عارف الطويل بحوار مع جريدة النور
عارف الطويل في حوار خاص مع «النور»: مجلس الشعب سيكون خلية عمل شعبي ووطني
من خلف شاشات الكمبيوتر كان طائراً فينيقياً محلقاً، دخل كل بيت أوصل المعلومة، وثّق الحدث، حارب التضليل، عانق الحقيقة بيد من أمل بقلب شجاع، بإرادة وإصرار واكب خطوط النار ورافق حماة الديار، ساهم في مساندة الجرحى، تعاون وأعطى الكثير من وقته وجهده للجمعيات الأهلية الوطنية، استحق بجدارة رضا الناس ومحبتهم فاختاروه ممثلاً لهم في البرلمان السوري، وأصبح أمل الكثيرين في تحقيق مطالبهم وحقوقهم، إنه الصوت الحق في حرب الباطل الفنان عارف الطويل. عمّا يحمله من طموحات سياسية فنية وخطواته القادمة كان لنا معه هذا الحوار الشيق.
* ماهي رؤيتك الحالية لمجلس الشعب في دورته الجديدة بعد أن أصبحت عضواً في البرلمان؟
** أنا أرى أنه علينا مهمات كبيرة كنواب عن الشعب، المهمات تنقسم إلى مرحلتين، الأولى إسعافية كالمشاكل التي لها علاقة بمعيشة المواطن واحتياجاته اليومية وتقتضي معالجة سريعة جداً قدر الإمكانات وضمن الظروف المتاحة ومهمات أعتبرها خطاً استراتيجياً كالخطط الاقتصادية، سواء كانت إعمار البلد أو الأمور التي تنتجها البلد ما بعد هذه المرحلة والتي نأمل أن تكون مرحلة نصر إن شاء لله. أنا على يقين أن مجلس الشعب الآن في هذه الدورة سيكون خلية عمل شعبي ووطني، وأنا أحد المطالبين بأن ينقل إعلامنا السوري ما نقوم به بكل وضوح حتى يعلم المواطن السوري ماهي الطروحات التي يطرحها الأعضاء، وأعتقد أن ما نقوم به على درجة عالية من الحساسية ولمصلحة الشعب السوري.
*وجودك في مجلس الشعب هو بمثابة نقطة تحول بالنسبة لعارف الطويل، لكن المطلوب من مجلس الشعب في هذه الدورة تحديداً أكثر وأصعب بكثير مما كان مطلوباً منه في سنوات سابقة، وبالتالي فالعبء أكبر عليك والمطلوب منك أكثر هل تقدر حجم هذه المسؤولية؟
** العبء كبير على سورية بكل اختصاصاتها وشرائحها، لأن سورية تمر كما ذكرتِ بأكثر فترة حساسة في تاريخها القديم والحديث، نخوض حرباً لمدة ست سنوات لا يوجد دولة في العالم ولا حتى في الحروب العالمية عاشت ما نعيشه نحن في حرب عالمية مركزة على نقطة جغرافية صغيرة واحدة من الكرة الأرضية، لكن سورية مازالت صامدة بمقومات جيشها وشعبها، لهذا أنا اعتبر فعلاً بأننا في أدق مرحلة نتصدى لأن نكون نواباً عن الشعب السوري، وقد كنا نتصدى لها قبل أن نكون أعضاء في البرلمان السوري أنا ومجموعة من زملائي وشريحة واسعة من المجتمع السوري من خلال وجودنا في الساحات الإعلامية والمسيرات، وأيضاً ضمن الجمعيات الأهلية المتعددة الأهداف الوطنية.
