مجلس الشعب السوري
اسم المستخدم
كلمة المرور
نسيت كلمة المرور
تسجيل جديد
 الرئيسية 

من مرامي تدمير المنطقه ... د فائز الصايغ

الاثنين, 9 آذار, 2015


عندما فكروا بتأسيس منظومة المجموعات الإرهابية، ولقّنوها أسلوباً يناسبهم، وعقيدة عنيفة همجية غير مسبوقة، كانوا يهدفون إلى تمكين هذه المجموعات من السيطرة على الشرق الأوسط، بحيث تحقق هذه المنظومات الإرهابية أمرين.. أولهما نشر الفوضى والرعب والموت في المجتمعات العربية بما يحقق هذا الغرض من مكاسب استعمارية وفي مقدمتها مكاسب إسرائيلية، بحيث تصبح إسرائيل نموذجاً للديمقراطية والرقي والحضارة والمعاصرة عندها تمسك إسرائيل ومن معها مفاتيح الشرق الأوسط دون أن تتكبد أية خسائر، لا مادية ولا بشرية.
وثانيهما تدمير تاريخ المنطقة وتراثها وشواهد حضارتها ونهب ثرواتها على نحو يصبح فيه تاريخ إسرائيل هو الأقدم والسائد في محاولة لطمس الثقافة والتراث والعراقة وتاريخ هذا كله.
أما الأهداف الأخرى، فهي تحصيل حاصل، ستتوالى تباعاً، عندما تتمكن المنظومة الإرهابية وفي مقدمتها حالياً داعش ومن يقف خلفها من بسط السيطرة بالفوضى والقتل والتخريب على المنطقة برمّتها.
هكذا كان المخطط، وهذه كانت بعض الأهداف، وهذا ما بشرت به كونداليزا رايس عندما كانت مستشارة للأمن القومي الأميركي والذي سمّته آنذاك- نظام الشرق الأوسط الجديد-.
الحقيقة الراسخة أو الصارخة اليوم وبعد أربع سنوات من الصمود السوري والتضحيات السورية والإدراك والوعي واليقظة السورية، أن داعش ومنظومتها تُمنى بخسائر فادحة على مختلف الجبهات السورية والعراقية معاً، مع أن التنسيق السوري العراقي الفعلي دون المطلوب ودون متطلبات معركة كهذه، وفي زمن كهذا، وفي مواجهة خطر كالذي يتعرض له البلدان.
ففي جنوب سورية وشمالها، حيث ترفد تركيا ويرفد الأردن وإسرائيل الإرهابية في الدعم والمساندة كظهير في المواجهة، يمنى الإرهاب بالهزيمة ويحقق الجيش السوري على الرغم من صعوبة المعارك وآلياتها الانتصار تلو الآخر، حتى بدأت ملامح الانهيار التام للمجموعات والفرار واللجوء إلى العمق الأردني والإسرائيلي، كذلك الأمر في الشمال السوري وعلى نفس المسار في الجبهات العراقية.
في المحصلة والنتيجة التي يمكن استخلاصها، أنّ بمقدور سورية على جبهاتها وبمقدور العراق على جبهاته مع بعض التعاون والتنسيق وخاصة في المجال الأمني والمعلوماتي تحقيق الانتصار الناجز شريطة أن يتوقف التحالف الأميركي عن اللعب في النار، وعن تزويد الدواعش بالمعدات العسكرية التي تتناوب الطائرات الأميركية والبريطانية على تنفيذه بين الطلعات القتالية.
نحن نعرف هذه الحقيقة ونعرف الغرض الأساس من تنظيم التحالف، ومن طبيعة دور الدول المشاركة فيه وطبيعة هذا الدور، وقد أشار السيد الرئيس بشار الأسد إلى هذه الحقيقة مرّات وبخاصة عندما وصف غارات التحالف على داعش بالغارات التجميلية.
العراقيون بدؤوا يعرفون هذه الحقيقة أيضاً، وقد تناولها عدد من النواب.
أما الشرط الثاني فهو أن يتحمل مجلس الأمن مسؤولياته والشروع في تعرية الموقف الأميركي أو تصويبه، وكذلك في استصدار قرارات عقابية لكل من يساند الإرهاب ومن يفتح حدوده لقدومهم سواء إلى سورية أم إلى العراق، وهنا أشير إلى الدور التركي الغريب والدور الأردني المستهجن، ولا أعتقد أننا نعوّل على هذين الشرطين آمالاً غير واقعية، لكننا وأقول قد نعوّل على الشعوب التي ينبغي أن تنهض لمواجهة حكوماتها والإرهاب معاً، ولا أعني الشعوب العربية فقط، وإنما أعني الشعب التركي وشعوب أوروبا التي ينتظرها ما يحاك في ليبيا، لكي تكون قاعدة إرهاب متوسطية خطيرة.



عدد المشاهدات: 3528

طباعة  طباعة من دون صور


رزنامة نشاطات المجلس
للأعلى