عمار بكداش ضيف سبوتنيك الاثنين, 1 تشرين الأول, 2018 أكد عضو مجلس الشعب السوري، عمار بكداش أن دخول الجيش الروسي بقوته الجوية في مثل هذا اليوم 30 أيلول/ سبتمبر 2015 قلب موازين القوة، ليس في سوريا فقط، بل في المنطقة بأسرها. وقال بكداش، الأمين العام للحزب الشيوعي السوري في لقاء مع "سبوتنيك": إن دخول الجيش الروسي بقوته الجوية في 30 أيلول/سبتمبر 2015 في الحرب ضد الإرهاب، وبطلب رسمي من الحكومة السورية، وبما يتناسب مع جميع القوانين الدولية، قلب موازين القوة ليس في سوريا فقط بل في المنطقة بأسرها، وهذا التدخل جاء متلائما بشكل تام مع المصالح الوطنية التحررية لسوريا في تصديها للمجموعات الإرهابية المسلحة وللمخططات الاستعمارية التي وضعها صانعو هذه التنظيمات وممولوها وداعموها. قاومنا 4 سنوات بجيشنا وشعبنا وأضاف الدكتور بكداش: قبل التدخل الروسي في 30 أيلول/ سبتمبر عام 2015 كانت سوريا تقاوم بجيشها وشعبها ببسالة لأربع سنوات، المشروع والعدوان الاستعماري المدعوم من القوى الظلامية والأنظمة الرجعية، وحققت مع القوات الرديفة والحليفة نوعا من التوازن في المواجهة، ولكن الدم السوري كان ينزف بغزارة وبدون حساب في سبيل الدفاع عن الوطن، في وجه موجات عاتية من الإرهاب الذي تصطف خلفه عشرات الدول المتاجرة بدماء السوريين. مشيرا إلى أنه في مثل هذا اليوم بدأت عمليات الجيش الروسي "الجوية" ضد الإرهاب لتكسر هذا التوازن، ومنذ ذلك الحين بدأ الهجوم العكسي الحقيقي ضد الإرهاب، وبدأت معه الاستعادة التدريجية للجغرافيا السورية المستباحة من قبل المجموعات المتطرفة التي ارتكبت بحق السوريين أبشع ما يمكن تصوره من جرائم ضد الإنسانية."
تلاقي المصالح الروسية والسورية وتابع الدكتور بكداش بالقول: لقد جاء التدخل الروسي في سوريا منسجما مع المصالح التحررية للشعب السوري، لكن في المقابل حقق للأصدقاء الروس أهدافا جيوسياسية بالغة الأهمية، ففي ذلك الوقت كانت المواجهة تحتدم بين الاتحاد الروسي وبين ما يسمى "الشركاء الغربيين" وخاصة أن التمدد الأمريكي والأطلسي في شرق المتوسط الذي راح يتسع بالتوازي مع احتدام الأوضاع في أوكرانيا، شكل تهديدا للمصالح الحيوية والجيوسياسية لروسيا الاتحادية، وخاصة ما يتعلق منها بإمدادات الغاز إلى أوربا، مع المساعي الغربية إلى إيجاد طرق بديلة لإمداد الغاز، ما شكل تهديدا واضحا للاقتصاد الروسي. وأضاف الدكتور بكداش: من هنا، تلاقت المصالح الجيوسياسية لروسيا الاتحادية مع المصالح الوطنية التحررية لسوريا، وكان في هذا التلاقي كل الخير للشعب السوري في نضاله التحرري ضد أعدائه. موسكو لا تبحث عن مواجهة مع أنقرة وواشنطن وفيما يتعلق بـ"احتلال قوات التحالف الأمريكي والقوات التركية لأجزاء مهمة من الأراضي السورية" أعرب الدكتور بكداش عن إيمانه المطلق بأن هذه الأراضي ستستعيد الدولة السورية سيادتها عليها بهمة الجيش والشعب، لافتا إلى أن التحالف السوري الروسي لا يعني التطابق في كافة المصالح والاتجاهات، و"لا شك أن لروسيا الاتحادية مصلحة كبيرة في نضال الشعب السوري ضد الإرهاب وداعميه من القوى العالمية والأنظمة الرجعية الاقليمية. وتحققت إنجازات كبيرة جدا في هذا المجال، وخاصة بعد تحرير كامل محافظة حلب والتقدم المهم في محافظة دير الزور حيث أقيم "كرديدورا" عازلا لا يسمح للأعداء بالاتصال المباشر في جنوب شرق سوريا وشمالها الشرقي، ثم تطهير محيط العاصمة دمشق بشكل كامل من العصابات الإرهابية، والإنجازات الأخيرة في الجنوب السوري"، مضيفا: "هناك مسائل مهمة جدا يتطلع إليها الشعب السوري وهي أولويات بالنسبة له، أي تحرير الأراضي السورية من سيطرة الاحتلال الأجنبي، وأقصد الاحتلال الأمريكي الإمبريالي للشمال الشرقي السوري ومنطقة الجزيرة والمناطق المتاخمة لها، وتحرير المناطق الشمالية والشمالية الغربية أي عفرين وجرابلس والباب وإدلب من الاحتلال والنفوذ التركي والجماعات العميلة لتركيا. وتابع: "وأعتقد أن الاعتماد في تحرير هذه المناطق سيكون على همة الجيش والشعب السوري، ولا أعتقد أن الأجندة الروسية في سوريا تبحث عن أي مواجهة مع تركيا أو مع الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن موقف روسيا السياسي من هذا الاحتلال واضح وقد وصفته غير مرة بالوجود غير الشرعي وطالبت مرارا بانسحاب هذه القوات من سوريا". "إس-300" قوة للجيش السوري وتابع الدكتور بكداش: هذا الأمر لا يضر بالمصالح التحالفية السورية الروسية ففي العصر الحالي هناك تقاطع في المصالح وهذا التقاطع في المصالح السورية الروسية حقق الكثير في مواجهة ومكافحة الإرهاب، ولا أعتقد أن هناك توجها روسيا لتصعيد المواجهة مع القوات الأجنبية المذكورة، ولكن تسليم موسكو لدمشق منظومات الأسلحة المتطورة مثل "إس 300" يعني أن روسيا توفر للجيش السوري المزيد من مقومات القوة التي ستمكنه من الذود عن التراب السوري. وحول مستقبل الجولان السوري المحتل، قال الدكتور بكداش: إن التوجهات الأساسية لإسرائيل والصهيونية العالمية بشكل عام مبنية على "التوسع ثم التوسع ثم التوسع" ولا يوجد في القاموس الإسرائيلي مفردات حول الانسحاب من الجولان أو غيره من الأراضي المحتلة، فالإسرائيليون الذين يباهون بتوجيههم أكثر من 200 غارة على سوريا خلال الأشهر الأخيرة، والذين عملوا خلال السنوات الأخيرة على إطالة أمد النزيف السوري وعلى تقسيم سوريا للتمكن من تمرير مشروع الشرق الأوسط الجديد، لن تنفع معهم سوى لغة القوة، والجيش والشعب السوري قادران على مواصلة النضال حتى استعادة كامل الأراضي السورية المحتلة من إسرائيل التي أصدرت مؤخرا قانون "يهودية دولة إسرائيل" مذكرة العالم بألمانيا الهتلرية التي أصدرت في ثلاثينيات القرن الماضي قوانين مشابهة.
|
|