دقة هذه المرحلة لم تختلف بالنسبة لي كوني عضواً بالمجلس أم لا لكن الآن أصبح عملي أكثر قانونية أكثر مسؤولية الآن أنا أمام عمل حكومي أسأل الحكومة أو الوزارة عن خططها، أبحث وأستقصي وأسعى لتحقيق مطالب شريحة كبيرة من الشعب السوري. مسؤوليتي صارت مقوننة أكثر أنا أسعى بهذا الظرف الدقيق جداً والذي انعدمت فيه الموارد الاقتصادية وضمن كل هذا المشهد السلبي أن أؤمن للمواطن السوري أقل ما يقال عن العيش الكريم واحتياجاته، وأعتبر أن عدم الرقابة وتجار الحرب وإرهابيي الداخل هم أيضاً من يجب على مجلس الشعب مواجهتهم لأنهم احد الأسباب التي تشكل نسبة كبيرة من إفقار المواطن السوري.
* تفرغت منذ سنوات للعمل التطوعي وأنت ناشط جداً في مجال وسائل الاتصال من خلال انضمامك لإحدى الصفحات الوطنية على الفيسبوك، ماهي الرسالة التي تريد إيصالها؟
** العمل التطوعي هو من فرض نفسه علينا كسوريين عندما وجدنا أنفسنا فجأة في حرب ظالمة كبيرة تسعى لتفتيت بنية المجتمع السوري الذي نفخر بالانتماء إليه، لذلك أنشأنا أنا ومجموعة كبيرة من السوريين عدداً من الصفحات الوطنية، لكننا وجدنا بعد فترة أن علينا أن نخرج من خلف شاشات الكمبيوتر ومواقع التواصل الاجتماعي وننزل إلى الشارع إلى القاعدة الجماهيرية لكي نعبر عن رأينا من خلال المسيرات المليونية في الكثير من المحافظات السورية وعلى مرأى كل الشاشات العربية والعالمية، وقد عبر الناس عن وقوفهم ضد كل مظاهر الإرهاب والعنف، ووقوفهم مع الدولة السورية المدنية المتحضرة العلمانية المثقفة، وهذا استمر لنحو سنة ونصف كان المجتمع السوري بحراك كبير جداً، قابل هذا الحراك الضخم والكبير حراك متواضع وصغير جداً من الطرف الآخر، ولكن للأسف كانت المحطات العالمية تركز على الحراك الآخر وتحاول تضخيمه لم يُنظر إلى المسيرات المليونية بعين العدالة الإعلامية لأن الأعلام لم يكن محايداً في يوم بل كان طرفاً من الأطراف المعادية لسورية. الحرب بدأت على سورية بحرب إعلامية استباقية ثم أصبح هناك حرب على الأرض بأدوات الإرهاب وما شابه.
* هل تعتبر نفسك نجحت في تحقيق الهدف التطوعي عبر وسائل التواصل الاجتماعي وهل من برنامج انتخابي لعارف الطويل؟
** طبعاً، وعملي على المستوى التطوعي والأهلي لم يتوقف قطّ، بحملة (طائر الفينيق) الوطنية الأهلية عملت على كل المستويات مع الجيش السوري ومع جرحى الجيش ومع الفقراء والمحتاجين. هناك الكثير من المبادرات التطوعية التي قمنا بها أنا وعشرات الأشخاص منهم من هو مغترب سوري ومنهم من هو داخل سورية، نجحنا ككل بالمبادرات الأهلية ولا يعود هذا النجاح لي أنا وحدي، أما على مستوى مجلس الشعب وبرنامج انتخابي وماذا أريد من مجلس الشعب فالأمور واضحة جداً ولا تحتاج إلى برنامج أو توصيف بلدنا في مواجهة كبيرة في قضية وجود أو عدم وجود. دوري يتلخص بوقوفي مع بلدي للحفاظ على هويتنا الحضارية الثقافية العلمانية المدنية، هذه الصورة سندافع عنها ولن ندع أي قوة أخرى مهما تجبرت وتسلطت أن تأخذ بلدنا إلى صورة أخرى.
