آلان بكر ضيف عربي اليوم
النائب بكر: سوريا لن تتردد بعملٍ عسكري إن لم تحقق السياسة هدفها
يطرح اليوم على الساحة ملف إدلب في سوريا كملف معقد تراهن تركيا على تحقيق بعض المكاسب للتفاوض عليها سياسيا، وهو رهان خاسر، بعد التورط التركي الكبير في الملف السوري.
خاص وكالة عربي اليوم الإخبارية – حوار سمر رضوان
عن آخر التطورات السياسية في سوريا ، والدور التركي في إدلب، يوضحها الأستاذ آلان بكر،
عضو مجلس الشعب السوري، في حوار خاص على وكالة "عربي اليوم" الإخبارية.
ملف معقد
يرى النائب بكر أنه يجب وضع توصيف دقيق لملف العلاقات الخارجية لأنقرة مستقبلاً،
وعلى وجه التحديد بعد تورطها بالملف السوري، اليوم على الساحة يُطرح ملف إدلب كملف معقد،
تراهن تركيا على تحقيق بعض المكاسب في سوريا للتفاوض عليها سياسياً، وهو رهان خاسر،
سيما وأن الدولة السورية وبالتنسيق مع حلفائها بدأت منذ سنوات حربها لمكافحة الإرهاب،
سواءً إرهاب الدول أو التنظيمات.
ويضيف أن مسألة كيف ستخرج تركيا من الشمال مسألة محسومة، هناك خياران لا ثالث لهما،
إما أن تسحب قواتها من الشمال وتتوقف عن دعم التنظيمات الإرهابية، أو عليها أن تواجه
قوات الجيش السوري، وهذين الخيارين بالتحديد هما خياري أي دولة تُمارس عدوان على دولة أخرى.
فشل المخطط
فيما يخص الفوضى التي أحدثتها واشنطن يقول النائب بكر هنا بالتحديد لابد لنا من توضيح نقطة هامة
لا خلاف بأن هناك مخطط أمريكي لخلق فوضى في المنطقة لكن هذا المخطط بالتحديد فشل
في الوصول إلى مبتغاه بسبب تورط واشنطن بالملف السوري، فالحسابات التي نجحت في كل مكان
لم تنجح في سوريا ، ولذلك حين تؤكد دمشق أنها تحارب بالوكالة لحماية العالم من خطر الإرهاب
فإن ذلك ناجم عن إرهاب خلفه هذا المخطط الأمريكي.
وبالنهاية فإن انقرة وواشنطن وغيرهما ستتحمل نتائج عدوانها على سيادة وأمن الدول الأخرى،
وسبق لي أن ذكرت بأن سياسة صفر مشاكل التي وعد بها أردوغان ستنقلب لصفر علاقات دولية.
ترتيب الأولوية
يشير النائب بكر، إلى أن لدى سوريا أوراق قوة كثيرة استخدمت بعضها ولم تستخدم البعض الآخر،
وذلك وفق مجريات الأحداث، وحسب ترتيب أولوياتها في مكافحة الإرهاب، وفيما يتعلق بتركيا
كما أشرت سابقاً ليس هناك حاجة ملحة لأن تستخدم الدولة السورية أية أوراق ضاغطة.
هناك مطالبة من دمشق بانسحاب القوات التركية من الأراضي السورية ووقف دعم الإرهاب،
وفي حال استمرت أنقرة على موقفها وتعنتها فإن الخيار العسكري هو الخيار الأخير
الذي ستسير فيه الدولة السورية.
مسألة حماية أمننا القومي وتحرير أراضينا من الإرهاب ورد العدوان ليست مسألة مفاوضات،
والتلويح بأوراق ضغط، نقطة وحيدة سبق وحذرت منها القيادة السورية ألا وهي ملف الإرهاب
وتهديده مستقبلاً لعواصم دول العالم، وهو ما يعني بالنهاية تهديد السلم والأمن الدوليين،
فمن شاء أن يسمع فليسمع ومن أبى فهذا خياره.
مبررات العدوان
ويرى النائب بكر أنه من الطبيعي أن تسوق تركيا مبررات لعدوانها على سوريا ، ومن هذه المبررات
حماية الأمن القومي والتوافق مع موسكو وطهران، وكما يعلم الجميع فإن سياسة المراوغة والكذب
التي تفنن بها النظام التركي لم تعد خافية على أحد، وبالنسبة لدمشق لا تطرح أمثلة معاكسة
لحل ملف العدوان عليها أو مكافحة الإرهاب، حين قبلنا بالخطوات السياسية التي طرحها حلفائنا كان
هدفنا تأمين حماية للمدنيين المحتجزين في أي رقعة جغرافية تسيطر عليها التنظيمات الإرهابية
والتوجه نحو التسويات المحلية كونه الملف الذي يحقق هدفنا، وفي الحالات التي لم تنجح فيها هذه
الخطوات كان الخيار العسكري هو الخيار التالي وهذه سياسة الدولة السورية منذ بداية الأحداث،
ولا بد لنا من الإشارة والتذكير بأن سيادة الدولة على أراضيها وحماية المدنيين ومكافحة الإرهاب
ليست رهن المصالح الاقتصادية لأيٍ كان بالنهاية نحن من نقرر أفضل خيار سنسير به.