مجلس الشعب السوري
اسم المستخدم
كلمة المرور
نسيت كلمة المرور
تسجيل جديد
 الرئيسية 

"الحريريّة".. والأهداف الواحدة.. من اغتيال الأب إلى إقالة الابن!!!!..خالد العبود

الجمعة, 10 تشرين الثاني, 2017


لن نرجّح أيّ فرضية على أخرى، في مقتل "الحريري الأب"، خاصة وأنّ شيئاً واضحاً بهذا الخصوص لم يكن، لكننا سنميل في هذه المعالجة لجهة القاتل، بسؤال يمكن له أن يسهّل، أو يمهّد، الطريق لتحديد هويته، وهذا السؤال هو:
من المستفيد الرئيس من مقتل "الحريري الاب"؟..
عندما نبحث عن المستفيد الرئيس، حتى لو اعتبرنا انّ هناك خصومات بينه وبين أطراف عديدة، يمكن أنّها بدت للوهلة الأولى أنها المستفيدة بتصفيته، إلا أنّ الأحداث أثبتت أنّ المستفيد الرئيس كان كيان الاحتلال الصهيوني اولا، الذي كان يوجعه لبنان من خلال مقاومة مدعومة بثقل السوري الذي ملأ فراغاً كبيرا في لبنان، ثم الإدارة الأمريكية من خلال محاولتها وضع يدها كاملة على لبنان، إضافة إلى "مملكة آل سعود" التي كانت تتطلع إلى لبنان النظيف من إيران تماماً، وهو ما أكدته الأحداث التالية لحادثة القتل المشهورة..
لقد رتب اغتيال "الحريري" لبنان والمنطقة من جديد، وأضحى منصّة خطيرة جدا على حلف المقاومة، وهو ما يفسر الخروج العسكري السوري منه، ثم العدوان "الإسرائيلي" على "حزب الله"، عملا على إلحاق لبنان تماما بالمحور الذي تقوده الولايات المتحدة..
لا أعتقد أنّ استقالة "الحريري الابن" تختلف كثيراً في جوهرها عن اغتيال "الحريري الاب"، خاصة إذا ما أخضعنا الأخيرة لذات المحاكمة التي أخضعنا لها اغتيال "الحريري الأب"..
إنّ "الحريري الابن" لم يسقطه طرف لبنانيّ آخر، وإنما تم انهاؤه من قبل المستفيد الرئيس في اغتيال والده يوماً، خاصة إذا ما استطعنا أن نجمع أطراف اللحظة التي تحكم أو تمرّ بها المنطقة..
وبالتالي فإنّ السؤال: ماذا يريد من أعطاه أمر الاستقالة؟، وماذا يمكن أن يستفيد من هذه الاستقالة؟..
منذ عام 2005م وبعد اغتيال "الحريري الأب" بدأ المستفيد الرئيس من هذا الاغتيال يراكم إنجازاته المتتالية، من خروج القوات السورية، إلى حصار المقاومة ثم القيام بالعدوان عليها في عام 2006م، وصولا إلى حصار المقاومة بتهمة الاغتيال ذاتها، وهو ما زاد في حصار "حزب الله"، وصولا الى ملاحقة السوريين بالتهمة ذاتها..
الآن الاستقالة ستعيد لبنان إلى لحظة سياسية أمنية لبنانية سابقة، والضامن الرئيسي لهذه العودة خروج "الحريري الابن" من الحكومة، والعودة إلى ظروف سياسية سابقة، تمنح الفريق السعودي في لبنان إمكانية احتمال السيطرة أو الهيمنة على لبنان من خلال رفع حرارة الاستقطاب الطائفي نتيجة الدور الجديد الذي سيُدفع له "الحريري الابن"، بغية تهيئة المناخ الملائم لعدم استقرار لبنان الداخلي، من أجل الإبقاء عليه مفصل اشتباك لم تحسمه نتائج صدّ العدوان الأخير على حلف المقاومة، خاصة وأنّ هناك إنجازاً كبيراً لهذا الحلف في وجه العدوان الأخير عليه، وهو الانجاز الذي بدوره سوف يؤدي إلى تراجع الحضور الأمريكي السعودي الإسرائيلي في لبنان..
إنّ هذا الدفع باتجاه استقطاب جديد يلعبه الفريق السعودي في لبنان سوف يدفع بلبنان إلى موقع رخو لن ينجو من تبعاته الخطيرة التي يمكن أن تضعه على السكّة ذاتها التي وُضِعَ عليها بعد اغتيال "الحريري الأب"!!!..



عدد المشاهدات: 9821

طباعة  طباعة من دون صور


رزنامة نشاطات المجلس
للأعلى