مجلس الشعب السوري
اسم المستخدم
كلمة المرور
نسيت كلمة المرور
تسجيل جديد
 الرئيسية 

المعركة الفاصلة.. بدأت.. بقلم: د. فايز الصايغ

الاثنين, 12 تشرين الأول, 2015


التناقضات حيناً والتباينات أحياناً بين الموقفين الروسي والأميركي.. التلاقي والتعارض بينهما وعلى مر الزمن كانت محكومة للفهم المتباين حيناً، والمتناقض في أغلب المرات لأبرز أسباب قيام هيئة الأمم المتحدة ودور مجلس الأمن في تحقيق الأمن والاستقرار في العالم..
أي جردة حساب أو استعراض مواقف نجد ويجد العالم كله أن مسألة الأمن والاستقرار في العالم منوطة بالدور الروسي ومن قبله الدور السوفييتي، بينما تنظر الولايات المتحدة إلى هذا الجانب من منظور إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط، ومن المنظور الاستعماري الاستخباراتي في بقية مناطق العالم، والتدخل السافر في الشؤون الداخلية للدول.
بين استراتيجية المبادئ والقيم واستراتيجية المصالح الاستعمارية يكمن التناقض الحاد.
وعندما تتم التسويات والوسطيات يكون التنازل أو التغاضي على حساب المبادئ، ليس لأن كفة الميزان أقل صلابة أو أكثر مرونة وإنما لأن الهاجس الأهم في المبادئ وخاصة في إطار العمل الأممي أو الجماعي هو الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، ذلك أن من يعتنق المصالح إنما يسهم في تهديد الأمن والسلم الدوليين ويدخل في خدمة المصالح الاستعمارية.
في موقف روسيا من سورية مثلاً، تعتمد روسيا على البعد التاريخي والجغرافي والمبادئي، فالعلاقات السورية الروسية هي ثمرة تحالف استراتيجي يتجذر في التاريخ وفي ذاكرة ووجدان الشعبين الروسي والسوري معاً، وهذا ما أشرت إليه في أكثر من مقال سابق عندما بدأت بعض الدوائر الاستخباراتية تشكك في الموقف الروسي في ذلك الوقت.. وتجاهل المشككون وبعضهم تقدمي.. تحرري.. يساري أو غير ذلك اتفاقية الصداقة والتعاون التي وقعها الرئيس الراحل حافظ الأسد مع القادة السوفييت عام 1979 ووضعت موضع التنفيذ عام 1980 واستمر العمل بها بعد سقوط الاتحاد السوفييتي لا بل تعززت خلال زيارة الرئيس بشار الأسد إلى موسكو في كانون الثاني عام 2005 والتي أسهمت في ترسيخ المرسّخ وتعميق المعمّق في العلاقات البينية والتأكيد على العمل في اتفاقية الصداقة والتعاون وتصفية الديون وبرمجة ما تبقى منها في حينه.. والتي شملت أيضاً التوقيع على عدد من الاتفاقات التي تخدم مصالح البلدين وشعبهما..
ما أود الوصول إليه أن الموقف الروسي موقف منسجم مع طبيعة العلاقات بين البلدين من جهة والمبادئ الروسية للحفاظ على الأمن والسلم الدوليين ومنه أمن وسلام المنطقة هنا والتي تكالبت قوى الشر الأميركي والأوروبي والتركي وأغلب الخليجي في إطار خدمة إسرائيل ومطامعها في المنطقة وعلناً هذه المرة.
اللوبي الإسرائيلي في أميركا واللوبي الأميركي في العالم، وفي المنطقة تحديداً سيتناول الموقف الروسي بالتشهير والنقد والتحريف والتأويل، لكن لا يمكن لأحد أن يدعي يوماً أن روسيا تهدد الأمن والسلم الدوليين، ولا يمكن لأحد أن يتهم روسيا بالأطماع الاستعمارية والهيمنة واستغلال ثروات الشعوب، وهذا يكفي لكون روسيا اليوم تنقذ الشعوب، من تآمر قوى الغرب ومن أدواتهم ومن استغلالهم.. لنقف مع روسيا قلباً وقالباً لكي نعري مواقف دول التآمر، ذلك أن معركة اليوم هي المعركة الفاصلة.



عدد المشاهدات: 3564

طباعة  طباعة من دون صور


رزنامة نشاطات المجلس
للأعلى