مجلس الشعب السوري
اسم المستخدم
كلمة المرور
نسيت كلمة المرور
تسجيل جديد
 الرئيسية أخبار الموقع 

كلمة رئيس مجلس الشعب السيد حموده صباغ بمناسبة العيد الذهبي لتأسيس نقابة الفنانين

الأربعاء, 28 آذار, 2018


الزميلات والزملاء الكرام:
أعيادنا الوطنية كلها مناسبات مهمة تعزز في النفس مفهوم الوطن والوطنية، وترسخ معاني الالتزام بخير المجموع، والابتعاد عن الفردية المتطرفة، والأنا النرجسية المتعجرفة....
تعلمنا هذه المناسبات أن الفرد إن لم يعِ بأنه مجرد جزء مكون في المجموعة والمجتمع. فهو لا شيء على الإطلاق.. فجوهر الإنسان في أنه كائن مجتمعي... ولا وجود لأحد خارج جوهره..
نعم.. كل أعيادنا مناسبات وطنية أيها الزملاء.. لكن لعيد الفن طعماً خاصاً.. ومعنى متميزاً..
ليس هذا لأسباب تفضيلية.. فكل الفعاليات تؤدي وظائف ضرورية للحياة، وللارتقاء بالحياة... لكن الفن معناه متميز انطلاقاً من أسباب وظيفية تتعلق بعلم الجمال.. أو بحس الجمال.. وما يفرق الإنسان عن جميع الكائنات الأخرى هو أنه كائن متذوق للجمال..
فالفن إبداع بكل ما في الكلمة من معنى... وعندما يبدع شخص في ضرب من ضروب الحياة الأخرى، يقال له فوراً: أنت في عملك فنان... أي مبدع..
ينطبق هذا على المزارع، كما ينطبق على الحرفي، وعلى الطبيب، وعلى جميع الفعاليات الأخرى..
لا يوجد في هذه الدنيا نشاط يتماهى مع الإبداع تماهياً شاملاً كالفن وضروب الثقافة الأخرى..
بل إن ضروب الثقافة الأخرى كالأدب وغيره، الضروب التي تشارك الفن القدرة على الإبداع.. يتميز الفن عنها في أن بضاعته قريبة جداً من الناس... يستهلكها الإنسان العادي كما تستهلكها النخبة... يفهمها المزارع في أرضه، والعامل في مصنعه كما يفهمها الأكاديمي في جامعته والعالم في مخبره..
ولما كان الشعب العربي السوري واحداً من الشعوب الأكثر حيوية، ارتقى عنده الفن إلى مستوى يفوق مستوى تقدم العلم والأدب والصناعة وغيرها من أوجه النشاط الأخرى..
نعم أيها الزملاء المحترمون..
الفن في جميع ضروبه.. الفن التشكيلي والنحت والدراما والموسيقى والمسرح وغيرها تتقدم الفعاليات الأخرى في سلم التطور...
وهذا أمر إيجابي... لأن الفن وحده هو الذي يبشر الناس بالمجتمع الافتراضي الأفضل...
قد تشاركه في ذلك ضروب الثقافة الأخرى.. لكن الفن يبشر بالأفضل عبر أسلوب سهل ممتع يتقبله الجميع ويدخل إلى نفوسهم دون إذن ودون جهد المتلقي..
منذ خمسين عاماً انتبهت الثورة في سورية إلى أهمية وظيفة الفن...
ووعت أنه الإبداع الذي يبشر بالأفضل عبر أسلوب ممتع فيقود بذلك الوجدان المجتمعي نحو الأمام، ويعزز في هذا الوجدان الرغبة بالإسراع في التقدم، والارتقاء بالواقع نحو ما هو أفضل..
منذ خمسين عاماً أعلنت سورية أهمية تنظيم مبدعي الفن عبر نقابة تجمع جهودهم وتوحد تطلعاتهم من أجل أنفسهم ومن أجل الوطن في آن معاً..
وأعلنت سورية بعد الحركة التصحيحية أن كل نقابة مهنية أو اتحاد شعبي، بما في ذلك نقابة الفنانين هي التي ترسم وتقود أمورها، وأن كل ما تراه النقابة جيداً على ممثلي السلطة التشريعية تحويله إلى قانون، لأن مشروع القانون ينبغي أن يولد بين أصحابه وأهله.. لا أن يفرض عليهم فرضاً..
هذا هو محور الوحدة الوطنية والحرية في سورية.. كل أهل مهنة مسؤولون مباشرة عن مهنتهم في إطار وعيهم لخير المجتمع..
إنني باسمكم أيها الزملاء، إذ أتوجه بالتحية إلى الفنانين في سورية في عيدهم الذهبي أؤكد أن هذا المجلس الكريم سيستمر في دعم الفن وأهله متيمناً بأفكار وتوجيهات راعي الفن الأول السيد الرئيس بشار الأسد..
وباسمكم أتمنى للفن والفنانين مزيداً من التقدم في أداء دورهم الاجتماعي الهام..
الرحمة لشهداء الوطن والسلام لسورية المنتصرة
وكل عام وأنتم بخير..

دمشق في 28/3/2018
رئيـس مجلـس الشـعب
حموده صـباغ



عدد المشاهدات: 9158



طباعة  طباعة من دون صور


رزنامة نشاطات المجلس
للأعلى