مجلس الشعب السوري
اسم المستخدم
كلمة المرور
نسيت كلمة المرور
تسجيل جديد
 الرئيسية 

عضو مجلس الشعب جويدة ثلجة تكتب : التربة الروحية

الأحد, 12 أيار, 2024


لو عدنا إلى تشكيل التربة الأساسية؛ أي الأرضية، لوجدنا أنها تتكون من مواد حيوية متعفنة خضعت للتغيير بسبب تعرضها للعوامل البيئية والبيولوجية والكيميائية.

ومن الجدير بالذكر أن التربة تختلف في مكوناتها الصخرية الأساسية التي يرجع السبب في تغيرها لعمليات التفاعل التي تحدث بين الأغلفة الأربعة لسطح الأرض؛ وهي الغلاف الصخري والغلاف المائي والغلاف الجوي والغلاف الحيوي، وبذلك تعد التربة مزيجاً من المكونات العضوية والمعدنية التي تتألف حبيباتها المتفككة بفجوات سامية "أو ما يعرف بسام التربة" وهي بذلك تشكل هيكل التربة الذي تملؤه هذه المسام.

ماهي أهمية التربة؟ وهل بانعدام أحد مكوناتها تنعدم الحياة فيها؟

لدى التربة القدرة غير العادية على تخزين المواد المغذية وتحويلها وإعادة تدويرها، وهي العناصر التي نحتاج إليها جميعاً للبقاء على قيد الحياة، فإذا انعدم أحد عناصرها تصبح غير قادرة على تخزين المواد الغذائية ضمنها.

إضافة لهذه التربة هناك تربة أخرى تسمى بالتربة الروحية، فماهي هذه التربة وماذا ينمو بها وماذا تغذي ومن يزرع الروح فيها؟ وهل الروح تنمو؟  وإن لم تستطع التربة الروحية تخزين المواد المغذية للروح فهل تموت هذه الروح؟ وإن لم نستطع إعادة تدويرها فمن أين ستتغذى؟

لو قمنا بمحاكمة عقلية لوجدنا بأن هيكل التربة الأرضية المتشكل نتيجة احتفاظها بالمواد التي تتألف منها سيتشابه مع هيكل التربة الروحية.

فهيكل التربة يتكون من مكونات عضوية ومعدنية فما هي مكونات هيكل التربة الروحية؟ تساؤلات عدة تطرح نفسها....

فالنباتات لا تنمو إلا إذا امتصت الغذاء اللازم والكافي، وإذا كان هذا الغذاء قليلاً فلا يمكن لهذه التربة أن تنمو بشكل جيد؛ وربما تتقزم أو تصفر أوراقها وتقع وتهرم، أو ربما تموت ولا تستطيع الاستمرار في الحياة.

أما التربة الروحية إذاً فماهي المواد التي يجب أن تتواجد في التربة الروحية حتى تنمو الروح؟ وهل تنمو هذه الروح؟ أم أن الهيكل الحامل لها هو الذي ينمو؟

أين توجد الروح؟ وما هو غذاؤها الأساسي؟

سئل الإمام الشافعي: "هل الروح تحمل البدن أم البدن يحمل الروح؟ فقال: بل الروح هي التي تحمل البدن، بدليل أن الروح إن فارقت البدن وقع البدن جثة هامدة لا قيمة لها".

إذاً فالشافعي يرى أن الروح هي تلك الطاقة أو القوة المدبرة المحركة للجسد؟

لقد بُنيت النظرية النسبية لأنشتاين على أن المادة والطاقة هما صورتان لشيء واحد، وهناك شبه كبير بينهما، فكلاهما مصدر غذاء للنمو؛ الأول لنمو النبات والآخر لنمو الروح.

حتى أننا نجد أن الظواهر الطقسية مثل الريح والمطر والبرق والأعاصير تعتبر نتيجة لتحولات الطاقة التي تأتمن الشمس إلى الأرض "التربة" وهنا يأتي السؤال الآخر.

