مجلس الشعب السوري
اسم المستخدم
كلمة المرور
نسيت كلمة المرور
تسجيل جديد
 الرئيسية 

عضو مجلس الشعب جويدة ثلجة تكتب : أشعر بالمسؤولية

الأحد, 12 تشرين الثاني, 2023


بدءاً من الكلمة التي اخطها على سطور عنوان مادتي هذه كي تقع على خط بصركم، منسابة من سلسلة أفكاري مستشعرة حضوركم الذي اغتني به، باحثة عن مدى تأثيرها، وكيفية إيصالها كرسالة بكونكم مستقبليها، فالأمر حقاً صعب ولا يستهان به، أما السبب فيكمن في العديد من الأمور التي سأتكلم عن بعضها:

عبر كل كلمة أو جملة أو عبارة أقولها ستقرؤون مشاعري وما ينتابني، وستعرف إذا ما كنت على قدر كبير من المسؤولية، وإذا تمكنت من إيصال تلك المشاعر بكل صدق وجرأة، وكيف وصلت هذه المشاعر التي تحمل السعادة والأمل أو التي تحمل الحزن والقلق، أو حتى تلك المشاعر التي تكون استقراء لما هو قادم، وهل استطعت التأثير، وكيف ستكون ردة فعلكم، رفضاً أم تقبلاً، سلباً أم ايجاباً، نعم إنه لأمر معقد.

أن تحمل أمانة ليس بالأمر السهل، وأن تكون قادراً على تحمل مسؤولية هذه الأمانة، بالطبع أمر لا يستهان به، فالأمانة التي أحملها، ونحملها جميعاً، والتي تقع على عاتقنا نحن كبشر، كوننا الوحيدين المخلوقين على صورة الله، التي ميزنا الله بها عن باقي الكائنات، لذلك نكون قادرين على التمييز بين الخير والشر، فلنكن على قدر المسؤولية في حمل تلك الأمانة التي خصنا بها الله نحن البشر دون غيرنا من سائر المخلوقات، ومن هنا تبدأ الخطوة الأولى في تحمل مسؤولية الأفكار والمشاعر والكلمات والأفعال تجاه كل ما هو موجود في هذا الكون، لتسمو الحياة من خلال ما نفكر به وما نقوله وما نفعله وما نؤثر به على المحيط ككل، وبكل ما نقوم به، فكم من مرة أسعدنا أنفسنا ومن حولنا، و كم من مرة اخترنا الصح ولم نقع في الخطأ، وكذلك تسببننا مرات ومرات بالضرر لمن حولنا، وهنا أقول طالما أننا  أصحاب القرار فيجب علينا تحمل المسؤولية وعدم إلقاء اللوم على الآخرين.

اشعر بالمسؤولية تجاه وطني الذي أنهكته الحرب، وما الذي يجب علي أن أقوم به كفرد والأمانة التي سأحملها تجاه وطني للنهوض به والعمل من أجل رفعته وبنيانه ومن أجل مواطنيه الذين قد أمثلكم عندما حملوني المسؤولية ووضعوا ثقتهم بي، حملوني المسؤولية والأمانة تجاه أوجاعهم ومتاعبهم وهمومهم وما آلت إليه أوضاعهم المعيشية الصعبة، وماهي آمالهم واحتياجاتهم وأمانيهم المستقبلية والحالية، وهذا أمر في غاية الأهمية، مهام كبيرة وتحتاج إلى جهد أكبر، والعمل بتفان وإتقان في زمن الحرب اللعينة التي استنزفت كل الطاقات، والبشر والحجر، من قبل سارقي الطاقات والذين لاهم لهم سوى جمع  الأموال على حساب دموع الأمهات الثكالى والأرامل والأطفال اليتامى، وعلى حساب من قدم جزءاً من جسده ليحافظ على الجسد السوري موحداً.

أشعر بالمسؤولية تجاه أي هفوة قد أرتكبها وأخشى من حدوثها، وإذا ماحصلت فسأعتذر وأبادر إلى إصلاحها.

أشعر بالمسؤولية تجاه من أمسكني بيدي وأرشدني وقادني إلى الطريق الصحيح، لأضع قدمي على الدرجات الأولى لسلم الصعود، وأبدأ بالبوح عن أفكاري وما يجول بخاطري، وماهي الرؤى التي يجسدها قلمي في كتاباتي بدلاً من أن تبقى حبيسة الأدراج، وكم أعتز وأفتخر بهذه المسؤولية لأنال ثقته.

أشعر بالمسؤولية تجاه عائلتي الصغيرة "أسرتي" وعائلتي الكبيرة وطني الأم سورية، وتجاه عائلتي الأكبر التي هي الإنسانية، ومن خلال هذه المسؤولية أكون مخلصة في العمل لكل هذه المسؤولية الكبيرة التي تجعلني أمام استحقاق كبير تجاه كل هؤلاء أخلاقياً وقانونياً وإنسانياً، فما أحوج الإنسانية لمن يشعر بالمسؤولية تجاهها وتجاه أفرادها، وحتى الأديان السماوية كانت قد تحدثت  في كتبها عن مثل هذه المسؤولية، وقد جاء في القرآن الكريم قوله تعالى " فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ" كما جاء في الإنجيل "فمن يعرف أن يعمل حسناً ..ولا يعمل. فذلك خطية له"

لننطلق من أنفسنا وذواتنا، وليتحمل كل منا المسؤولية تجاه الإنسانية، التي تستباح يومياً من قبل مدعيها، والذين هم، في الحقيقة، ألد أعدائها، ممن يمارسون الفوضى الخلاقة في كل مكان، بذريعة إعادة الترتيب بما يناسب أطماعهم وجشعهم، ويناسب النازية الجديدة اليهو أورو أمريكية.

 

جويده ثلجة

 

 



عدد المشاهدات: 648

طباعة  طباعة من دون صور


رزنامة نشاطات المجلس
للأعلى