مجلس الشعب السوري
اسم المستخدم
كلمة المرور
نسيت كلمة المرور
تسجيل جديد
 الرئيسية 

رســــــائل سوتشــــــي «1» بقلم جمال القادري

الاثنين, 5 شباط, 2018


العملية السياسية في سورية لا يمكن أن تبدأ وتستمر إلا بقيادة سورية ودون أي تدخل خارجي مهما كان نوعه، هذا ما عكسه وأكد عليه مؤتمر الحوار الوطني السوري السوري الذي عقد بمدينة سوتشي الروسية في الثلاثين من الشهر الماضي، الذي يعد أول مؤتمر يجمع هذا العدد الكبير من السوريين وحضره أكثر من 1500 شخص يمثلون مختلف شرائح المجتمع بكل مكوناته وأطيافه.
البيان الختامي للمؤتمر الذي أقره المشاركون بأغلبية الأصوات سيكون اللبنة الأساسية في المسار السياسي التي سينطلق منها أي حوار أو محادثات، وقد أظهر أن السوريين قادرون على إيجاد حل للأزمة بعيداً عن أي تدخل خارجي، وعكس رغبة وطموح وآمال الشرفاء من أبناء الوطن الملتزمين باستقلال وسلامة ووحدة سورية أرضاً وشعباً، والمناضلين لاستعادة الجولان السوري المحتل بجميع الوسائل القانونية وفقاً للمواثيق والقوانين الدولية.
مؤتمر سوتشي أكد أيضاً على الثوابت الوطنية التي قدم من أجلها الشعب السوري التضحيات الجسام والدماء والجرحى في سبيل الحفاظ على السيادة الوطنية لسورية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، ولكي يبقى الشعب السوري صاحب الحق الحصري في تحديد مستقبله ومستقبل بلاده واختيار نظامه السياسي والاقتصادي والاجتماعي، والحفاظ على الجيش العربي السوري ودعمه بكل الوسائل ليبقى كما عهده الجميع مدافعاً عن الحدود الوطنية وعن الشعب من التهديدات الخارجية والإرهاب الأسود المدعوم من قوى حاولت إفشال المؤتمر ورفضت المشاركة فيه، الأمر الذي أثبت المثبت بأنها تعمل جاهدة وبكل الطرق لإطالة أمد الأزمة وزيادة سفك دماء أبناء الشعب السوري عبر الاستمرار في لعب دورها المشبوه في دعم التنظيمات الإرهابية وتأمين الغطاء السياسي والإعلامي لها، والتلويح بملفات ملفقة لا أساس لها على أرض الواقع، ومنها استخدام الأسلحة الكيميائية ومحاولة اتهام الحكومة السورية بها، علماً أن التنظيمات الإرهابية نفسها قد اعترفت باستخدام تلك الأسلحة المحرمة دولياً، والجميع يعلم مصادر تلك الأسلحة.
ما تمخض عن مؤتمر سوتشي يشكل أرضية شرعية ومنطلقاً وحيداً وأساساً ثابتاً لأي مسار سياسي، وقد وجه رسائل في أكثر من اتجاه عنوانها جميعاً (هذا ما يريده السوريون)، أولها كان موجهاً لمشغلي الأدوات الإرهابية على الأرض، بأن الشعب السوري سيواصل مسيرة الصمود والتصدي للعدوان والحرب الكونية التي تشن عليه منذ أكثر من سبع سنوات، وأنه مهما فعلوا فإن السوريين مصممون على الاستمرار في المصالحات الوطنية ودحر الإرهاب حتى تطهير أرضهم من رجسه، وثاني الرسائل كانت موجهة إلى من يحمل السلاح في وجه الشعب والدولة، بأن يعودوا إلى حضن الوطن ويلقوا سلاحهم، فالجيش العربي السوري مستمر في حربه على الإرهاب حتى القضاء عليه بشكل تام، ولا مجال لأنصاف الحلول بهذه المسألة.
الرسالة الثالثة كانت إلى العالم أجمع بأن «شعب سورية الأبي الذي تعرض لمعاناة فظيعة وكان شجاعاً بما فيه الكفاية لمحاربة الإرهاب الدولي يعلن العزم على إعادة الرفاه والازدهار إلى أرض الوطن وتأمين حياة كريمة ومريحة للجميع»، أما الرسالة الرابعة فكانت مطالبة الأمم المتحدة والمؤسسات الإنسانية الدولية والمجتمع الدولي بالمساهمة بإعادة الإعمار وتجاوز تداعيات الحرب الإرهابية على الشعب السوري ورفض العقوبات أحادية الجانب المفروضة عليه والعمل لرفعها فوراً، الأمر الذي سيساعد في حل مختلف المشكلات الإنسانية والاقتصادية الصعبة التي نتجت عن الحصار الجائر المخالف لكل القوانين الدولية.
رسائل سوتشي كانت واضحة بما يكفي ليفهم العملاء والمرتزقة من «معارضة الرياض» وبيادق أردوغان، بأن محاولاتهم ومحاولات أسيادهم لتعطيل الحل السياسي الذي بدأ في سوتشي، لن يكون مصيرها سوى الفشل، بينما هؤلاء المرتزقة لن يكونوا مع أضغاث أحلامهم التي عاشوها لسنوات إلا على مزابل التاريخ وقارعة الطرقات، فالتاريخ علمنا أن أصحاب الحق والقضايا العادلة هم من ينتصرون.
هامش: عكس منظر «المعارضين» القادمين من تركيا وهم يفترشون الأرض في مطار سوتشي، الحالة المزرية التي وصلوا إليها، وتخلي مشغليهم وأسيادهم عنهم، فعادوا من حيث أتوا خالي الوفاض، مذلولين... فلا مكان في سوتشي أو سواها إلا للشرفاء المؤمنين بوطنهم وسيادته وقراره الوطني المستقل.



عدد المشاهدات: 7343

طباعة  طباعة من دون صور


رزنامة نشاطات المجلس
للأعلى