مهند الحاج علي ضيف عربي اليوم الخميس, 30 تشرين الثاني, 2017 جملة من التطورات السياسية أعقبت القمة الثلاثية الأخيرة ما بين الرؤساء “بوتين وروحاني وأردوغان”، ورغم ما تركت القمة من انطباع إيجابي وأجواء مبشّرة باتفاق لحل الازمة السورية بعد سبع سنوات من الحرب الدامية عليها، وما هي إلا 48 ساعة على مضيّ القمة حتى يتغيّر الواقع في سياسة أردوغان ضارباً عرض الحائط مخرّجات سوتشي ليعلن استدارته والعودة على المربع الأول. للوقوف عند هذه المتغيّرات في الموقف التركي، والموقف الروسي من ذلك وحول معركة عفرين، يجيب عضو مجلس الشعب السوري، وقائد لواء المغاوير مهند الحاج علي على هذه المحاور ضمن حوار خاص لوكالة” العربي اليوم”. يقول الحاج علي أنّه ومنذ البداية الحكومة السورية لم تأمن الجانب التركي أبدا، فحكومة العدالة والتنمية هي حكومة معتدية ومحتلة لأراضي من الجمهورية العربية السورية، وقد ساهمت على مدار سبع سنوات من الحرب على سوريا بتدريب ارهابيي النصرة وداعش وما يسمى جماعات الجيش الحر وقامت بتسهيل عبورهم للحدود نحو الداخل السوري وموّلت الكثير من العمليات وكانت أطماع أردوغان واضحة في ضم حلب وادلب إلى تركيا. مضيفاً أنّ نتيجة انتصارات الجيش العربي السوري سقطت جميع هذه المشاريع الأردوغانية بل تحولت الى كابوس له، ونتيجة تخلي الولايات المتحدة الأمريكية عن حكومة العدالة والتنمية وخاصة بعد الانقلاب الذي حصل في تركيا ولم ينجح حيث اتضح للقاصي والداني أن تركيا ضمن مشروع التقسيم الجديد المسمّى بالربيع العربي. موضّحاً أنّه لم يكن هناك لدى تركيا من خيار سوى الاستدارة نحو روسيا وبدورهم مدوا لهم يد العون اقتصاديا وعسكريا، في محاولة لتنفيذ سياسية الاستثمار في الخصم من أجل كسب موقف سياسي وعسكري من شأنه ان يغلق الحدود التركية في وجه الإرهابيين ويخفف من وطأة الحرب على سوريا، مبيّناً أنّ من نتائج هذا الاستثمار اجتماعات سوتشي الاخيرة التي ضمت اجتماع القمة بين روسيا وإيران وتركيا. ولفت الحاج علي أنّ تركيا لا تملك أي خيار فهي تعيش كابوسا اسمه الأكراد في الشمال السوري بالإضافة إلى آلاف الارهابيين من النصرة وغيرهم في ادلب الذين هم بطبيعتهم مهزومون وجاهزون للهرب لتركيا تحت وطأة أي عمل عسكري للجيش العربي السوري وهذا ما تخشاه حكومة أردوغان. وأردف أن سوريا لا تأمن الجانب التركي ولو أطلق اردوغان بعض التصريحات التي من شانها أن تخفف توتر الجو السياسي، إلا أنّ روسيا ستتعامل بحكمة وذكاء وكل ما تفعله تركيا هو محسوب حسابه سابقاً مؤكّدا أنّ الجيش السوري قد بدأ فعلاً معركة تحرير إدلب انطلاقا من ريف حماه الشمالي الشرقي والانتصارات التي حدثت في الأيام القليلة الماضية تنبئ بذلك فالجيش أصبح على مشارف الحدود الإدارية لمدينة ادلب ولذلك لا تعويل ابدا على الموقف التركي في ادلب ولا ثقة به. لافتاً إلى أنّ أمريكا تحاول المناورة سياسياً لتكسب بعض الوقت لنقل ما تبقى من قيادات النصرة وداعش لاستثمارهم في مكان آخر خارج سوريا ولإطالة أمد الحرب واستنزاف الجيش العربي السوري وحلفائه، وخلق واقع تفاوضي جديد في جنيف. |
|