مجلس الشعب السوري
اسم المستخدم
كلمة المرور
نسيت كلمة المرور
تسجيل جديد
 الرئيسية لقاءات ومؤتمرات 

الياس مراد ضيف أسيا نيوز

الأحد, 25 شباط, 2018


من عُمْرِ الحربِ هو عُمْرُ قانون الإعلامِ الجديد في سورية، الذي انتظرَ منه السوريّون ومنذُ صدوره في صيف 2011، أنْ يحوّلِ وسائل إعلامِهم إلى رقم واحد في خياراتِهم عندَ التوجّه للبحثِ عن أيّ خبرٍ سواء ميدانيّ أم سياسي يتعلّقُ بالأحداثِ الجاريةِ في بلادِهم.

 

سبعُ سنواتٍ مرّت على صدورِ القانون، فما الجديد وما الذي تغيّر في الإعلامِ السوريّ في ظلِّ الحرب، خاصّةً أنَّ ما يُؤخذُ على وسائل الإعلام السوريّ خاصّةً المرئيّة منها أنّها "تُعاني فقدان ثقة المواطنِ السوريّ في ظلِّ "مركزيّة القرار" وغيرها من أمورٍ إداريّة يتّهمُ فيها المسؤولونَ بالتعيينِ بأنّهم "يوظّفونَ أصحاب الوساطةِ والمعارف" دونَ النظر في المؤهّلات والكفاءات الحقّة للنهوضِ بالإعلامِ المحلّي.

 

تعثّرٌ ونجاح

وحولَ طبيعةِ عملِ الإعلامِ السوريّ خلالَ الحرب، يقولُ رئيسُ لجنة الإعلامِ وتكنولوجيا المعلومات في مجلسِ الشعبِ السوريّ إلياس مراد في تصريحٍ خاصّ لـ وكالة أنباء آسيا: إنَّ الإعلامَ في سورية أدّى واجبه الوطنيّ خلالَ سنوات الحرب، مُبيّناً أنَّ الحربَ فرضت حالةً وطنيّةً على الشاشاتِ المحليّة بالإضافةِ لحالةِ النهوض والدعوة لإعادةِ الإعمار وإعادة التوعية والثقافة للمواطنِ السوريّ بالإضافةِ للاهتمامِ بقضيّة ضحايا الحرب وذويهم.

 

ومع إشارته إلى أنَّ الإعلامَ في سوريّةَ يختلفُ عن إعلامِ بعضِ الدول العربية، أكّدَ مراد أنَّ الإعلامَ المحلّيّ تعثّر في بعض الأحيانِ ونجحَ في أحيانٍ أُخرى، مُبيناً أنّه لا يجوزُ مقارنةُ الإعلام السوريّ بغيرهِ في هذه الظروف.
 

وأوضحَ مراد أنَّ "ما يقومُ به الإعلامُ الوطنيّ خلالَ الحربِ يصنّفُ على أنّهُ إعلامُ معركة في مواجهةِ التكفيريّين، ويختلفُ عن حالةٍ مستقرّةٍ في بلدٍ آخرَ يوجّهُ إعلامه في منحىً آخرَ للوصولِ إلى القضايا الاجتماعيّة والترفيهيّة.

 

أزمةُ ثقة

وعن حقيقةِ غيابِ الثقةِ بين المتلقّي السوريّ وإعلامِ بلادِه الرسميّ، بيّن مراد أنَّ لا وجودَ لقياسٍ أو إحصاء دقيق حولَ نُسَبِ المتابعةِ في سورية، مُضيفاً أنّهُ في فتراتٍ سابقةٍ كانت تُوجدُ أزمة ثقةِ ولكن منذُ حوالي خمس سنواتٍ بدأ التلفزيون السوريّ بنقلِ الخبرِ مباشرةً في إطارِ الأحداثِ بالبلاد، ليصبحَ مُصدّراً الخبرَ لغيرهِ من المحطّات، ما أعادَ الثقةَ بالإعلامِ السوريّ سواء الرسميّ أو الخاصّ، وهو ما نسمّيه الإعلام الوطنيّ، بحسب ما ذكر البرلمانيّ السوريّ.

 

ورأى عضو الأمانة العامّة لاتّحاد الصحفيّينَ العرب، أنَّ الإعلامَ السوريّ لا يمكنه أنْ يكون كبعضِ الإعلامِ العربيّ مُبيّناً أنَّ الإعلامَ الوطنيّ جدّيَ على عكسِ بعضِ القنواتِ العربيّة التي تقومُ على الهرجِ والمرجِ أكثر ممّا تقومُ به بالدفاعِ عن قضيّةٍ أو حالةٍ وطنيّة.

