مجلس الشعب السوري
اسم المستخدم
كلمة المرور
نسيت كلمة المرور
تسجيل جديد
 الرئيسية لقاءات ومؤتمرات 

د. أميرة ستيفانو ضيفة وطني برس

الأربعاء, 13 شباط, 2019


تنعقد اليوم في مدينة سوتشي الروسية القمة الثلاثية لكل من روسيا وتركيا وإيران، لبحث الملف السوري، والتركيز على وضع محافظة إدلب وريفها، في ظل توقعات بتغير الموقف التركي بعد الإعلان الأمريكي الانسحاب من سورية، ومن ثم الإعلان الفرنسي بأنها تبحث موضوع الانسحاب، فهل تحمل هذه القمة بين طياتها إيجاد مخرج نهائي وحاسم للملف السوري، أم أنها جولة من جولات لاحقة؟

عن قمة سوتشي وما سيخرج عنها من قرارات، سأل موقع “وطني برس”، الدكتورة أميرة ستيفانو، عضو مجلس الشعب السوري عن أبعاد هذا الموضوع.

 حسم ملف إدلب

صدر يوم الاثنين بيان مشترك لوزارتي الدفاع الروسية والتركية بضرورة اتخاذ تدابير حازمة لتوفير أمن المنطقة المنزوعة السلاح في إدلب، وبالتالي فإن قمة سوتشي اليوم، التي سيحضرها رؤساء الدول الثلاث روسيا وإيران وتركيا بدعوة من الرئيس بوتين ستكون هامة لحسم مستقبل مدينة إدلب والمنطقة الآمنة شمال سورية والوجود العسكري الكردي شرق الفرات، وسيكون أردوغان مطالبا بتنفيذ تعهداته التي أطلقها في تشرين الأول/ أكتوبر 2018 بالقضاء على الجماعات الإرهابية والتي تعمد المماطلة بها حتى استنفذ كل رهاناته. 

مفرقعة سياسية

في ضوء بدء الانسحاب الأميركي من الشرق السوري بعد إعلان دونالد ترامب في 19 كانون الأول/ديسمبر 2018 بعد زعمه بالقضاء على تنظيم داعش الإرهابي وحسب جون بولتون مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي الذي تحدث عن تلقي وعود تركية بعدم التعرض للقوات الكردية في سورية

ليعلن قائد القيادة المركزية الأميركية اليوم الجنرال جوزيف فوتيل أنه من المحتمل أن تبدأ واشنطن خلال أسابيع بسحب قواتها البرية من سورية وحسب قوله: لا نريد بقاء أفراد على الأرض لا نحتاج لهم وليس لهم مهمة فعلية. على ضوء الموقف الروسي الصلب ضد المنطقة الآمنة المقترحة أميركيا مع التركي والإصرار الروسي على عودة السيادة للدولة السورية كاملة في ظل النكث الأميركي بوعوده حيث استمر بدعم وحدات الحماية الشعبية وإبقاء الأسلحة الثقيلة معها بعد انسحابه وجد أردوغان نفسه مضطرا للترحيب بالاقتراح الروسي حول إعادة الحياة لاتفاقية أضنة الأمنية الموقعة مع الدولة السورية في 20 تشرين الأول/ أكتوبر 1998 والتي كانت ضد أنشطة حزب العمال الكردستاني، لهذا سمعنا ما أدلى به رجب طيب أردوغان من تصريحات عن وجود اتصالات سورية – تركية  على صعيد أجهزة المخابرات رغم تصريح المستشار إبراهيم كالن “حول العلاقة بين أجهزة الاستخبارات لا تعني الاعتراف بشرعية النظام السوري” حسب قوله إلا أن ما رماه أردوغان من مفرقعة سياسية ليس سهوا أو حماقة وإنما كانت رسالة مهمة للداخل التركي وللخارج تمهيدا لمواقف سياسية قادمة وتحضيرا للرأي العام التركي.

ترحيب سوري

رحبت دمشق بإحياء اتفاق أضنة التي اقترحها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في لقاء سوتشي منذ عدة أسابيع مع أردوغان لكنها اشترطت التصدي لكل الجماعات الإرهابية بما فيها المدعومة تركيا وعودة كل الشمال والشرق السوري إلى سيادة الدولة السورية، لكن ما يثير الشكوك والريبة في نوايا أردوغان أنه لم يلتزم يوما بتعهداته فهو ينظر إلى سورية على أنها أمن قومي وعمق استراتيجي لتركيا، فهو لم يلتزم بدوره  في مناطق خفض التصعيد، ويروج أن توسعه في الأراضي السورية وعمليتي درع الفرات وغصن الزيتون تأتي في إطار اتفاق أضنة بينما تتيح له هذه الاتفاقية ملاحقة الإرهابيين في الداخل السوري حتى عمق خمس كيلومترات فقط إذا تعرض أمنها القومي للخطر، بينما ما نراه فعليا احتلال للأراضي السورية دون شرعية دولية ودون موافقة الدولة السورية، وسياسة تتريك واضحة بعد تهجير السكان الأصليين و تغيير ديمغرافي في شمال محافظة حلب. 

 الأحلام التركية

تعتقد تركيا أنه يمكنها البقاء طويلا في سورية لكنها بتصريحاتها كافة مع الدول الضامنة توقع على بند الالتزام بسيادة ووحدة الأراضي السورية، إذ لا يمكن أن نفصل موقف أردوغان من الملف السوري بعيدا عن نتائج قمة وارسو برعاية أميركية والتي تحمل عنوان السلام والأمن في الشرق الأوسط لمواجهة إيران وتمويل صفقة القرن والمزيد من التطبيع العربي – الإسرائيلي، وكذلك مع قمة موسكو بين بوتين ونتنياهو بخصوص الملف السوري والوجود الإيراني.

بطبيعة الحال لا يمكن أن نعول كثيرا على الدور التركي الإيجابي لأن تركيا لا يمكنها الانحياز كليا إلى أحد المحورين الروسي – الإيراني أو الأميركي لأنها جزء من حلف الناتو، إلا أن الظروف الراهنة جعلت من الدول الثلاث “روسيا- إيران- تركيا” تلجأ إلى المزيد من التعاون الاقتصادي وتحسين علاقاتها ببعضها، وهي تعتبر الدول الضامنة في سورية، وتعمل على استكمال جهود بناء الثقة بين أطراف النزاع والحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وموقفها واضح ضد الأجندات الانفصالية الرامية إلى تقويض السيادة السورية والدول المجاورة.



عدد المشاهدات: 11000

طباعة  طباعة من دون صور


رزنامة نشاطات المجلس
للأعلى