مجلس الشعب السوري
اسم المستخدم
كلمة المرور
نسيت كلمة المرور
تسجيل جديد
 الرئيسية 

أيّهما يعرّي الآخر الوقائع أم الحقائق؟.. بقلم: د. فائز الصايغ

الاثنين, 13 نيسان, 2015


في المقال السابق والذي عنوته بـ" من ينقذ السعودية من نفسها" وردتني تعليقات عديدة.. أغلبها لا يريد إنقاذ السعودية من نفسها، ولا يريدها أن تدرك أن ورطة اليمن شارك فيها من يدّعون صداقتهم الأبدية، وفي المقدمة منهم الولايات المتحدة الأميركية التي أثبتت الحقائق أنها تبذل جهوداً سرية أحياناً وعلنية أحياناً أخرى لتأجيج الصراع الطائفي بالمنطقة، وبخاصة بين أنصار السعودية وأنصار إيران، على أن الواقع يعتمد تأجيج أو إيجاد وتأجيج صراع طويل الأمد بين تكوين السنة والشيعة بعيداً عن صراع الوجود بين مكوني المشروع الصهيوني- الأميركي ومشروع مقاومة هذا المشروع. بمعنى آخر هي عملية أو مخطط مدروس لتوريط المنطقة في صراعات هامشية، بينية، بين هذين المكونين تمهيداً لإيجاد سلسلة من الصراعات البينية بين مختلف المكونات المجتمعية في الوطن العربي.
يتساوق هذا النهج مع ما تقوم به عصابات داعش وأخص منها تهديم التاريخ الشاهد على التعايش بين الديانات والإثنيات والأطياف والألوان المختلفة.
هذا يؤجج ويفعل ويساند، وذاك يهدم ويمسح التاريخ والشواهد، بحيث تصل المنطقة إلى حالة من انعدام الذاكرة، فضلاً عن حالة من انعدام الوجود، ويتحول الجميع إلى بدو رحّل ينتقلون من بيئة إلى أخرى ومن أرض إلى أخرى، بحيث يصعب لا بل تستحيل إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح وأماكنها الطبيعية التاريخية، وبحيث وهذا بيت القصيد- تسود إسرائيل على المنطقة وتفرض شروطها على العرب، كما تفرض شروطها اليوم على الفلسطينيين، وخصوصاً أنّ العرب لم يعد يحرجهم التعاون العلني مع إسرائيل، لا أمام أنفسهم، ولا أمام شعوبهم، فيما سقطت ورقة التوت عن العورات العربية كافة.
وللتدليل على هذا، فإن الدكتور"كريستوفر ديفيد سون" يعتقد لا بل يؤكد أن حرب اليمن التي أعلنت أميركا مساندتها للسعودية علناً، إنما تخدم مصالح الولايات المتحدة الأميركية بثلاث طرق متداخلة، منها مراقبة الوضع الإيراني بعيداً عن التشويش الإسرائيلي- السعودي، وإضعاف أو إلهاء السعودية، وتنشيط تجارة السلاح بالمال السعودي المرصود لترميم الانكسارات الاقتصادية، كما يوفر الانشغال السعودي والائتلاف المساند الانصراف عن مهمة التصدي للعصابات الداعشية، وأكد الكاتب أن الفائدة من تأجيج الصراعات الطائفية أو استيلائها من جديد إنما هي سياسة  الرئيس الأميركي المتطرف رونالد ريغان، قد اتبعها وقد ألقيت آنذاك بوادر سقوط الاتحاد السوفييتي.
وهذا يعني أن الهدف الأساسي سقوط منطقة الشرق الأوسط كلها بالفوضى الخلاقة- الهدامة- التي من شأنها تسيّد الموقف الصهيوني على المنطقة برمتها.
أغلب التعليقات التي وردتني تشير إلى أن السعودية تفتقد إلى مرجعية مركزية تتخذ القرار، وكأن توزيع حصص النفط بين الأمراء طال الجغرافيا، وباتت السعودية لا تملك قرارها الذي ينقذها من نفسها. وهذا صحيح.. والقادم يكشف أكثر، ويعرّي الحقائق تحت دفع الو
قائع.
 



عدد المشاهدات: 3671

طباعة  طباعة من دون صور


رزنامة نشاطات المجلس
للأعلى