كلمة رئيس مجلس الشعب السيد حموده صباغ في الجلسة الافتتاحية للدورة العادية الثامنة للمجلس الأحد, 23 أيلول, 2018 كلمة رئيس مجلس الشعب السيد حموده صباغ في الجلسة الافتتاحية للدورة العادية الثامنة للمجلس يوم الأحد 23/9/2018
الزميلات والزملاء أعضاء مجلس الشعب: مضى شهران ونصف الشهر منذ أن اختتمنا الدورة السابقة.. وأربعة أشهر ونصف الشهر تبعتها منذ التقينا الحكومة آخر مرة في جلسة مناقشة عامة. في هذه الفترة الطويلة القصيرة جرت مياه كثيرة في النهر، وتوالت أحداث جسام تليق إنجازاتها بشعب عظيم وجيش عظيم وقائد عظيم، لقد بات العالم كله يدرك، ويعترف، أن هناك شعباً اسمه الشعب العربي السوري يمتهن بجدارة حرفة صناعة التاريخ في هذا العصر المعقد والصعب، وأن إسهامه في الانتقال من أحادية القطب إلى عالم أكثر توازناً إسهام أساسي، بل إنه الإسهام الأساسي الأول. وإنني إذ أرجو أن تكونوا أيها الزملاء قد قضيتم إجازة ممتعة، آمل في الوقت نفسه أن تكون الإجازة مفيدة في التواصل مع ناخبيكم والتعرف عن كثب على همومهم وأحوالهم بغية حلها، ومن أجل الإيفاء بوعودنا الانتخابية والالتزام بالمهام المنبثقة عن ثقة الشعب والقائد بنا. ولا شك في أن اللحظة الراهنة.. لحظة صنع المستقبل.. تتطلب أن تكون سعادتنا متلازمة مع إنجازاتنا، متطابقة مع اهتماماتنا بهموم شعبنا وقضاياه.. ولا أظن أن هناك سعادة أكثر أثراً في نفوسنا من شعورنا أننا أنجزنا عملاً نوعياً في كل دورة، بل في كل يوم من أيام عملنا في هذا المجلس.. إن أول ما يتطلبه الإنجاز هو التفكير النقدي الذي يعني البحث دائماً عن جوهر القضايا وتحليل سلبياتها وإيجابياتها، والتعامل معها آخذين بعين الاعتبار ظروف المرحلة ومصاعبها، بعيداً عن أي تفكير رومانسي وأي مصطلحات شعاراتية وعامة.. المجلس الكريم.. لا أريد في هذه العجالة الحديث عن التطورات والإنجازات التي تمت منذ انتهاء الدورة السابقة، فأنتم لا شك تابعتموها في الإعلام وبوجودكم بين الناس؛ لكنني أجد نفسي مدفوعاً للإشارة إلى انتخابات الإدارة المحلية الأخيرة ومدى نجاحها آخذين بعين الاعتبار ظروف المرحلة ومعطياتها.. لقد أكدت هذه العملية الانتخابية حيوية الشعب العربي السوري وقدرته على متابعة حياته الدستورية حتى في أصعب الظروف؛ حيث رفض هذا الشعب أن تكون الحرب الظالمة ذريعة لتأجيل الاستحقاقات الدستورية، بل على العكس من ذلك رأى في هذه الاستحقاقات إنجازاً يدعم إنجازات الجيش الأشم في الميدان. كما أنه رأى فيها رسالة إلى العالم توضح كم هي قوة الحياة عند هذا الشعب الأبي... لعل هذا العالم الظالم يعي أخيراً أنه من المستحيل قتل جسم يكتنز الحياة بهذا القدر، أو القضاء على شعب هو والحياة شيء واحد. إن إيمان الشعب بأهمية الانتخابات المحلية باعتبارها جزءاً من صمودنا وتصدينا يؤكده الإقبال الجيد نسبياً على الترشح والمشاركة في الانتخابات بالمقارنة مع دورة عام 2011 والدورة التي سبقتها عام 2008 أثناء الاستقرار.. أما انتصارات جيشنا البطل وسياسات قائدنا الحكيمة الشجاعة فقد أضحت خبزنا اليومي وهواءنا الذي نتنفسه كي نستمر في الحياة. إنها إنجازات أدهشت العالم بكل ما في الكلمة من معنى، وهي لا شك سوف تحدث تغييراً في العلوم العسكرية على مستوى الأكاديميات العالمية المختصة، وستؤكد للشعوب كلها حتمية النصر مهما