مجلس الشعب السوري
اسم المستخدم
كلمة المرور
نسيت كلمة المرور
تسجيل جديد
 الرئيسية 

الضرورة بين الوطن والحكمة.. بقلم: د.فايز الصايغ

الثلاثاء, 28 نيسان, 2015


منذ بداية تنفيذ مراحل المؤامرة الكونية على سورية، والتي كما تشير المعلومات والمصادر والتصريحات، بُدئ الإعداد لها منذ عشر سنوات من بداية الأزمة، كان العامل الفلسطيني وسكان المخيمات التي أهملتها الأمم المتحدة ووكالة غوث اللاجئين في الحسبان.
واستثمر أصحاب المخطط عدداً من الفلسطينيين في المخيمات السورية، ومنها مخيم اليرموك، أصحاب النفوس الضعيفة، ليكونوا أدوات هذا الاستثمار، تماماً على غرار الداخل الفلسطيني سواء في أرض عام 1948، أم في الضفة الغربية، وقطاع غزة والذين خدمتهم إسرائيل لحسابها وهذا ما يعترف به الفلسطينيون أنفسهم.
حصل في فلسطين كما حصل في سورية، وفي لبنان، وفي مناطق أخرى، سواء تحت ضغط الحاجة أو تقصير الأمم المتحدة ووكالة الغوث أم تحت تأثير العمالة والخيانة والإغراءات غير المشروعة، التي ساهمت السعودية في تسويقها، سواء بالمال القذر أم في الفكر الإرهابي المدان.
كان مخيم اليرموك.. وهو ليس مخيماً كما يظن الجهلاء، وإنما أبنية حديثة ومخالفات وأسواق متنوعة "تحت الطلب" لكل سوقي أو منحرف أو مراهن أهوج، كان مرتعاً لمختلف أشكال الممارسات، السريّ منها والعلني.
استثمر المتربصون بالمخيم وصاية ضد سورية واعتناقها القضية الفلسطينية، وتقديم مصالح الفلسطينيين غالباً على مصالح السوريين، كما انتهزوا هذه الروح العالية من المسؤولية الوطنية تجاه الفلسطينيين، لكي يمرر بعض ممن أشرت إليهم المؤامرة إلى داخل المخيم.
فيما كانت السلطات السورية تعرف كل ما يدور في أزقة أذهان بعضهم وارتباطاتهم بالخارج ووهمهم أن النظام قاب قوسين أو أدنى من حلمهم القذر، وهي قادرة على سحق الفتنة السياسية والطائفية منذ الأيام الأولى لاختراق المخيم، لكنها آثرت ووطدت أن تجعل الأمر في المخيم شأناً فلسطينياً فلسطينياً، وألا تسجل في تاريخها اقتحام المخيم، بحيث يدفع الفلسطيني الشريف ثمن انحراف الفلسطيني المنحرف، وأعطت مساحات واسعة للحوار والمساعدة وتقديم المساعدات وتجنيب المخيم الدمار وتجنيب الناس فيه الخضوع للإرهاب، وقبل هذا وذاك تجنيب المخيم مهمة الخاصرة الرخوة لمدينة لا تقبل المساومة على أمنها وسلامة أبنائها، كما أمن وسلامة المخيم وبقية مخيمات فلسطين في سورية.
لقد شكّل المخيم وتناقضاته واحتضان دمشق له والخدمات التي تقدمها الدولة بلا تمييز عن سكان دمشق بؤرة تفشى في بعض جوانبها الانحراف بأنواعه، وساهم في ذلك التناقض الفلسطيني الفلسطيني.
فيما حاولت قوى الاستهداف وأدوات المؤامرة ومنها من كان يحسب على المقاومة والصمود والدفاع عن القضية الفلسطينية توظيف هذه التناقضات للنيل من مكامن القوة في أطراف دمشق وتحديداً لجهة المخيم.
أما أن يشكل المخيم أداة تهديد لأمن المدينة، ومحاولة للتأثير في معنويات الناس، فهذا أمر مرفوض تحت أي اعتبار، فالجيش السوري في المرصاد، وإن أمهل كثيراً فهو لن يهمل أبداً، وعلى كل الذين يعنيهم هذا الأمر التحرك السريع لإعادة المخيم إلى طبيعته ودوره المأمول.
خصوصية المخيم كانت تفرض خصوصية التعامل مع الاختراقات الأمنية فيه طوال الفترة الماضية، مع أن المجتمع أُدرج في حيثيات التآمر، أما اليوم، فقد بات من الضرورة إيجاد خصوصية جديدة حاسمة، تبتر كل الأصابع التي عبثت في المخيم، وكل الأدوات التي أرادت أن تستثمر العطف السوري لتحوّله إلى محنة، والحكمة إلى مشكلة، ومن العطف والحكمة ينبغي إعادة الأمور إلى نصابها وعلى عجل.



عدد المشاهدات: 3807

طباعة  طباعة من دون صور


رزنامة نشاطات المجلس
للأعلى