www.parliament.gov.sy
الأحد, 13 تشرين الأول, 2019


كلمة السيد حموده صباغ رئيس مجلس الشعب بمناسبة الذكرى السادسة والأربعين لحرب تشرين التحريرية وحول العدوان التركي المتجدد على الأراضي السورية

كلمة السيد حموده صباغ رئيس مجلس الشعب
بمناسبة الذكرى السادسة والأربعين لحرب تشرين التحريرية وحول العدوان التركي المتجدد على الأراضي السورية
في جلسة المجلس يوم الأحد 13/10/2019

أيها الزملاء، أيتها الزميلات...
ليس الهدف من تسجيل أي ذكرى وطنية مجرد الاحتفال، وإنما التبصر وقراءة الواقع الحالي استناداً إلى الأحداث الوطنية التي يعج بها تاريخ هذا الشعب العظيم وهذا البلد الأبي، منذ طرد الاحتلال العثماني والفرنسي وحتى اليوم.
ومأثرة تشرين التحرير تأتي في هذا الإطار؛ فلم يكن ذاك الانتصار استثناء للسياق التاريخي المعهود في سورية، وإنما جاء تجسيداً لروح هذا السياق وطبيعته...

واستلهام دروس تشرين يكتسب أهمية كبيرة اليوم، حيث يستمر شعبنا العربي السوري في صناعة التاريخ عبر ملحمة بطولية لم يشهد لها العالم مثيلاً.
يحق لنا نحن السوريين أن نفخر بأننا الشعب الذي لا يستسلم كما تفعل دول عدة عندما تزداد الضغوط عليها فتختار أهون السبل وأكثرها بعداً عن العزة والكرامة..
والكرامة أيها الإخوة ليست مجرد مفهوم أخلاقي، وإنما هي قبل كل شيء مفهوم وطني وسيادي يعني الدفاع عن استقلال القرار، فمن كان قراره في يد غيره لا كرامة له ولا عزة..

ولا شك في أن التطورات الأخيرة في شمالي جزيرتنا الغالية تؤكد هذه الحقيقة... فمن يخن وطنه وشعبه ويتخلى عن كرامته ويصبح عميلاً وتابعاً للأعداء يتلقى صدمة مؤلمة؛ إذ سرعان ما يتخلى عنه أسياده ويبيعونه بلا ثمن عندما تتطلب مصالحهم ذلك...
ويؤكد العدوان التركي الجديد حقائق عدة أهمها أن أعداء سورية - سواء كانوا أمريكيين أو أتراكاً أو إرهابيين تابعين لأمريكا أو لتركيا - قد شعروا بفشل الأهداف الكبرى لمؤامراتهم وبتراكم انتصارات الجيش العربي السوري واختراقه للأسوار التي أوجدها الاحتلال التركي في خان شيخون وغيرها من مناطق محافظة إدلب، لذلك هم يحاولون التنسيق لعدوان جديد في محاولة منهم لإعاقة تقدم مسيرة التحرير..! لكن كل من يعرف سورية وشعبها وجيشها وقائدها يعلم أن هذه الحماقة لن تنجح، ولن يزيدنا هذا العدوان إلا إصراراً على الاستمرار في مسيرة التحرير الكامل لتراب الوطن...

المجلس الكريم...
إن محاولات عرقلة توجه جيشنا وشعبنا بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد نحو التحرير الكامل تشير إلى جهل الحكومتين التركية والأمريكية، ومعهم الإرهابيون، بطبيعة السوريين وقدرتهم الجبارة على المقاومة ودحر العدوان وفق نهج يستند إلى تراكم الإنجازات وترتيب الأولويات بما يحقق النصر النهائي القادم لا محالة...
إن إبدال الاحتلال الأمريكي لبعض مناطقنا بالاحتلال التركي لن يغير في إصرارنا على المقاومة شيئاً، فالاحتلال بالنسبة لنا واحد سواء كان المحتل أمريكياً أو تركياً أو صهيونياً، وسواء كان في شمالي الوطن أو جنوبه أو وسطه.

الاحتلال واحد وتراب الوطن واحد، هذه حقائق واضحة... لكن الحقيقة الأكثر وضوحاً أن الشعب الذي انتصر على العثمانية القديمة سينتصر حتماً على العثمانية الجديدة، والشعب الذي انتصر على الاستعمار القديم وأحلافه سينتصر لا شك على الاستعمار الجديد وعملائه...
إن جوابنا الطبيعي على هذا العدوان هو تعزيز توجهنا الثابت نحو التحرير وحماية الاستقلال خلف قيادة قائدنا المفدى السيد الرئيس بشار الأسد... والنصر لا شك حليفنا ما دامت المقاومة نهجنا...
تحية إلى جيشنا الباسل وهو يقف صامداً متصدياً لأعتى حرب إرهابية على بلدنا الأبي... تحية إلى أرواح شهدائنا العظام رمز صمودنا وعنوان كبريائنا...
والتحية والوفاء إلى شعبنا العظيم وقائدنا المقدام السيد الرئيس المفدى بشار الأسد...
والسلام عليكم.

دمشق في 13/10/2019


رئيـس مجلـس الشـعب
حموده صـباغ