 

تناقضٌ مؤسّساتي

وحولَ عدم تطبيقِ قانون الإعلام في العملِ الإعلاميّ، قال مراد إنَّ قانونَ الإعلامِ خُلِقَ وفيه مُشكلة، مُوضّحاً أنَّ التناقضَ الذي حصلَ بين وجودِ المجلسِ الوطنيّ للإعلامِ وزارةِ الإعلام في تلك الفترة (فترة صدوره عام 2011)، عرقلَ العمل الإعلاميّ أكثر ممّا طوّره.

 

وأكّدَ النائبُ السوريّ أنَّ التناقضَ الذي حصلَ بين المؤسّستين؛ أخّرَ النهوض بالعمليّةِ الإعلاميّة، الأمرُ الذي أدّى لحلِّ المجلسِ الوطنيّ بمرسومٍ رئاسيّ، مع الحفاظِ على الوزارةِ وضمّ صلاحيّاته إليها، بحسبِ ما أوضحَ مراد، مُضيفاً أنَّ القانونَ الجديد بمفاهيمهِ العامّة كمنظومةٍ جاءَ من أجلِ تطويرِ الإعلامِ من جهة، ولإعطاءِ مساحة من الحريّة من جهةٍ ثانية.

 

ولفتَ مراد إلى أنَّ الإعلاميّينَ السوريّينَ أحرارٌ، مُوضّحاً أنّه لمْ يتمّ توقيف أيّ إعلاميٍّ بسببِ موقفٍ أو رأيّ أو أيّة كلمةٍ قالَها أو كتبها سواء كرأي أو انتقادٍ واتّهام.

 

هل تنتهي الوساطة؟

وحولَ حقيقةِ اقتراب نهاية الوساطةِ في العملِ الإعلاميّ عقبَ صدور قرارِ وزير الإعلام قبلَ أيّام، والقاضي بترشيحِ 14 طالباً وطالبةً من كليّةِ الإعلام ممَنْ توافرَت فيهم الكفاءات للعملِ في الإعلامِ المرئيّ الرسميّ، قال مراد إنَّ هذا القرار يُعدُّ خطوةً إيجابيّةً لاستيعابِ عددٍ من الشبابِ الجامعيّينَ من ذوي الموهبة والمَلكةِ لتحسينِ أداء الإعلام، مُبيّناً أنَّ هذا العمل سيؤدّي لخلقِ التنافسِ بين الطلبةِ ليتفوّقوا في دراستِهم بالإضافةِ لكونِه يخلقُ فرص عملٍ جاهزةٍ لأصحابِ الموهبةِ والرغبةِ في العملِ الصحفيّ.

 

وأكّدَ مراد أنَّ الوساطةَ لا تستطيعُ خلقَ صحفيّ، مُوضّحاً أنَّ المَلَكة والموهبةَ والرغبةَ والعلمَ عواملُ لعملِ الصحفيّ، في حين أنَّ تعيين أيّ أحدٍ بالوسَاطةِ يُبقيه مُوظّفاً عاديّاً ولا يصنعُ منه صحفيّاً.

 

ونوّه رئيسُ لجنةِ الإعلامِ في البرلمانِ السوريّ إلى طروحاتٍ حولَ آليّةٍ يتمُّ عبرَها اختيار الأوائلِ من الجامعاتِ في مراحلِ دراستِهم الأولى، ووضعِهم في التدريبِ بالمؤسّسات الإعلاميّة عبرَ مرتّبٍ معيّن مع ضمانِ استمرارِهم على ضوءِ نجاحِهم كلٌّ في إطارِ مسؤوليّته في المكانِ الذي يُثبتُ موهبتهُ ونجاحهُ فيه سواء في الإعلامِ المرئيّ أم المكتوب أو الإلكترونيّ أو الإذاعي، جميعها عواملُ مُساعِدة لدخولِ العملِ الإعلاميّ من بابِ ما يُسمّى البعثات الداخليّة التي تَعتمدُ على استيعابِ مجموعةٍ من المتفوّقين من أصحابِ المَلَكة والقدرةِ والشكلِ والصوتِ لتحسينِ الأداءِ الإعلاميّ عموماً.



عدد المشاهدات: 13595

طباعة  طباعة من دون صور


رزنامة نشاطات المجلس
للأعلى