مجلس الشعب السوري
اسم المستخدم
كلمة المرور
نسيت كلمة المرور
تسجيل جديد
 الرئيسية لقاءات ومؤتمرات 

خالد العبود ضيف دام برس

الأربعاء, 21 آذار, 2018


كشف عضو مجلس الشعب والمحلل السياسي خالد العبود لدام برس عن بعض الخفايا وراء زيارة السيد الرئيس بشار الأسد للغوطة الشرقية بريف دمشق مؤكداً بأن للزيارة دلالات كثيرة منها محلية ومنها دولية ، فعندما يركب الرئيس بشار الأسد سيارته، ويمضي بها نهاراً جهاراً، في شوارع العاصمة دمشق، متّجهاً نحو "الغوطة الشرقية"، وتحديداً المناطق التي لم يمضِ على تحريرها أكثر من ساعات ، حيث أن جزء واسعاً منها لم يزل يشكّل مفاصل وبؤر اشتباك ناري، هذا يعني الكثير، بعيداً عن أشياء ذاتيّة وشخصية يتحلّى بها الرئيس الأسد..
نعم أضحت معروفة وواضحة السمات الشخصية الهامة لسيادة الرئيس الاسد، وهي صفات ومناقب لا يمكن تجاوزها او حتى القفز فوقها في أيّ دراسة تحليلة لمواقفه، أو حتى لمحاولة فهم الحاصل في سورية والمنطقة..
أن يركب الرئيس الاسد سيارته ويمضي بها، بهذا الشكل الذي نجح الإعلام الرئاسيّ في تمريره للمتابعين، أو حتى للخصوم والاعداء، هذا يعني أشياء عديدة وهامة، ربّما نجح كثيرون في التركيز على كثير منها، لكنّنا نعتقد ان أهم ما عبّرت عنه هذه الزيارة التفقدية للرئيس الأسد، ضمن الظروف التي أشرنا لها، انّ هناك أمراً في غاية الأهمية الاسترتيجية، والذي يأتي دالا على انّ هناك واقعاً ميدانيّاً، وتحديداً عسكريّاً وأمنيّاً، محكوماً بمعادلات ليست هي ذاتها المعادلات التي تحاول إعلام أطراف العدوان أن تسوّقها، محاولة منها لحصار الرئيس الاسد معنويّاً، غير أنّ الرئيس الأسد في كلّ مرّة يأخذنا باتجاه حقائق أخرى مختلفة تماماً، وباتجاه معادلات موضوعية حقيقية لا يحاول الحديث فيها أو عنها، لكنّه ينجح في ترسيخها وتكريسها من خلال ذهابه هو شخصيّاً ليعيشها!!!...
عندما يقوم الرئيس الأسد بهذه الجولة الأخيرة، في ساعات منتصف النهار، وهو بكامل لياقته وعافيته، يتنقل بين شوارع دمشق، وصولا الى الغوطة ثم الى بعض المفاصل المتقدمة لعمليات الميدان، هذا واقع موضوعي حقيقي لحقائق ميدانية تقول بأنّ الأسد سيّد هذا الميدان، فهو يتحرك في جغرافيا واسعة جدّاً في ظروف صعبة للغاية، لكنها لا تبدو كذلك بالنسبة له، وهذا يعني أنّ الميدان غير محكوم بالمعادلات التي تسوّق لها أطراف العدوان، حيث بدا واضحاً أنّ هذه الأطراف جميعها، نقول جميعها، بدت واضحة أنها لا تمتلك عيوناً قادرة على إخافة الأسد، أو على حصاره، وهذا بحدّ ذاته إخفاق كبير لأطراف العدوان وللحرب التي شنّوها على الرئيس الأسد من أجل إسقاطه!!..
لا يبدو أنّ الميدان والجغرافيا محكومة بمعادلات أطراف العدوان، أو أنّها تأثرت بالحرب التي تجري عليها، وعلى العكس تماماً، يبدو واضحاً تماماً أنّ الرئيس الأسد لم ينجح في السيطرة على الجغرافيا من خلال هزيمة اطراف العدوان حين هزم أدوات الفوضى التي اعتمدتها فقط، وإنّما بدا واضحاً أنّه أمّن تماماً الفضاء الأمني لهذه الجغرافيا، وأسقط إمكانية التأثير على أمن المنطقة التي تسعى لها قوى إقليمية ودولية..
الأمن الشخصي للرئيس الأسد هنا لم يعد أمناً يتعلّق بشخصه، بمقدار ما هو أمنٌ يحدّد تراجع قدرة أطراف العدوان على التأثير على فضاء الإقليم، ويؤكد أنّ الرئيس الأسد ينجح نجاحاً باهراً في السيطرة المطلقة على الفضاء الأمني لهذه الجغرافيا، وهذا بحدّ ذاته يؤكّد لنا من جديد أنّ الأسد وهو يتجول في مواقع هامة في "الغوطة" كان يستعرض من شرفة النصر آفاق إقليم جديد، ولو أنّه شخصيّاً لا يعترف بمثل هذا الكلام .



عدد المشاهدات: 10736

طباعة  طباعة من دون صور


رزنامة نشاطات المجلس
للأعلى