة عالية ولا أتوقع أنه متوفر حالياً .

كان لك ملاحظات حول الأداء المالي للحكومة  ومصرف سورية المركزي وتذبذب قيمة الدولار بالنسبة لليرة السورية ؟

الضبابية – الغموض – الارتجال – الإغراق في الفردية هو عنوان عمل مصرف سورية المركزي

الخطأ ثم الخطأ ومحاولة اقناعنا بأنه عين الصواب، الإيحاء بأن الانتقاد ممنوع والناقد إما جاهل بقضايا المال والاقتصاد، أو يتقصد الإساءة للاقتصاد والعملة الوطنية في زمن الحرب .

الحاكم هو المتصرف والمؤتمن الوحيد على العملة الوطنية وعلى الجميع بمن فيهم الحكومة عدم التدخل بأدائه .

أداء تنظيري وإغراق في الأنا هو عنوان لقاءاته في اللجان لمناقشة الموازنة .

إن الحرب العسكرية والاقتصادية على سورية غير مسبوقة في التاريخ بالشدة والتنوع والأدوات وأضرت بمعظم رافعات الاقتصاد والعملة الوطنية وهي السبب الحقيقي فيما وصلنا إليه .

فالنفط والغاز والقطن والقمح والسياحة والضرائب في أدنى مستوياتها وهذا سينعكس بالمجمل حتماً على الاقتصاد والعملة الوطنية .

وكما أن في الحروب أسراراً عسكرية هناك أسرار اقتصادية ومالية لا يجوز الخوض فيها كثيراً وأن هناك الكثير مما يجب أن لا يقال وأن بعض الغموض البناء مفيد في هذه الظروف والملفات .

أما فيما يخص أدوات الدفاع عن العملة الوطنية وطريقة التدخل في السوق فإنها أصبحت مكررة بامتياز وتفتقد إلى الجديد والمفيد وأصبحت مقروءة من الطرف الأخر بسهولة .

إن الثقة والمصداقية والهيبة هي بناء تراكمي حساس جداً خاصة في المجال المالي والاقتصادي وما نفقده منها يصعب ترميمه وأظن أن السيد الحاكم فقد الكثير من هذه المقومات نتيجة تصريحاته وأدائه المرتبك فتصريحات السيد الحاكم من المفروض أن تكون قرارات واجبة التنفيذ وكثير منها لم يكن لها مبرر إعلامي أو مالي .

هو أسم مهم في عالم الاقتصاد والمال ولكن أظن أنه استنفد طاقته ومواهبه .

وماذا عن شركات الصرافة ؟

هي تجربة تم الاستفادة منها وفيها نقاط مضيئة ولكن الزوايا المعتمة فيها تتوسع ولا بد من إعادة تقويمها فهي شريك رابح بامتياز وعلى حساب المال العام .

ولا بد من إعادة بعض الروح إلى القطاع العام المصرفي الذي يعاني من إهمال وتهميش لا مبرر اقتصادي ووطني له .

قيل أن مداخلاتك في مجلس الشعب تحت القبة وفي وسائل الإعلام كان لها أثر كبير في انخفاض سعر الدولار ؟

فيما يخص التصريحات والمقالات والمداخلات في مجلس الشعب التي نشر بعضها فقط؟؟!! لم أكن أتوقع أن تأخذ هذا الصدى أظن أنني كنت صوت المواطن وصوت المسؤول الذي يقول همساً كثيراً بعيداً عن الأضواء ربما أكون حركت مياه راكدة وفتحت ملفاً يجب أن يفتح بشفافية وهذا المستوى العالي من التفاعل الإيجابي أتمنى أن يكون حافزاً إضافياً لي ولزملائي في المجلس لرفع مستوى الجرأة العقلانية الواعية المفيدة .

وماذا عن علاقة السلطة التشريعية بالسلطة التنفيذية ؟

إن التجاذب الحضاري والذاتي والندية المنضبطة وطنياً وتشريعياً هي حاجة مهمة لكلتا السلطتين التشريعية والتنفيذية .

وهي حاجة إيجابية أيضاً للمواطن السوري الصامد والصابر على ظلم وحقد الأعداء وجهالة بعض من حسبناهم اخوة وأصدقاء .

ولكل الأطياف السياسية في الداخل والخارج بكل مسمياتهم .

وبعض هذا ( الاحتكاك والاشتباك ) المسؤول بين بعض أعضاء مجلس الشعب وبعض وزراء الحكومة المقصرين هو أكثر من ضرورة فشعور الوزراء بالراحة والطمأنينة تحت قبة مجلس الشعب وارتفاع منسوب المديح والإطراء لهم هو مؤشر غير صحي حتماً خاصة عندما يكون المواطن مثقلاً بالهموم الحياتية الضاغطة .

والتواجد تحت قبة مجلس الشعب يجب أن يكون من دواعي الاهتمام والجدية للسيد الوزير فهي قاعة امتحانية بكل معنى الكلمة .

إن ثقافة الاختلاف هي صرح مازال متواضع البنيان في ذهن الجميع خاصة السلطة التنفيذية وعضو مجلس الشعب المنتقد يخضع لمجموعة من متابعات تتدرج من الاستيعاب والاحتواء أولاً وتصل أحيانا إلى محاولات التشوية .

فالقصد من وراء النقد هو الترميم والتصويب والتحفيز ليس الإساءة والعرقلة ويجب أن يكون مجلس الشعب المتنفس وأهم ساحة النقاش الأجرأ لكل أوجاع المواطن وآلامه التي كثرت ولا بد للإعلام أن يكون شريكاً ذكياً وموضوعياً بحضوره الواعي والجريء واللماح . 

كيف تنظر للحلة الجديدة التي أطلقها موقع المجلس ؟

إن المرونة والديناميكية السياسية والنشاط الكبير لمجلس الشعب في هذه المرحلة الحساسة حيث أصبح مقصداً ومنبراً لكثير من وفود سياسية وبرلمانية من كل العالم فقد لعب الموقع دوراً مهماً في تسليط الضوء على العمل البرلماني المحلي والعربي من خلال الأخبار التي تنشر عبر صفحاته وكذلك تسليط الضوء على نشاط الأعضاء بسرعة وديناميكية افتقدناها لسنوات طويلة وكانت مطلبنا الدائم فاليوم أصبح لنا منبرنا الإعلامي الذي من خلاله نستطيع أن نوصل صوتنا للرأي العام بكل شفافية وجرأة في الطرح لأفكار تهم قضايا الناس في الشارع السوري .