مجلس الشعب السوري
اسم المستخدم
كلمة المرور
نسيت كلمة المرور
تسجيل جديد
 الرئيسية 

عضو مجلس الشعب جويدة ثلجة تكتب : رائحة التراب

الاثنين, 30 تشرين الأول, 2023


رائحة ليست بالغريبة، تدعنا نتساءل أتنذر بالخير أم تنذر بالشر، شعور غريب ما بين الحب ومابين  والكراهية والحقد، والبون شاسع، لأن الحب يحمل كل الخير، أما الحقد فلا يحمل إلا الشر،هل هي رائحة تراب جافة غير مختلطة بالماء؟ أم رائحة تراب امتزجت فتزكت بماء السماء، الأولى تنذر بالشؤم لما فيها من  دمار ولما يفوح منها من  رائحة الموت، عندما يتطاير التراب وعند سقوط القذائف على الأبنية والمشافي وعندما تتطاير ذرات التراب التي تحمل في طياتها الحزن والألم والخراب، مثلها كمثل الطبيعة عندما تغضب معلنة التمرد على البشر المخربين لفيزياء الكون، فتحدث الزلازل والأعاصير المدمرة، فتتطاير ذرات تراب جافة حاملة معها رائحة الموت، وحاملة القهر على من فارقوا الحياة، ليعود هؤلاء إلى ما كانوا عليه من ذرات قبل أن يتكونوا أجساداً، عادوا إلى النجوم يسبحون معها لعلهم عندما يقررون التجسد تفوح مرة أخرى رائحة تراب ممزوج مع ماء يكون مدعاة تفاؤل وخير، ففي الماء الحياة.

عندما يمتزج التراب مع الماء تخرج رائحة زكية طيبة ترفع من هرمون السعادة لدى الإنسان، لأن فيها البنيان والعمران الذي هو عكس الدمار والخراب، قال تعالى "وجعلنا من الماء كل شيء حي"

يعيش العالم اليوم حالة اضطراب وفوضى ودمار، فحينما تحاول أن تشتم رائحة تراب ممزوج بماء تكون الاحتمالات قليلة، فالدول العظمى التي تنتشي برائحة الموت مع التراب الجاف تدمر، تثير الفوضى والقلاقل، لكي ترفع من هرمون سعادتها المزيف على حساب شقاء الشعوب، وعلى حساب أشلاء أجساد الأطفال والنساء والشيوخ الذين يقتلون بصواريخهم الذكية، التي تسقط دون أن تميز بين المشافي والمنازل التي يقطنها هؤلاء  وبين الوحدات العسكرية.

عالم بلا رحمة وبلا إنسانية، طغت عليه السطوة المادية، فمن أجل سعادة هذه الدول تُدمر الكرة الأرضية، أما نحن فعندما نسقي الورود حول قبور أحبائنا نشتم رائحة تراب زكية ندية، وعلى الرغم من قساوة المشهد، وأنت تسقي تراب من دفن من أحبائك، وأنت حزين على الفقد والفراق، تشتم رائحة الحياة من التراب، رائحة حملت أثير من نحب معها، تعشّقنا تلك الرائحة، أحسسنا بوجودهم معنا بكل تفاصيلهم وذكرياتهم، وهنا نورد ما جاء

في التوراة " من التراب وإلى التراب نعود" نحن هنا ما بين تفاؤل لاحتضار أرواح الأحبة المحمولة بالأثير عبر رائحة التراب المجبول بالماء، وما بين التشاؤم والحزن بأن من فقدناه لن يعود.

وحالنا اليوم ونحن نعيش ظروفاً اقتصادية صعبة وحروباً تدور رحاها حولنا، وربما نكون بالمركز منها،  ولسنا بعيدين عنها، بل نحن المحور فيها منذ نحو ثلاثة عشر عاماً، نظهر فيها ونحن نعيش حالة ما بين التفاؤل والتشاؤم؟ أي حالة تشاؤل ما بين هذه وتلك، ومالنا إلا أن ندعو  الله كي يغيثنا بأمطار محبته على هذا التراب الجاف لتفوح منه رائحة المحبة، رائحة السلام والأمان لكل البلدان

فلنتفاءل ونزرع الحب والأمل، لأن القادم بإذن الله سيكون أفضل 

جويده ثلجة 



عدد المشاهدات: 645

طباعة  طباعة من دون صور


رزنامة نشاطات المجلس
للأعلى