كانت قوى الهيمنة والصهيونية والتكفير قوية. الزميلات والزملاء الأعزاء: إن نشاطكم واتصالاتكم مع ناخبيكم يؤكد حقيقة أن المجلس لم يتوقف يوماً عن العمل، كما أن متابعة رئاسة المجلس ومكتبه لعملهم اليومي دليل آخر على الاستمرار في الأداء. لقد تمت في فترة استراحة المجلس فعاليات مهمة.. فلقد استقبلنا العديد من الوفود الرسمية والبرلمانية والحزبية والشعبية والنقابية التي أمت القطر بين فترتي انعقاد المجلس، كما قام العديد من الزميلات والزملاء أعضاء المجلس بالمشاركة في وفود خارجية لمؤتمرات وورشات عمل ومنتديات برلمانية دولية وإقليمية، كما شارك المجلس عبر أعضائه ولجانه في حضور الندوات وورشات العمل والاجتماعات التي تعنى بتطوير وتحديث القوانين والبحث العلمي والتنمية الإدارية والمجتمعية التي أقامتها رئاسة مجلس الوزراء والوزارات والهيئات العلمية والبحثية والرسمية المختصة. كما أرى من واجبي أن أذكر هنا أن عمل الحكومة كان مستمراً أيضاً دون انقطاع، وهناك إنجازات نوعية في مقدمها معرض دمشق الدولي والانعكاسات الإيجابية التي خلفها سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ومعنوياً.. إن علاقتنا مع الحكومة، أيها الزملاء، علاقة تكاملية في الهدف، فهدفنا واحد، ونحن مؤسستان مهمتهما الأساسية خدمة الشعب تشريعاً وتنفيذاً منطلقين من قول قائد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد حيث قال: ( إن التركيز على الدور الرقابي لمجلس الشعب لا يجوز أن يغفل دوره التشاركي مع السلطة التنفيذية، فمن يراقب ويسائل عليه أيضاً أن يكون قادراً على طرح الحلول، وهذا يتطلب تحويل هذه المؤسسة إلى خلية نحل من العمل والحوار لكي تكون مولد الطاقة ومحركاً لمجمل عملية التطوير في سورية ). لذا فإن نقاشنا مع الحكومة يظل ملتزماً بهذا الهدف أولاً وبالروح النقدية كما شرحتها في هذه العجالة ثانياً... وأؤكد مرة أخرى أنها روح نقدية وليست انتقادية.. فنحن جميعاً في مركب واحد هدفه الوصول إلى شاطئ الأمان والتطور والاستقرار مؤكدين أن هذه المؤسسة التشريعية العريقة التي كانت على مدى التاريخ الحديث لوطننا مدرسة رائدة في النضال الوطني وحصناً منيعاً في الدفاع عن قضايا الشعب ستبقى كذلك لأن شعبنا يستحق منا الكثير الكثير... متمنياً أن تكون دورتنا العادية الثامنة هذه، وهي دورة طويلة تمتد حتى نهاية العام، حافلة بالعمل والإنجاز وإقرار القوانين؛ لأن ما يهمنا بالدرجة الأولى في هذا المجلس الكريم ثقة الشعب وثقة القائد والالتزام بتطبيق أحكام الدستور والقوانين والنظام الداخلي للمجلس. ولا يفوتني اليوم، وكل يوم، بل وكل دقيقة أن أترحم باسمكم على أرواح الأكرم والأنبل والأكثر عطاءً، شهدائنا الأبرار الذين أناروا بتضحياتهم الدرب كي نعبر إلى الخلاص والنصر. وإلى بواسل جيشنا العظيم كل تقدير وامتنان على تضحياتهم وسهرهم من أجل حماية كرامة الشعب واستقلاله في هذا الوطن العزيز.. ويشرفني في الختام أن أؤكد، باسمكم، لقائد مسيرة شعبنا الأبي السيد الرئيس بشار الأسد عهدنا بالولاء والوفاء والاستمرار على نهجه وخلف قيادته لتحقيق أهداف شعبنا العربي السوري في بناء مستقبل يستحقه هذا الشعب الأبي. عشتم وعاشت سورية المنتصرة شعباً وجيشاً وقائداً. والسلام عليكم. دمشق في 23/9/2018 رئيـس مجلـس الشـعب حموده صـباغ |
|