أنزور: معركة إدلب لم تجعل اتفاق «سوتشي» وراء الظهور لكنها ستجمد «مسار أستانا»
الاثنين, 10 حزيران, 2019
اعتبر نائب رئيس مجلس الشعب نجدت إسماعيل أنزور، أن الخلافات الروسية التركية بشأن تنفيذ اتفاق «سوتشي» وشن الجيش العربي السوري عملية عسكرية بدعم من روسيا ضد التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة الموالية للنظام التركي في شمال غرب البلاد لا يعني أن الاتفاق بات «وراء الظهور»، لكنه رأى أن مصير «مسار أستانا»، هو «بعض التجميد».
وفي تصريح لـ«الوطن»، قال أنزور في رده على سؤال: إن كان اتفاق «سوتشي» بات وراء الظهور مع تظهر الخلافات الروسية التركية وشن الجيش عملية عسكرية ضد الإرهابيين والميليشيات المسلحة الموالية للنظام التركي في شمال غرب البلاد، قال: «لا أعتقد أن مسار اتفاق «سوتشي» بات وراء الظهور لكون العمل العسكري هو جزء من أداء أي عملية سياسية إذا لم يتم التمكن من تحقيقها سلماً».
ولفت أنزور إلى أن هذا لا يعني أبداً أن الطرف التركي سيكون مسروراً حين إنهاء أدواته بعملية عسكرية أو تحجيم دورهم إلى أبعد الحدود وبالتالي شل ذراعه في سورية.
ومنذ أواخر نيسان الماضي يشن الجيش العربي السوري عملية عسكرية ضد التنظيمات الإرهابية وميليشيات مسلحة موالية للنظام التركي، في منطقة «خفض التصعيد» الرابعة في شمال غرب سورية، بإسناد من سلاحي الجو السوري والروسي بهدف استعادة الدولة السورية للسيطرة على تلك المنطقة.
وحمل بدء العملية مؤشرات على خلافات بين ضامني «مسار أستانا» (روسيا، إيران، تركيا) الذي تمخض عنه اتفاق منطقة «خفض التصعيد» الرابعة في الجولة السادسة منه التي جرت منتصف أيلول 2017، وأكدت مراراً كل من موسكو ودمشق على أنه «مؤقت» ويهدف إلى إيجاد حل سلمي للمنطقة وتجنب إراقة مزيد من الدماء، وأن مصير المناطق المشمولة في الاتفاق (محافظة إدلب، أجزاء من ريف حماة الشمالي، وجزء صغير من ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، وجزء من ريف حلب الجنوبي الغربي) هو العودة إلى سيطرة الدولة السورية.
وتعتبر روسيا وإيران ضامني دمشق في «مسار أستانا» على حين يعتبر النظام التركي ضامن التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة الموالية له، التي رفضت تنفيذ اتفاق «سوتشي» الذي تم في أيلول 2018 بين موسكو وأنقرة ونص على إنشاء منطقة «منزوعة السلاح» في محيط منطقة «خفض التصعيد» في الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي والميليشيات وسحب السلاح الثقيل منها ومن ثم انسحاب التنظيمات الإرهابية منها الذي كان من المفترض أن يتم في منتصف تشرين الأول الماضي وهو ما لم يتم حتى الآن بسبب تهرب النظام التركي الطرف الضامن للإرهابيين والميليشيات من تنفيذ الالتزامات المترتبة عليه بموجب الاتفاق.
وحول مصير «مسار أستانا» خصوصاً أن كلاً من روسيا وتركيا يعتبران طرفين ضامنين فيه، قال أنزور: «مصير مسار أستانا هو بعض التجميد لكون أن كلاً من روسيا وتركيا يعتبران طرفين ضامنين للمسار ومعهم إيران».
ولفت نائب رئيس مجلس الشعب إلى أنه في ضوء تقدم الجيش العربي السوري يلاحظ أن تركيا ومنذ بدء المعركة تجنح في تصريحاتها باتجاه الطرف الأميركي فيما يتعلق بالمفاوضات بالنسبة لما يسمى «المنطقة الآمنة»، وأيضاً الطرف الأميركي يبدو أنه يلعب في المنطقة كي يستغل الخلاف الروسي التركي بشأن معركة إدلب ويبدي شيئاً من المرونة باتجاه الطرف التركي.
وأضاف: «نحن نعتقد أن تركيا كدولة عميقة بالأصل تنحو نحو الطرف الأميركي ولم تبتعد عنه أصلاً».
وإن كانت إيران الطرف الثالث الضامن في «مسار أستانا» يمكن أن تتجه للتهدئة بين روسيا وتركيا للحفاظ على «مسار أستانا» فإنها ستصطف إلى جانب أحد الأطراف، رأى أنزور أن «الدور الذي يمكن أن تلعبه إيران هو ضبط التوازن الإقليمي وليس لها دور في التهدئة بين روسيا وتركيا للحفاظ على مسار أستانا ذلك كونها تدرك تماماً أن شكل العلاقة القائمة مع تركيا تتحكم بها الأبعاد الدولية أولاً ومن ثم الإقليمية، وأن روسيا تلعب على قاعدة احتواء التركي بالأدوات السلمية وإن لم تكف الأدوات فالنقل إلى القوة الصلبة وهذا ما جرى بعد صبر أكثر من نصف سنة على التركي كي ينفذ اتفاق «سوتشي» ولم يفعل فكان أن بدأت العملية العسكرية».