www.parliament.gov.sy
الثلاثاء, 3 آذار, 2020


مهند الحاج علي ضيف العهد

رغم استعادة الجيش السوري لمدينة سراقب مجدداً من قبضة الإرهابيين، إلا أنّ المشهد الميداني يبدو معقداً بالمجمل، بعد المعارك الجوية والبرية التي يخوضها الجيش السوري ضد الجيش التركي والفصائل الإرهابية التابعة له. ثلاثة أيام متبقية على اللقاء المرتقب بين الرئيسين بوتين وإردوغان والأطراف تسعى لتحسين صورتها التفاوضية انطلاقاً من الميدان ولكن آراء البعض تقول إنّ فض الاشتباك بين سوريا وتركيا لن يأتي من موسكو بل من طهران.

عضو مجلس الشعب السوري مهند الحاج علي وفي حديثٍ لموقع "العهد" الإخباري يقول إنّ "ما جرى خلال الأيام الأخيرة الماضية في إدلب هو تدخل تركي مباشر إلى جانب الجماعات الإرهابية، ورغم ذلك استطاع الجيش السوري استعادة سراقب لأن ما قام به في الأساس هو عبارة عن عملية إخلاء للمناطق وإعادة تموضع خلفها لسحب الإرهابيين وإدخالهم في منطقة استهداف مقررة".

ويضيف "بعد كل هذه التطورات الميدانية فإن إردوغان بحاجة للنزول من على الشجرة التي وضع نفسه أعلاها أو لمن يضع له سلماً للنزول بسبب تصريحاته التي كانت للاستهلاك الداخلي، فهو غير قادر على الدخول بحرب مباشرة ستكون على المستوى الإقليمي مع سوريا وحلفائها، فروسيا شريك استراتيجي لسوريا وليس لتركيا وعلاقتها مع الأخيرة علاقة تجارية بحتة، ولا تربطهم تلك العلاقات الموجودة مع دمشق وخصوصاً أنّ الأتراك جزء من حلف الناتو وكذبوا وتلاعبوا بالاتفاقيات التي وقعوها مع روسيا حول ادلب".

ويتابع الحاج علي أنّ "أمريكا تدفع بإردوغان للتوغل أكثر في سوريا لأنها تريد إطالة عمر الحرب من كل النواحي، ولكن ذلك سيقابل بالقرار الاستراتيجي للدولة السورية المتمثل بتحرير كل التراب السوري، كما إنّ الجيش التركي لا يمتلك الفعالية التي بات الجيش السوري يمتلكها من خبرات سنوات الحرب". ويشير إلى أنّ "هناك دوراً إيرانياً سيأتي قريباً لإيجاد طوق نجاة لإردوغان الذي لا يزال يكذب وتخليصه من الدخول في حرب إقليمية بكل تأكيد ستكون مصالحه  في المنطقة في مرمى نيران سوريا إن تمت".‎

ويلفت الحاج علي لـ"العهد" إلى أنّ " الحجة الأكبر لإردوغان للتدخل في سوريا واحتلال أراضيها هي الأكراد السوريون، ولكن الوضع في ادلب يختلف فلا أكراد فيها وهنا تتضح كل تلك المطامع الاستعمارية لتركيا"، ويشدد على "أن سوريا لن تسمح لها باحتلال جزء واحد والحل هو العودة لاتفاقية أضنة ولكن مع تطويرها وتحديثها مع وجود ثلاثين ألف إرهابي أجنبي على الحدود التركية يهددون أمن سوريا القومي إذ إن سوريا لا تثق بإردوغان و روسيا وصلت أيضاً لمرحلة انعدام الثقة به".

وفي السياق، يؤكد أنّ "الخيارات التي ستطرح في الخامس من الشهر الجاري خلال الاجتماعات ستتعلق بالميدان وأموره اللوجستية ومن غير المتوقع أن تصل لأمور سياسية تساعد في أية تهدئة مع الجماعات الإرهابية في ادلب"، ويقول "سوريا وافقت على سبعة عشر تهدئة مسبقة في ادلب وجميعها خرقت من قبل الجماعات الإرهابية المدعومة من إردوغان ولذلك بات هذا الرجل غير موثوق ولا يتوقع أن يكون هناك أي تقدم سياسي يعقد معه".

ويختم الحاج علي حديثه لـ"العهد" متوقعاً أنّ يأتي الحل من إيران لأن أركان حلف مكافحة الإرهاب تتبادل الأدوار السياسية فيما بينها، فإن كنا نلاحظ بأن روسيا تصعّد نرى إيران هادئة تعمل على تحقيق الغاية الأساسية بإنهاء الملف الشائك كما يحدث اليوم في التعامل الإيراني مع التركي بطرح بعض المبادرات لحل الاشتباك في ادلب".