جمانة أبو شعر ضيفة عربي اليوم السبت, 9 تشرين الثاني, 2019 تبدأ تركيا اعتبارا من الاثنين المقبل بترحيل الجهاديين الأجانب، بمن فيهم الأوروبيين، إلى بلدانهم، وفق ما صرح وزير الداخلية التركي سليمان صويلو إلى وكالات أنباء تركية. خاص وكالة عربي اليوم الإخبارية – سمر رضوان تعليقا حول نية تركيا التخلص من الجهاديين من على أراضيها، خاصة الأوروبيين منهم، تقول الأستاذة جمانة أبو شعر، عضو مجلس الشعب السوري، لـ وكالة "عربي اليوم": إستثمار الإرهاب لم يعد خافيا على أحد تلويحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وتهديده لأوروبا مراراً وتكراراً فتح حدوده أمام اللاجئين المتواجدين على أرضه، إذ لا يشمل ذلك فقط اللاجئين، لكن ما بين السطور يُقرأ على أن قصده إرسال الجهاديين إلى بلادهم ولتتصرف بهم دولهم وفق ما تراه مناسبا، إن لم ينفذ الغرب مطاليه خاصة فيما يتعلق بالمنطقة الآمنة، وتأييدهم له في العملية العسكرية "نبع السلام على الشمال السوري، إن نية تركيا كانت ولا تزال نية إقتناص الفرص وإستثمار الإرهاب نفسه فيما يحقق المصلحة العليا للحزب الحاكم التركي وفق تطلعات الرئيس أردوغان، الذي لم يتوانَ عن تنفيذ مخططاته لو كان على حساب كل شعوب الأرض. تغيير الأثواب وإن ما قرأنا التصريحات التركية، نجد أن تركيا كانت قد أعلنت أنها رحّلت من على أراضيها حوالي 7600 جهادي إرهابي إلى بلادهم، فضلا عن وجود أكثر من 1200 آخرين قابعون في السجون، ولكن السؤال الذي يفرض نفسه هنا، كيف وصل هؤلاء الجهاديين؟ ومن المسؤول عن إدخالهم؟ فبالبحث البسيط القليل نجد أن تحالفات أردوغان كلها صبت في إتجاه نقل الإرهابيين إلى سوريا، فمثلا إن تحالف تركيا مع أذربيجان وبالأدلة يؤكد تواجد 3000 أذربيجاني جهادي في كل من سوريا والعراق، إذ سبق وأن وصف إلهام علييف أن تحالفه مع النظام التركي تحالف أبدي، ما يؤكد أن كل الفصائل الجهادي تنتمي بشكل أو بآخر للحزب الحاكم التركي. سخط أوروبي إن تذرع الرئيس التركي أردوغان، من الطبيعي أنه يبعث على أن هناك سخط غربي وقد يكون أمريكي من تصرفاته المنفردة وأنانيته في نواياه على إستحواذ كل ما هو ليس ملكه، فالجميع يعلم أن أوروبا لا تريد إعادة أي إرهابي إلى أراضيها وحتى شعبيا هناك رفض قاطع لإستقبالهم، خاصة بعد أن تم إسقاط جنسياتهم لكن وبموجب إتفاقية نيويورك للعام 1961 من غير القانوني ترك شخص بدون جنسية، إلا أن العديد من الدول، بما فيها بريطانيا وفرنسا، لم تصادق عليها، وقد أثارت حالات وقعت أخيراً معارك قانونية طويلة، لكن تركيا تصر على ذلك من بوابة إعطاءها كامل الضوء الأخضر في سوريا لا نصفه.
تركيا،رجب طيب أردوغان،أوروبا،التنظيمات الإرهابية،جمانة أبو شعر،سمر |
|