www.parliament.gov.sy
الأحد, 29 تشرين الأول, 2017


الدكتور ربيع قلعه جي ضيف عربي اليوم

قال عضو مجلس الشعب السوري، الدكتور ربيع قلعه جي أنّ الدور الأمريكي في المنطقة بات مسألة وقت وأصبح الخروج المذل لأمريكا قاب قوسين أو أدنى، لذلك تقوم الحكومة الأمريكية عن طريق وزير خارجيتها بفرض نفسها على الساحة من خلال تصريحات بالية مبنية على توهّم أمريكي نادت به من بدايات الأزمة في سوريا.

وأضاف النائب قلعه جي في حوار خاص لوكالة “العربي اليوم”، أنّ الخسائر التي تتكبّدها الأذرع الأمريكية في المنطقة (داعش وقسد) أصبحت تشكّل خطراً كبيراً لأميركا، وذلك لعدة أسباب منها:

أولاً_ خسارة “داعش وقسد” يعني انعدام التواجد الأميركي في المنطقة.

ثانياً_ القضاء على داعش وقسد يعني ترك الساحة العسكرية للجيش السوري وحلفائه.

ثالثاً_ انخفاض أو توقف التمويل الخليجي لمصانع الأسلحة الأمريكية التي تنتج وتصدر أسلحتها إلى المجموعات المسلحة الموجودة على الأرض السورية.

مشيراً إلى أنّه لذلك يحاول وزير الخارجية الأميركي “ريكس تيلرسون” من خلال تصريحاته الأخيرة رفع الروح المعنوية لما تبقّى من المجموعات الإرهابية المسلحة والمدعومة من بلاده من ناحية، ومن ناحية أخرى التقليل من حجم وأهمية الانتصارات المتتالية التي يحققها الجيش العربي السوري والقوات الرديفة والصديقة، وهذا الأمر أصبح واضحاً فبعد كل انتصار يحققه الجيش العربي السوري وتحرير منطقة جديدة تخرج علينا الإدارة الأمريكية بتصريحات مفادها أن أيام الرئيس السوري باتت معدودة.

وحول تسريب وثيقة لوكالة الأمن القومي الأمريكية التي تكشف تفاصيل الهجوم على دمشق عام 2013، قال: إنّ تسريب هذه الوثيقة كان لهدف محدد ومقصود، وهو توجيه إنذار وتنبيه للنظام السعودي على ما قام به من تقارب مع روسيا، وأنه بدأ يخرج من الوصاية الأمريكية، لذلك هناك حالة من الخصام وانعدام الوفاق الأميركي السعودي، تجلى في عدم اعتراض أميركي على تقارير صادرة من الأمم المتحدة تتحدث عن انتهاكات من قبل جيش التحالف الخليجي ضد اليمن، وقابله زيارة ملكية لروسيا هي الأولى من نوعها لملك سعودي وما تمخض عنها من اتفاقيات واستثمارات وعقود بمليارات الدولارات.

وبيّن الدكتور قلعه جي حول احتمال مواجهة عسكرية بين الجيش السوري وقسد أنّه من المستبعد حدوث ذلك حيث أنها “قسد” فهمت تماماً أنها عبارة عن أداة ولعبة بيد الأمريكي ومصيرها مصير داعش التي خلقتها أميركا ومولتها ودعمتها وأخيراً شكلت تحالفاً دولياً من أجل القضاء عليها، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى إن قوات قسد ليس لها أرضية شعبية أو حضن وطني من الممكن أن تلجأ إليه وخاصة بعد المحاولة الفاشلة للاستفتاء على الانفصال شمال العراق.

لافتاً إلى أنّ هناك أمراً آخر يمكن أن يمنع هذا الصدام وهو أن قوات قسد ليست كداعش، لأن الأخيرة عبارة عن أفراد مرتزقة تم تغذيتهم بأفكار دينية إجرامية ومن ثم زجهم وزرعهم في مناطق وبلدان لخلق حالة من الفوضى والتخريب، أما قوات قسد فعقيدتهم وفكرهم القومي يمنعهم من أن يكونوا أحجارَ شطرنج تحركهم وتنقلهم الولايات المتحدة من أرض إلى أرض ومن موقع إلى آخر كما أن انتمائهم إلى الجغرافيا التي يتواجدون فيها يجعلهم يفكرون بكل خطوة ألف مرة قبل الإقدام عليها، خاصة أنهم محاطون من ثلاث دول هي سوريا وتركيا وإيران، وبالتالي فإن أي تصرف أرعن من قبلهم سيكلفهم الكثير.

وتاع أنّ الأمر الأخير الذي يؤكد عدم إمكانية حدوث تصادم هو الاتفاق بين التحالف الدولي وروسيا مؤخراً على أن يكون هناك خط فصل بين مناطق تواجد الجيش العربي السوري وقوات سوريا الديمقراطية في ريف دير الزور لمنع التصادم، أي هناك توافق ورعاية دولية على إبقاء حالة عدم التصادم والاقتتال قائمة بين الجيش العربي السوري وقوات قسد، كما تبدو الجهود الروسية أكثر فاعلية ضمن مسار توحيد مكونات شمال وشمال شرق سوريا، لإشراكهم في مفاوضات موسّعة مع دمشق، قد تفضي إلى تفاهمات مهمة حول مستقبل تلك المنطقة.

ونوّه النائب قلعه جي وبالعودة إلى تصريحات المسؤولين الأمريكيين السابقة وخاصة منذ تشكيل ما يسمى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش، نجد أنها تصب دائماً في خانة واحدة ومحددة وهي أن القضاء على إرهابيي داعش يحتاج إلى زمن طويل، من هذا المنطلق تحاول الإدارة الأمريكية دائماً إطلاق مثل هذه التصريحات لتثبيت موقع قدم لهم ضمن المنطقة، وضمان استمرار عمل التحالف الدولي لأطول فترة ممكنة.

مبيّناً أنّ تصريح نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط بالانسحاب من سوريا بعد انتهاء الإرهاب على أنه اعتراف بفشلهم، لأنهم يحاولون دائماً خلق تنظيمات أو مجموعات يكون هدفها خلق الفوضى وإثارة النزعات الدينية أو العرقية

وهذا الأمر بات واضحاً من خلال دعم قوات سوريا الديموقراطية في سوريا ودعم اقليم كردستان في العراق وترحيبه بإعلان انفصاله عن العراق، بعد أن أصبحت نهاية تنظيم داعش قريبة من الإعلان في كل من سوريا والعراق.

وختم النائب قلعه جي أنّه وبكل تأكيد على أن كل الأفعال والأقوال الصادرة عن الولايات المتحدة الأمريكية هي امتداد للفكر الصهيوني وتهدف بشكل أساسي إلى خدمة هذا الكيان وتمكينه من البقاء.