مجلس الشعب السوري
اسم المستخدم
كلمة المرور
نسيت كلمة المرور
تسجيل جديد
 الرئيسية 

قبل سبات السباق ..وقبل فوات الآوان ..د. فايز الصايغ

الخميس, 31 كانون الأول, 2015


لعل من أسهل الطرق للقضاء على داعش هو القصف الجوي بهدف إنهاك التنظيم الإرهابي تمهيداً لاجتياحه على الأرض فيما بعد.
في الجو يجري التحكم بالقصف عن بعد في عملية استعراض للقوة والإمكانيات التقنية، أما على الأرض فلا أحد يستطيع القيام بأي عمل عسكري ما لم يتم التنسيق مع الجيش السوري والحكومة السورية والنموذج الأفضل والأنجع والأجدى هو نموذج التنسيق الروسي السوري جواً وأرضاً والذي يسير وفق منهجية مدروسة ومبرمجة حققت الكثير من الانتصارات في زمن قياسي وبخاصة إذا ما قورنت هذه الانتصارات مع مئات ألوف الطلعات الجوية للتحالف الأميركي والتي استغرقت أكثر من عام بلا جدوى تذكر.
"المرجلة" الجوية على أهميتها لا تكفي وحدها لإلحاق الهزيمة بالتنظيم الإرهابي، ينبغي العمل فوراً على الأرض سواء في العراق أو سورية، والأرض سيادة وقرار وطني، وهذا يقتضي بالضرورة التنسيق العسكري مع الحكومة السورية والجيش السوري لتحديد جغرافية الأهداف وشرحها للقوى القادرة على الحركة وتنفيذ مشروع الفضاء الجاري رسم ملامحه مع مشروع الأرض.
التلكؤ في إنجاز هذا المشروع قد يؤثر سلباً على نجاحات مشروع الفضاء "القصف الجوي" ويفسح في المجال أمام تآكل ملامح الانتصار وانحسار بريقه من جهة وإعطاء الجماعات الإرهابية فسحة من الوقت لكي تلتقط أنفاسها فيما يجري دعمها لوجستياً من قبل القوى الإقليمية المستفيدة من دمار سورية ومن توسع رقعة الإرهاب في المنطقة.. وفي مقدمتها السعودية وقطر وإسرائيل معاً.
تكامل الأداء الجوي والأرضي هو السبيل الوحيد لدحر الإرهاب وتجنيب العالم ويلاته ودحر المشروع الهمجي المتخلف الذي يجد في تدمير حضارة الشعوب وتقدمها ضالته وعقيدته في زمن كادت فيه شعوب المنطقة تتجاوز الظلمة والظلامية الفكرية والسلوكية وتضع أقدامها على عتبة المستقبل.
أنقذوا العالم من الإرهاب الفكري قبل الأدوات أو معها.. اخرجوا من قماقم السلطة والمصالح الاستعمارية، تحمّلوا مسؤولياتكم يا قادة الدول المتحضرة.. تعمقوا في طبيعة ما يجري سواء في سورية والعراق أو في بلدانكم المعلن منه وغير المعلن، ترفعوا عن التفاهات السياسية والتدخلات السافرة في شؤون الشعوب ونهب ثرواتها.. أنتم اليوم أمام استحقاق أخلاقي، مارسوا ولو لمرة واحدة سياسة مستقلة عن رغبات إسرائيل وضغوط الاقتصاد والانحناء للمال.. لبوا نداء روسيا التي تبدي استعداداً كل يوم عشرات المرات أنها ستتعاون مع كل من يريد مواجهة الإرهاب ودحره.. اغتنموا الفرصة الذهبية قبل أن يتشظى العالم وتتشتت رؤاه أكثر.. اتخذوا موقفاً قبل أن يدخل الأميركي في سبات السباق إلى البيت الأبيض، فما بين التحضيرات والاحتفال بالتنصيب تكون داعش قد تسللت إلى بلدانكم، فيما دليلكم الأميركي يحثُّ الخطا لحماية نفسه، ولسان حال الزعيم الراحل والزعيم المنتظر يقول: ليكن الطوفان.



عدد المشاهدات: 3577

طباعة  طباعة من دون صور


رزنامة نشاطات المجلس
للأعلى