مما تتكون الروح؟

لقد اعتبر أفلاطون في فلسفته بأن الروح هي الأساس لكينونة الإنسان وهي المحرك الأساسي له، وأن الروح تتكون من ثلاثة أجزاء هي النفس والعقل والرغبة

أما في الكتب السماوية للديانات التوحيدية فقد تم الحديث عن الروح من خلال مايلي:

جاء في العهد القديم: "أن روح الله هو الذي تكلم من أفواه الأنبياء" كما تقول عنه في قانون الإيمان الناطق بالإيمان.

قال الرب لموسى النبي أن يجمع سبعين شيخاً لكي يساعده في الخدمة، وجاء في الكتاب "فنزل الرب لموسى النبي وتكلم معه وأخذ من الروح الذي عليه وجعلها على السبعين رجلاً (الشيوخ) فلما حل عليهم الروح تنبؤوا" ( 11: 24.25)

إذاً هنا روح الرب كانت على موسى وانتقلت من موسى إلى الشيوخ فحل عليهم روح الرب فتنبؤوا، وفي سفر التكوين منذ بدء الخليقة وفي أول إصحاح من سفر التكوين يقول الكتاب: "روح الله يرف على وجه المياه" (تك 1:2)

وفي المسيحية يقول السيد المسيح " الكلام الذي أقوله لكم هو روح الحياة " يوحنا (6:63)

أما في الإسلام فالروح خلق من أعظم مخلوقات الله شرفها الله وكرمها غاية التكريم والتشريف فشبهها في القرآن الكريم بذاته العليا، قال تعالى: " فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين" الفجر 29

 ماهي العلاقة بين التربة الروحية والروح؟ وماهي المواد الغذائية التي يجب أن تتكون منها تلك التربة حتى تغذي الروح؟ وما هي التفاعلات التي يجب أن تتم حتى لا تغادر الروح تلك التربة؟ وما الذي يجعل تلك التربة أكثر خصوبة.

لو عدنا إلى ما أشار إليه العلماء في إنتاج الطاقة من خلال الأغذية المستهلكة نجد أنها عملية معقدة تضم مجموعة من التفاعلات الكيميائية من أجل فرز الجزئية الطاقية بامتياز وهو ما يسمى (ATP) أو الأوينوزين ثلاثي الفوسفات.

فما هي التفاعلات التي يجب أن تكون في تلك التربة الروحية حتى ينتج عنها طاقة تكفي لحاجة تلك الروح.

هل هي الجزئية نفسها الطاقية (ATP) أم أن هناك جزئية أخرى مثلاً (AT…… ) ولم يتم اكتشافها حتى الآن.

وهل يمكن أن يصيب التربة الروحية خلل ما، وهل بالإمكان إصلاحه، ومتى تصبح هذه التربة غير صالحة لنمو تلك الروح فيها؟

كما أن هناك خللاً يصيب التربة في مكوناتها من نقص أو زيادة، كذلك التربة الروحية قد يصيبها الخلل في حال لم يتم العمل على إبقائها متوازنة صالحة لنمو الروح فيها ومن خلالها.

من خلال ما تم عرضه أرى أن هناك شبهاً كبيراً بين هيكل التربة الأرضية الذي يحوي (السام) الذي يتضمن المحلول المائي (السائل) أو الهواء (الغاز)، وبين هيكل التربة الروحية التي أراها تتضمن ( سام) يحوي كل هؤلاء مضافاً إليهم الروح.

لذلك أرى أنه لابد لنا من المحافظة على تلك التربة نقية صافية متوازنة، فهي التي تحمل في هيكلها الروح المحركة لكل شيء في هذه الحياة.

سر الروح هو سر رباني لكن العقل من حقه أن يبحث في هذا السر واجزم أن العلم ليس له حدود والباحثون مصرون على البحث من خلال العمل عن سر الروح يصلون إليه أم لا سؤال برسم البحث العملي والآية الواردة في القرآن الكريم وضعت سر الروح بيد الرب وقال الله تعال: " وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً" السراء 85.

جويدا ثلجة

 



عدد المشاهدات: 122

طباعة  طباعة من دون صور


رزنامة نشاطات المجلس
للأعلى