أوسي: «الحماية الكردية» ستقرر توسيع مشاركتها مع الجيش
الثلاثاء, 30 حزيران, 2015
حذر عضو مجلس الشعب، رئيس المبادرة الوطنية للأكراد السوريين عمر أوسي من اجتياح تركي لمدينة تل أبيض الواقعة على الحدود مع التركية خلال الأيام القليلة المقبلة، وذلك بعد طرد تنظيم داعش الإرهابي منها على يد وحدات الحماية الشعبية الكردية.
وأكد أوسي أن حكومة حزب العدالة والتنمية حشدت نحو 12 ألف جندي تركي على الحدود تمهيداً لاجتياح تل ابيض، كاشفاً عن أسر 15 تركياً في عين العرب من بينهم جنود تسللوا مع داعش إلى داخل المدينة وارتكبوا مجزرة بحق المدنيين ذهب ضحيتها 300 مدني، لافتاً إلى توجه نحو 1700 مقاتل كردي من القامشلي وبعض المناطق الكردية إلى مدينة الحسكة للوقوف إلى جانب الجيش السوري في محاربة تنظيم داعش.
وفي تصريح لـ«الوطن»، كشف أوسي عن مشروع قرار مقدم من قبل منصور البرزاني نجل رئيس كردستان العراق مسعود البرزاني للبرلمان في كردستان العراق يتضمن إرسال نحو 7 آلاف مقاتل من البشمركة إلى مدينة الحسكة لقتال تنظيم داعش، متوقعاً أن المشروع يحظى بموافقة البرلمان الكردي في الإقليم إلا أن هذا الأمر يحتاج إلى تنسيق مع الحكومة السورية والحماية الكردية الشعبية، كاشفاً عن محادثات في هذا الشأن، ومعتبراً أن هذا المشروع إذا أقر فإنه لا يمس السيادة الوطنية السورية.
وقال أوسي: عندما فقدت أدوات أردوغان سيطرتها على بعض المناطق منها تل أبيض ومن بعدها منطقة عين عيسى. هذه الخسائر التي مني بها إلى جانب خسارته بالانتخابات وضعت تركيا في موقف حرج جداً ما دفعه إلى اختراق عين عرب وتفكيره ببعض المغامرات العسكرية من خلال الدفع ببعض القوات المدرعة إلى تل أبيض بحجة قيام الأكراد بإنشاء كيان سياسي على التخوم الجنوبية لتركيا، مؤكداً جاهزية الحماية الكردية والمكونات الأخرى في المنطقة للتصدي للهجوم المتوقع على مدينة تل أبيض، ومعتبراً أن هذا الهجوم مغامرة خطيرة قد توحد نحو 40 مليون كردي ضد نظام أردوغان. وشدد أوسي على أن الجيش التركي لن يدخل تل أبيض ولا أي منطقة أخرى مهما كان الثمن، كاشفاً أن الحماية الكردية ستقرر في الأيام القليلة المقبلة توسيع مشاركتها في القتال إلى جانب الجيش العربي السوري في مدينة الحسكة لأن سقوط المدينة يعني سقوط القامشلي وبالتالي فإن داعش سيقدم على ارتكاب مجازر بشعة بحق الأكراد في المنطقة.
وأضاف: إن تركيا حالياً خرجت من مرحلة محاربة سورية بالوكالة عبر أدواتها إلى الحرب بالأصالة عن نفسها عبر زج جيشها في الأراضي السورية، وهذا يعني أن مستقبل أردوغان السياسي انتهى وأن ما يقوم به حالياً مجرد تخبطات نتجت عن خسارته بالانتخابات ومن ثم خسارة أدواته لمناطق مهمة وإستراتيجية على الحدود المتاخمة لتركيا.
ونفى أوسي أي مشروع كردي في شمال وشرق سورية يهدف إلى إقامة كيان كردي مستقل، معتبراً أن المكون الكردي هو جزء من المكونات السورية الجزراوية في المنطقة وأن سقف طموحاته هي إدارة لامركزية وفق قانون الإدارة المحلية مع تطويره في المستقبل، مؤكداً أن مشاركة الأكراد بالدفاع عن المناطق الشرقية والشمالية نابع من اندفاعهم الوطني بالدفاع عن كل الأراضي السورية وأن الحجج التي يطلقها نظام أردوغان حول قيام الأكراد بإنشاء أي دولة كردية واهية وتهدف إلى شرعنة تدخل الجيش التركي بشكل مباشر في المناطق السورية الحدودية.
وعلى خط مواز كشف أوسي عن نية حكومة كردستان العراقية بإرسال مساعدات إنسانية إلى مدينة الحسكة وذلك عبر جمعية برزان الخيرية، بعدما قرر رئيس الإقليم مسعود البرزاني ورئيس حكومته ميرجفران البرزاني إرسال كميات كبيرة من المواد الغذائية إلى أهالي الحسكة بكل مكوناتهم العرب والأكراد والمسيحيين وغيرهم من أهالي المنطقة، معتبراً أن هذه الخطوة تدل على وقوف جميع أكراد العراق إلى جانب الدولة السورية ولاسيما بعد الموقف المشرف للدولة السورية مع الأكراد في ظل حكم صدام حسين.
نقلاً عن جريدة الوطن المحلية
30-6-2015