www.parliament.gov.sy
السبت, 28 نيسان, 2018


د. زاهر اليوسفي ضيف عربي اليوم

إنّ الحديث عن تقسيم سوريا هو أمر بات من الماضي، وتجديد الحديث عنه، لا يُستثمَر في ظل انتصارات الجيش العربي السوري، المسيطر على أجزاء ومساحات كبيرة من الدولة السورية بعد تطهيرها من الإرهاب، 
وتصريحات المسؤولين الغربيين وتصعيد بعض الدول الغربية، دليل عجز لتشتيت الأنظار عن هذه الانتصارات، وأيضا لتشتيت أنظار الشارع العربي والإسلامي عن موضوع نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.

خاص وكالة عربي اليوم الإخبارية _ حوار سمر رضوان

حول هذه الملفات وتفنيدها، يقول الدكتور زاهر اليوسفي، عضو مجلس الشعب السوري، لـ “وكالة العربي اليوم”:


تقسيم سوريا

إن موضوع التقسيم هو موضوع قديم حديث، منذ أيام الاحتلال الفرنسي لم يستطيعوا فرض التقسيم، إذ لفظه الشعب والدولة السورية، والآن انتصارات الجيش العربي السوري أجهضت بلا عودة هذا المشروع، لذلك من يفرض الواقع السياسي الجديد هو الشعب السوري والدولة السورية 
وليس الأصدقاء ولا الأعداء ولا أي دولة عظمى، فهذا الموضوع نهائيا لا يناسب السوريين، السوريون كلهم مع الوحدة والحديث بشكل عام إن كان في الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ككل عن وحدة الأراضي السورية حتى الجامعة العربية الخائنة تكلمت عن ذات الأمر، إذاً لا أحد مع التقسيم.

الطرح الذي يأتي اليوم، يأتي من خلال مصالح معينة لفرض واقع معين بالنسبة للعدو الولايات المتحدة الأمريكية، تريد أن تفرض الحل على طريقتها، وهنا ربما بعض التصريحات الروسية أتت لترضي الجانب الأمريكي قليلا كي يتنازل عن شدّته في التعامل مع الملف السوري، وكي نصل ربما إلى خروج القوات الأمريكية من التنف والمناطق الشمالية الشرقية من سوريا، ويبدو أنها لن تخرج إلا بالقوة، أعتقد ان الجيش العربي السوري بعد ان يتفرغ من الإرهاب ويطهر الأراضي السورية، سيتفرغ للقوات الغريبة سواء الأمريكية أو التركية الغازية في الشمال أو أي قوات أخرى.


قوات عربية إلى سوريا


الجيش السوري أثبت خلال السبع سنوات أنه قادر على فعل أي شيء ينوي فعله وهذا هو الواقع الجديد، والدول العربية التي طرحت إرسال قواتها إلى سوريا، تريد أن تتخلص من الإرهابيين الذين يقاتلون بدعمها أولا في سوريا، فلا تريد منهم أن يعودوا إليها أي السعودية وقطر وتونس ومصر وغيرهم، فربما كفكرة ولن تطبق أبدا، إنما الفكرة الرئيسية أن يبقوا في سوريا ويكونوا وقود حرب بين الدولة السورية وبينهم.

فتجمعهم في إدلب وتم الحديث عن ذلك سابقا من قبل الخبراء الدوليين “كمن يجمع مئة قط في كيس واحد”، مع الإشارة إلى تقاتل الإرهابيين فيما بينهم حول المكاسب والغنائم وفرض السلطة، ومنذ أسبوع هناك مئات القتلى جبهتي تحرير الشام والنصرة في إدلب، وهذا يناسبنا كي يصفوا بعضهم البعض، ثم نقطف رأس المتغلب بين هذه المجموعات الإرهابية المسلحة.


التصعيد بداية الحل

هناك قول لفيلسوف ألماني قديم يقول: “كلما ازدادت الأوضاع سوءً، كلما اقترب الطريق للحل”، وأنا أرى هذه المعمعة ضمن هذا السياق، من خلال تجربتنا مع العدو الإسرائيلي والأمريكي، كلما ازدادت التصريحات النارية، والتحرشات والاعتداءات هنا وهناك بشكل هامشي كما يقال، أظن أنّ ذلك كله من اجل الضغط للوصول إلى حل، والأمور المتفاقمة في هذا الشهر والشهر القادم ستوصل إلى حل، وفي الانتخابات اللبنانية ستفرز شخصيات جديدة تساهم في الحل، كما هي الانتخابات العراقية.


مسيرة العودة الفلسطينية


مسيرة العودة إلى فلسطين المحتلة إذا لم يكن هناك تغطية عربية وعاد الخونة عن خطهم “السعودية وبعض دول الخليج وغيرهم”، ودعموا بصدق قضية فلسطين، فلن تكون هناك لا عودة ولا مسير للعودة، فما سيحدث خلال الانتفاضات سيقوم الإسرائيلي بالقمع بشكل إجرامي، إذا لم تأخذ الدول العربية موقفا موحدا، ولا أعوّل كثيرا على مواقف الدول العربية بهذا الخصوص، لأنها هي المتآمر الرئيسي على القضية الفلسطينية، وكل ما يجري في سوريا هو لإنهاء وإجهاض القضية الفلسطينية التي تضعها سوريا، كقضية محورية منذ عام 1963 من القرن الماضي.

فكل هذه الفوضى وكل هذا التصعيد سيؤدي إلى الاستعجال في إيجاد حل سياسي للازمة السورية.