قلعجي ضيف أسيا نيوز الخميس, 18 كانون الثاني, 2018 رأى عضو مجلسِ الشعبِ السوريّ ونائبُ رئيسِ لجنةِ الموازنةِ والحساباتِ في المجلسِ محمد ربيع قلعجي أنَّ زيادةَ جعالة الإطعامِ للعسكريّينَ التي أقرّتها الحكومةُ السوريّة بالأمسِ غير كافيةٍ، مُبيناً أنّها كمرحلةٍ أولى خطوةٌ إيجابيّةٌ ولكن يجبُ أنْ يتمَّ زيادتها وفقَ مراحلَ مستقبليّة كما جاءَ في القرارِ الحكوميّ. وقال قلعجي في تصريحٍ خاصٍّ لـ وكالة أنباءِ آسيا، إنَّ القرارَ الحكوميّ جاءَ تلبيةً للمطالبِ المتعدّدةِ التي صدرت عن أعضاءِ مجلسِ الشعبِ وخاصّةً في دوراتِهِ التشريعيّةِ الأخيرة، مُوضّحاً أنَّ النوّابَ طالبوا الحكومةَ برفعِ جعالةِ الطعامِ للضبّاطِ وصَفِّ الضبّاطِ والجنودِ في الجيشِ السوريّ كونها قليلةٌ جدّاً.
وأضافَ النائبُ السوريُّ "استجابت رئاسةُ مجلسِ الوزراءِ لمطلبِ مجلسِ الشعبِ من خلالِ القرارِ الذي أصدرتهُ بالأمس، بزيادةِ جعالةِ الإطعامِ بنسبةِ 100% عمّا كانت عليه، وبحسبِ القرار، فستتمُّ الزياداتُ بشكلٍ متتالٍ ودوريٍّ بما يتلاءَمُ مع الواقعِ الماليّ والظرفِ الذي تعيشهُ الدولةُ السوريّةُ حالياً، مُشدِّداً على ضرورةِ التزامِ الحكومةِ بتنفيذِ هذا القرارِ لتتمّ تغطية التكاليفِ المعيشيّة للمقاتلِ السوري". ومع قولهِ إنَّ الجعّالةَ الجديدةَ كنسبةٍ هي ممتازةٌ ولكنّها كرقمٍ غير كافيةٍ أبداً، لفتَ قلعجي إلى أنَّ أيّ نسبةِ زيادةٍ بحاجة إلى تغطيةٍ ماليّة، مُبيّناً أنَّ الزيادةَ في هذه المرحلةِ يتمُّ تأمينها دوريّاً من خلالِ مصالح ضريبيّةٍ وإيراداتٍ لمْ تكن موجودةً، منوّهاً إلى أنَّ في المستقبلِ القريبِ وبعد استعادةِ الجيشِ سيطرتهِ على كاملِ مساحةِ سوريّة من آبارِ نفطٍ وأراضٍ زراعيّةٍ سيؤدّي إلى زيادةِ الوارد، وبالتالي سيكونُ هناكَ زيادةٌ مستقبليّةٌ لجعالةِ الطعامِ أيضاً. وقال نائبُ رئيسِ لجنةِ الموازنةِ والحساباتِ في البرلمان: إنَّ الدولةَ السوريّةَ تسيرُ في خطوطٍ متوازيةٍ في كلّ المجالات، موضِّحاً أنّها تسيرُ وفقَ خطٍّ متوازٍ ما بينَ التقدّمِ العسكريّ الذي ستصلُ من خلالِهِ إلى استعادةِ كافّة الجغرافيا السوريّة من جهة، ومرحلة إعادةِ الإعمارِ التي تسعى الدولةُ السوريّةُ إلى البدءِ بها من خلالِ مشاريع عدّة من جهةٍ ثانية. وحولَ انعكاسِ هذا القرارِ على الواقعِ المعيشيّ للمقاتلينَ على الجبهات، تمنّى قلعجي أنْ ينعكسَ القرارُ بالإيجاب، ما يؤدّي لتحسينِ نوعيّةِ الطعامِ ورفعِ نوعٍ من أنواعِ الدعمِ المادّيّ وليس فقط المعنويّ، الذي سيؤثّرُ عليهم ويتأكّدُ الجنديُّ من أنَّ الحكومةَ لا تنساهم، وهم طبعاً غير منسيّينَ أبداً ولكن هناكَ اهتماماً زائداً بهم". وأردفَ قائلاً "نحن كمجلسِ شعبٍ حينما طالبنا بزيادةِ جعالةِ الإطعامِ للجنودِ؛ كانَ هدفنا رفعُ السويّةِ المعيشيّةِ للمقاتلِ، والحرص عليه باعتبارهِ فرداً من أفرادِ هذا الوطن، ونتمنّى أنْ تلقَى هذهِ الزيادةُ صدىً إيجابيّاً لديهم". واعتبرَ البرلمانيُّ السوريُّ أنَّ هذا القرارَ دليلُ عملٍ مستمرٍّ وجهودٍ مبذولةٍ من قِبَلِ السلطتينِ التنفيذيّة والتشريعيّة المكمّلتَينِ لبعضِهما في خدمةِ المواطن. والمقصودُ بـ"جعالةِ الإطعام"؛ هي قيمةُ مخصّصاتِ إطعامِ العسكريّ اليوميّةِ بما فيها الموادُ الغضّةُ والناشفةُ والخبز، وكانت القيمةُ المادّيّةُ للجعالةِ لا تتجاوزُ الـ65 ليرةً وبعد زياداتٍ متواليةٍ حتّى وصلت في العام الماضي إلى 500 ليرةٍ، الأمرُ الذي يُشكّلُ معاناةً مادّيّةً ومعيشيّةً حقيقيّةً للمقاتلِ السوريّ، فلا طعامَ يكفيهِ ليُكملَ معركتهُ ضدَّ الإرهابِ كما ذكرَ عددٌ من الجنودِ على مواقعِ التواصل الاجتماعيّ. ومنهم من كتبَ "بدل حبّة البطاطا صاروا حبّتين"، في إشارةٍ إلى نوعيّةِ الطعامِ البسيطةِ التي تصلُ للمقاتل على الجبهاتِ الساخنةِ، وهي عبارةٌ عن "كمّيّةٍ قليلةٍ جدّاً من البطاطا والبيض المسلوق"، في حين كتبَ جنديٌّ آخر: "بحبّةِ بطاطا وحدة قاتلنا نصف العالمِ كيفَ بحبّتين؟ هذا سيُعطينا دفعاً أكبرَ لنُكملَ حربنا ضدّ الإرهابيّينَ"، بحسبِ ما ذكر. في حينِ شكّكَ البعضُ بأنَّ هذه الزيادةَ لن تكونَ لإطعامِهم؛ بل ستكونُ لزيادةِ ما ينالهُ بعض المسؤولينَ عن حُصصِ إطعامِ الجنود، ما سيزيدُ نسبةَ سرقتهم لها بشكلٍ مضاعف"، بحسبِ تعبيرِهم، وتمنّى آخرون أنْ تكونَ هذه بدايةً مبشّرة لينالَ الجنديُّ السوريُّ كاملَ حقوقِهِ ومتطلّباتِهِ أُسوةً بقطاعاتٍ أخرى. |
|