www.parliament.gov.sy
السبت, 30 كانون الأول, 2017


مهند الحاج ضيف موقع مصراوي

أكد النائب مهند الحاج علي، عضو مجلس الشعب السوري وقائد كتيبة المغاوير بمحافظة حلب، هروب عدد من قيادات تنظيم داعش الإرهابي من سوريا إلى سيناء وليبيا. وقال إن مصر أصبح لها دورا فعالا تجاه الأزمة السورية، بعدما شهدت مواقف سلبية خلال عهد الرئيس الأسبق محمد مرسي. وأضاف النائب السوري في حوار أجراه مع "مصراوي"، أن الحكومة السورية تسير في طريق إعادة إعمار المناطق التي يستعيدها الجيش السوري بالتزامن مع حربها على من وصفهم بـ"الإرهابيين"، نافيا الاتهامات الموجهة للجيش السوري والقوات الروسية بقصف المدنيين... وإلى نص الحوار: - بداية .. كيف يعمل مجلس الشعب السوري في ظل الحرب؟ نقوم بدورنا الاجتماعي تجاه المواطنين، لنقل همومهم للحكومة لإيجاد حلول لها، بالإضافة إلى دورنا الرقابي على الحكومة والتواصل مع البرلمانات العالمية والمشاركة في المحافل الدولية. كما نحاول إعادة صياغة القوانين الموجودة حاليًا لتناسب مرحلة الحرب ومرحلة إعادة الإعمار أيضًا. لن يشاركنا في إعادة الإعمار سوى الدول التي دعمتنا في حربنا على الإرهاب - هل لديكم خُطة لإعادة إعمار المناطق التي استعادها الجيش السوري؟ خطة إعادة الإعمار في سوريا بدأت بالفعل وبخطوات ثابتة؛ فكل منطقة يحررها الجيش السوري تدخل فرق إعادة الإعمار لتأهيل البنى التحتية والخدمات التي دمرها الإرهاب بالإضافة لإعادة المؤسسات التابعة للدولة. ولدينا عقود ضخمة مع روسيا والصين، ولن يشاركنا في إعادة الإعمار سوى الدول التي دعمتنا في حربنا على الإرهاب. - ما مصير الأراضي التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية "قسد"؟ نحن نعتبرها قوات معتدية وخارجة عن القانون، وهم من سمح للأمريكان بالدخول إلى سوريا. وحاليًا؛ الجانب الروسي الصديق يحاول إيجاد تسوية معهم لتسليم سلاحهم، وإذا فشلت هذه الجهود، فالجيش السوري مكلف دستوريًا بإعادة الأراضي التي يسيطرون عليها لأهلها. - لماذا لم تحل الحكومة السورية الوضع الإنساني الصعب للمدنيين بالغوطة الشرقية؟ الدولة السورية جاهزة لأي حل سياسي من شأنه أن يوصل المساعدات للمدنيين وخاصة الرهائن لدى الإرهابيين. وقد فعلنا ذلك عدة مرات وبوساطة مصرية، ولكن الإرهابيين إما كانوا يمنعون وصولها أو يُفشلون الاتفاق أو يصادرون المساعدات ويبيعونها للمدنيين بأسعار باهظة. الدولة السورية حتى الآن ترسل اللقاحات والأدوية لهذه المناطق وبالمجان. - أين فرّ عناصر تنظيم داعش الذين كانوا يقاتلون في سوريا؟ لدينا الوثائق التي تثبت فرار جزء من قيادات داعش الأجنبية إلى ليبيا والجزء الآخر لسيناء في مصر، والبقية إما قُتلوا أو انضموا إلى قوات "قسد"، كما أن هناك جزء آخر في محيط أماكن تمركز القوات الأمريكية في سوريا. ولذلك؛ الجيش يكثف من انتشاره في محيط تواجد القوات الأمريكية ليحول دون قيام ما تبقى من داعش بعمليات إرهابية هنا وهناك. - ما رأيك في الاتهامات التي توجه للجيش السوري وروسيا بقصف المدنيين؟ كنت مقاتلا سابقا، وأعرف جيدًا أن العمليات العسكرية ألغيت لتفادي إصابة المدنيين، ودخلنا العديد من المعارك بالسلاح الخفيف وليس الثقيل كي لا يتعرض المدنيين للقصف، خاصة أن الجماعات الإرهابية كانت تستخدمهم كدروع بشرية. أما بالنسبة للطيران الروسي؛ فهو حديث ودقيق جدًا حتى أن نسبة الخطأ فيه صفر بالمئة. - إذًا؛ مَن يقصف المدنيين في سوريا؟ الغرب استثمر موضوع القصف لتوجيه أصابع الاتهام للدولة السورية وحلفائها، ويغضون البصر عن آلاف المدنيين الذين قتلهم الطيران الأمريكي في الرقة ودير الزور، حيث لا يحلق لا الطيران السوري ولا الروسي لكي يمهدوا الطريق أمام قوات "قسد". أما بالنسبة للمدنيين الذين سقطوا في مناطق سيطرة الدولة، فهم سقطوا بسبب قذائف الهاون وقنابل الغاز التي يرميها المسلحون عليهم. - وماذا عن القصف بالغازات السامة والمواد الحارقة؟ الجماعات الإرهابية المسلحة هي التي تطلق الغازات السامة والمواد الحارقة، لأننا في ٢٧أبريل ٢٠١٤، تخلصنا من كل مخزوننا من هذه المواد وبشهادة الأمم المتحدة. والحكومة السورية كانت تستخدم هذا السلاح فقط في ردع إسرائيل ومع تطور منظومة الأسلحة انتقلت إلى الردع الصاروخي. وأنا شخصيًا تعرضت لغاز الكلور في حماة قرب قرية حلفايا، في فبراير الماضي، بعد أن أطلقت جماعات متطرفة علينا قذائف مدفعية، واضطررت ومن معي من المقاتلين لارتداء الأقنعة الواقية. التواجد الإيراني في سوريا هو تواجد شرعي - ما أسباب مساندة روسيا وإيران للرئيس بشار الأسد؟ العلاقة بيننا وبين روسيا وإيران قديمة واستراتيجية وتقوم على احترام السيادة، وهناك معاهدات دفاعية موقعة بيننا منذ القائد المؤسس حافظ الأسد، وتجددت في عهد بشار الأسد. ووقعت اتفاقية القواعد الروسية إبان الاحتلال الأمريكي للعراق. أما التواجد الإيراني في سوريا لا يتعدى سوى المستشارين العسكريين الذين يدربون بعض وحدات الجيش السوري نظرًا لخبرتهم في حرب العصابات. - وما رأيك في الاتهامات التي تُوجه لإيران بالتمدد في المنطقة عبر التواجد سوريا؟ العلاقات السورية-الإيرانية بدأت من بداية ثورتهم الإسلامية، أي من ثلاثة عقود، فإذا كانت إيران تريد التمدد في المنطقة لماذا اختارت هذا الوقت بالتحديد ولم تتمدد منذ سنوات سابقة. والتواجد الإيراني في سوريا هو تواجد شرعي، لكن تحاول بعض دول الخليج تخويف شعوبها من أنه مد شيعي. - إسرائيل أيضًا لديها تخوفات من التواجد الإيراني في سوريا .. فهل تتوقع نشوب حرب بينهما؟ إذا وقعت مواجهات مع الكيان الصهيوني على أرض سوريا ستكون مع محور المقاومة بالكامل وليس مع دولة واحدة، كما أن إسرائيل تخشى إيران منذ عقود وإيران بفضل تطور اسلحتها ليست بحاجة لتماس مع حدود الكيان الغاصب كي تؤثر به فهي قادرة عن تدمير إسرائيل وكل المصالح الأمريكية عن بعد.. وإذا كانت إسرائيل تخشى فلندعها ترتعد. - لماذا لم تحقق محادثات جنيف تقدم في الأزمة السورية؟ جنيف تفشل لأننا لا نفاوض أصحاب قرار بل نفاوض أدوات، وهي مجموعة من المعارضات غير المتفقة على وفد واحد، ومن جانب آخر يبدو أن مشغلي هذه المعارضات يئسوا منهم وأيقنوا أنهم غير قادرين على التأثير في الشارع السوري. - وما رأيك في اتهامات دي ميستورا لوفد الحكومة في الجولة الثامنة بتسببه في فشل المفاوضات؟ تصريحات المبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي مستورا يمكن أن تكون لإرضاء وفد المعارضات لا أكثر ولا أقل وهي غير مسؤولة ومنفصلة عن الواقع . نحن توصلنا في جولات جنيف السابقة إلى مسار السلات الأربعة الذي يعني بالحوكمة وإيصال المساعدات ومكافحة الإرهاب، وكان من المفترض أن تنقلنا الجولة الثامنة لتقدم آخر، ولكن عودة وفد المعارضات لبيان مؤتمر الرياض ٢ المرفوض من الشارع السوري قوض هذا الاجتماع. ومسار جنيف بالكامل مهدد بالانهيار لأنه لم يحرز تقدم على الأرض على عكس مسار أستانة. - هل ترى اتفاقات خفض التوتر التي أقرتها أستانة ناجحة رغم الخروقات؟ الاتفاقيات مفيدة من ناحية وقف القتال والسماح للمساعدات بالدخول للمدنيين، ولكن نحن بحاجة فعلاً لإعادة تقييمها ومعرفة إذا كانت مثمرة وهل نستطيع تمديدها.. بتصوري إنها بحاجة لإعادة تقييم . - هل تأمل أن تحقق روسيا عبر مؤتمر سوتشي ما فشلت جنيف في تحقيقه؟ مؤتمر سوتشي هو نصر سياسي سوري برعاية روسية وليس تحقيقًا لرغبات أحد، كما أن أهميته تكمن في أنه حوار سوري-سوري برعاية صادقة سورية ومن شأنه أن يحيد آلاف الإرهابيين عن بنادقهم ويحقن دماء السوريين . مصر كانت سلبية في عهد مرسي.. والجامعة العربية أخطأت بتجميد عضويتنا - كيف ترى الدور المصري تجاه الأزمة السورية؟ مصر في عهد محمد مرسي وتحت حكم الإخوان، كانت سلبية للغاية وكانت هناك ممارسات سلبية لمرسي وضد إرادة الشعب السوري، وانعكس ذلك على شعبية مصر في الشارع السوري . أما الآن ومنذ عامين، بدأ هذا المسار بالتغير تمامًا فبدأت مصر في عهد الرئيس السيسي تحاكي الأمور بموضوعية أكثر وتسمي الأمور بمسمياتها، خاصة أن الجيش المصري البطل بدأ حربه ضد الإرهاب وتنظيم داعش الإرهابي والفكر الوهابي عمومًا، كما يفعل الجيش السوري تمامًا . والقيادة المصرية الجديدة تعي تمامًا أنه ليس ربيعًا عربيًا، إنما هو عاصفة سوداء تريد تقسيم المنطقة . - وماذا عن اتفاقات خفض التوتر التي رعتها القاهرة؟ نقّدر ونثّمن الدور المصري في رعايتها لاتفاقات وقف إطلاق النار.. ونأمل أن تزيد هذه الجهود التي من شأنها ان تحقن دماء السوريين، كما نطمح أن تزيد مصر نشاطها السياسي والعسكري لمصلحة مكافحة الإرهاب في البلدين. ونحن كشعب سوري نأمل أن تعود مصر إلى دورها الريادي والقيادي في الوطن العربي. - كيف ترى موقف الدول العربية تجاه الأزمة السورية؟ مواقف الدول العربية؛ سلبية عمومًا وحيادية في بعضها وخائنة للسوريين وللقضية الفلسطينية في أغلبها؛ فما فعلته دول الخليج وباعتراف حكامهم هو تمويل وتجهيز للإرهابيين وتجييش إعلامي منقطع النظير ومشاركتهم في سفك الدم السوري، و"لن تتحسن العلاقات بيننا حتى تقوم شعوب هذه الدول بالإطاحة بحكامهم" .