مجلس الشعب السوري
اسم المستخدم
كلمة المرور
نسيت كلمة المرور
تسجيل جديد
 الرئيسية 

سرُّ الشرق.. بين "اقتسام الجغرافيا" و"اقتسام التاريخ"!!!.. خالد العبود

السبت, 3 كانون الأول, 2016


لا أريد تحديد الزمان والمكان لهذه المعلومة التي سأسوقها، إذ أنني سأتركها لمرحلة قادمة، كون أنّها جزء من سياق كامل للقاءات "روسية - أمريكية"، أساسها الصراع الذي حصل على مستوى الاقليم، وتحديدا في سورية، والدور الهائل الذي لعبه الرئيس بشار الأسد في هذا الصراع، أو دعونا نكون واضحين ودقيقين أكثر، الإنجاز والصمود الكبيرين الذين أبداهما الرئيس بشار الأسد في مواجهة العدوان عليه وعلى المنطقة..

في هذه المعلومة أنّ الأمريكي طرح على الروسي فكرة "تقاسم التاريخ"، وليس "تقاسم الجغرافيا"، كما يسوّق البعض اليوم، و"تقاسم التاريخ" كان يعني بالضبط أن تنسحب كل القيادات التي خاضت المواجهة على مستوى المنطقة، وتحديدا في المفصل السوري، من المشهد العام الدولي، كون أن الامريكي كان يدري ويفهم جيدا أن فكرة الهزيمة الامريكية على مستوى الاقليم، سوف تكون بداية نهاية الامبراطورية الامريكية، وبالتالي هزيمة "بارونات رأس المال"، غير أن هذه الهزيمة الأكيدة لا يمكن لها أن تُظهّر بدون من يستثمر بها أو فيها، أو يسوّق لها، ولا يمكن أن يسوّق لها إلا الطرف الذي سيستفيد منها، وبالتالي كي لا تكون هناك هزيمة واضحة ترتدّ على تاريخيّة قوى رأس المال ومصالحها، كان يجب على قيادات القوى المنتصرة ان تغيب وأنّ تنسحب من مشهد المواجهة، وان تتشكل قيادات بديلة لا يعنيها كثيرا هذا الانتصار، كي لا تستثمر فيه، بالتزامن مع انسحاب قيادات القوى المنهزمة، أمريكيّاً وأوروبيّاً، كي لا يتم تسويق أن قوى رأس المال تلك قد انهزمت "أيديولوجيّاً"، وبالتالي فإنّ هزيمتها بهذا المعنى تبقى هزيمة غير مُعْلَنة، لأنّ الاستثمار الثقافي والروحي والقيمي والأيديولوجي فيها يعني نهايتها تماماً، أي نهاية الوجود التقليدي لهذه القوى، أو لمسقطاتها التاريخية على مستوى العالم..

بهذا المعنى طرح الأمريكي على الروسي انسحاباً للإدارة الأمريكية، نعني "إدارة أوباما"، في الآن الذي تنسحب به القيادة الروسية، أي فريق الرئيس بوتين، وكذلك بالنسبة لجميع قيادات الحكومات الأوروبية التي خاضت المواجهة، إضافة إلى انسحاب قيادات أخرى على مستوى الاصطفاف الذي هزم المشروع الامريكي، أمّا بالنسبة للقيادة السورية فقد تمّ الطلب من القيادة الروسية أنّه بإمكانها أن تكون مسؤولة عن ترتيب الملف السوري، بطريقة غير مباشرة، وإعادة إنتاج قيادة سورية جديدة، شرط أن يغيب الرمز المنتصر فيها، ويعنون بالضبط غياب الرئيس بشار الأسد من أيّ قيادة قادمة للدولة السورية..

أمّا بالنسبة لمشيخات الخليج فلم يقف الامريكي عندها طويلا، حيث أشار إشارة خفيفة لجهة الاستفادة من حقل الطاقة الطبيعة التي تتعلق بجغرافيا المنطقة، من خلال تركيبة سياسية توافق وتتماشى مع الغضب العالمي الذي كان يعتبر هذه المشيخات وتحديدا "مملكة آل سعود" مسؤولة "أيديولوجيّاً" عن كل المشهد الدموي الذي حصل على مستوى الاقليم والعالم، وبالتالي فإنّه يجب الاتفاق على أن يستخدم إعادة إنتاج هذه المشيخات سياسيّاً في تبييض سياسات قوى رأس المال الكوني، لا أن تُقدّم باعتبارها إحدى أدوات تلك القوى..

بهذه الفكرة التي أطلقنا عليها: "تقاسم التاريخ"، تكون الإدارة الأمريكية قد حيّدت وحمت "بارونات رأس المال"، باعتبارها رئيسية الفعل السياسي الأمريكي الذي يؤدي أخيرا إلى تأمين مصالحها من خلال الامبراطورية الامريكية، لأنّه كما أكدنا في مقال سابق لنا، أنّ هذه الامبراطورية ليست امبراطورية تقليدية وطنية وإنما هي "الامبراطورية الأداة"، والتي كانت تُستَعمل دائما لتأمين مصالح الشركات الكبرى، ورأس مال كوني عملاق..

تفيد المعلومة أنّ الروسي أدرك جيّداً بأنّ خصمه بدأ يقبل الهزيمة، نعني به الامريكي، وهو يعيشها، لكنّه يحتاج ألا يتم الاستثمار فيها، للتقليل من ملحقاتها وتبعاتها وارتداداتها التاريخية الكبرى...

أمّا كيف ردّ الروسي، وكيف تصرف الأمريكي، هذا ما سنعرفه في القسم الآخر من هذا "الرأي"!!..

"يتبع"...

khaa.abood@gmail.com

 


عدد المشاهدات: 3939

طباعة  طباعة من دون صور


رزنامة نشاطات المجلس
للأعلى