* بالشأن التركي لدي سؤال لو سمحت باختصار، ما تعليقك على ما حدث، رأيك ورؤيتك؟
** باختصار سأقول من يعتقد أن أردوغان أصبح أقوى بعد هذا الزلزال فهو واهم، ربما الصورة بالمجمل تعكس حالة قوة له لكنه يكشف يوماً بعد يوم عن وجهه الديكتاتوري الإقصائي، مجرد أنه قام باعتقال آلاف القضاة والمواطنين والعسكريين وهم للعلم من أرفع الرتب، في أقل من بضع ساعات على عدم نجاح الانقلاب، فهذا يوضح أن هناك نوايا مبيتة. يجب أن نعلم علم اليقين أنه أصبح هناك شرخ في المجتمع التركي على المستوى الداخلي. وأنا برأيي الشخصي سنرى نتائج سلبية على المستوى الداخلي والإقليمي وسيحسب أردوغان ألف حساب لما يجري في سورية والعراق، المجتمع الدولي لم يعد ينظر إلى أردوغان نظرة ما قبل الانقلاب.
* في مجال الفن ابتعدت منذ سنوات طويلة عن الساحة الدرامية بسبب سفرك خارج سورية، هل من عودة للفن؟
** لم أسافر بإرادتي بل بسبب بعض الظروف التي لها علاقة بالعمل، ورغم ابتعادي عن بلدي سورية وإقامتي في دول الخليج لمدة 15 سنة إلا أني أخرجت هناك أكثر من عشرين عملاً تلفزيونياً لتلفزيون دبي وأبو ظبي والكويت والام بي سي، الحرب هي التي أعادتني إلى بلدي وفي هذه الفترة طرحت علي عدة مشاريع على صعيد الإخراج والتمثيل، لكن عودتي إلى ملعب الدراما سوف تكون خطواته محسوبة سواء باختيار النص أو الجهة المنتجة أو عناصر العمل الفني ككل، وأعد جهموري بأنه سيكون لي عمل أو عملان في الموسم الرمضاني القادم إخراجاً أو تمثيلاً.
* ما رأيك بما آلت إليه الدراما السورية؟
** الدراما السورية تأثرت كثيراً بعوامل عدة مما جعلها تتراجع عما كانت عليه قبل الحرب بسبب الحصار الاقتصادي الجائر والكبير على شركات الإنتاج والعوامل الذاتية التي أدت ببعض شركات الإنتاج الوطنية لأن تنتج عدداً كبيراً من الأعمال لا يصلح على المستوى الهندسي والرقابي وجودة النص للعرض منها إلا عمل أو عملان، أنا أطالب بالتشديد على معايير الإنتاج، وهذه أحد الهموم التي يجب علينا أن نشتغل عليها في مجلس الشعب لرفع سوية الدراما السورية.
* بعيداً عن السياسة وبعيداً عن الفن.. عارف الطويل كيف يعيش حياته؟
** أعيش كأي مواطن عادي، عائلتي مكونة من ثلاثة أبناء: تيم وتالا ورام، أولادي في الجامعات والصغير في الصف الرابع أحيا حياة عادية أعاني من غلاء الأسعار، هذا أرق دائم على حياتي كأي مواطن سوري، ملتصق دائماً أنا وعائلتي مع جيراننا وأهلنا في الحي، الآن أصبحت أكثر التصاقاً بهم لأني صرت أستمع إلى مشاكلهم وهمومهم، تعاني أسرتي من ضيق الوقت معي لأني أكون بأحيان كثيرة موجوداً في المنزل، لكني منشغل بتغطية ونشر أهم وآخر الأحداث التي تجري من خلال نشاطي الدائم على الفيسبوك أو بسبب إعداد تقارير ورسائل لمجلس الشعب.
* أخيراً.. ماذا تقول للشعب السوري؟
** أعد الناس بأني سأكون عند حسن ظنهم بي. في نهاية هذا اللقاء شكري الكبير لجنود جيشنا البواسل الواقفين على خطوط النار، هؤلاء هم الدرع والقلعة الأولى لبلدنا الغالي سورية.