مجلس الشعب السوري
اسم المستخدم
كلمة المرور
نسيت كلمة المرور
تسجيل جديد
 الرئيسية 

المصائر بين الجدية والاستخفاف.. بقلم: د. فايز الصايغ

الاثنين, 27 تموز, 2015


لا تزال الدول الغربية تنظر إلى ما يدور في المنطقة العربية بمنظور إسرائيلي بحت، المستفيد الوحيد من كل ما يجري منذ واقعة "البوعزيزي" إلى الآن وهي المرحلة التي أطلقوا عليها تسمية "الربيع العربي" والتي تخدم مصالح إسرائيل الآنيّة والاستراتيجية معاً.
لم تستفق الدول الغربية بعد على الرغم من أن الإرهاب ضربها في العمق أكثر من مرة وهم يعترفون أن الخلايا الإرهابية النائمة عندهم في الداخل والخلايا العائدة إليهم تملك من الخبرات ما يجعل رئيس استخبارات فرنسا يعترف في تقرير تم تسريبه كان قد رفعه إلى القيادة السياسية يقول فيه: إن الاستخبارات والشرطة الفرنسية لم تعد بمقدورها استباق الإرهاب إذا ما وقع، بينما سجّل الإرهاب أكثر من عملية كان دور الاستخبارات والشرطة فيها دوراً لاحقاً لا استباقياً..
بين اللاحق والاستباق تكمن أهمية المعلومات والاعترافات وتسليط الضوء على الخلايا النائمة والقادمة والعائدة الأمر الذي تفتقده المؤسسات الأمنية الغربية.
ولا يعتقدنَّ أحد أن السي آي إيه إذا ما كانت تملك أية معلومات ترغب في تزويد الغربيين بها بشفافية أو علنية أو بإخلاص، فلا يضير الولايات المتحدة الأميركية أن يداعب الإرهاب المجتمعات الغربية ولو بين الحين والحين، كما لا يضير إسرائيل هذه المداعبة التي من شأنها أن تبقي أوروبا تحت رحمة الولايات المتحدة ومن خلالها تحت رحمة إسرائيل.
لهذا فإن استجابة الدول الغربية لمسألة التصدي العسكري للإرهاب ولتنظيم داعش تحديداً استجابة فيها القليل من الجدية والكثير من الاستحياء.. فبعد كل هذا الكم الهائل من الإرهاب العالمي اندفع رئيس وزراء بريطانيا مؤخراً للاستعانة بسلاح الجو الملكي البريطاني على الطريقة التجميلية الأميركية التي لم تستهدف التنظيم بمقدار ما أرادت إعادة توجيهه أو تحجيمه في مكان وتقديم العون له في مكان آخر وفي اتجاه آخر.. وفي انتقائية لا تخلو من التعمّد والمكابرة والانحياز مع أن إرهاب داعش لا يميز بين المنطقة العربية وأوروبا لا بل يتطلع إلى أوروبا أكثر من المنطقة العربية وله حواضن في أوروبا كما الحواضن التي في المنطقة بشكل أو بآخر..
وهذا يعني إما أن الأوروبيين لا يدركون المخاطر المحدقة بمجتمعاتهم على وجه صحيح، وإما أنهم يعالجون المرض بالمسكنات والوصفات الأميركية الإسرائيلية، وليس بمقدورهم الخروج عن الإيقاع المرسوم لهم، بينما يواصل تنظيم داعش الإرهابي التوسع ورفع وتيرة التهديد العالمي..
الخطوة الصحيحة الأولى التي على الأوروبيين خطوها هو التنسيق والتعاون المعلوماتي والاستخباراتي والعسكري مع من صار يعرف الكثير ويختزن الكثير وقد سجّل نجاحات عديدة في مواجهة الإرهاب.. مع سورية ومؤسساتها السياسية والعسكرية والاستخباراتية. عندها يمكن اعتبار الأوروبيين أكثر جدية في مواجهة الإرهاب وبين الجدية والاستهتار تكمن مصائر ومستقبل الدول.



عدد المشاهدات: 3541

طباعة  طباعة من دون صور


رزنامة نشاطات المجلس
للأعلى