مجلس الشعب السوري
اسم المستخدم
كلمة المرور
نسيت كلمة المرور
تسجيل جديد
 الرئيسية 

عضو مجلس الشعب جويدا ثلجة تكتب :مؤامرة ضد الإنسانية

الأحد, 26 تشرين الثاني, 2023


الإنسانية توأد حية من قبل البشرية، فإذا ما نظرنا حولنا فسوف نجد الحروب المستعرة هنا وهناك، مخلفة الدمار والخراب والموت، ولكن لمصلحة من؟؟

كلمة الإنسانية مأخوذة من الإنسان وهي ضد البهيمية،  ومن خلالها يمكن تمييز الجنس البشري عن غيره.

فباسمها تُعقد المعاهدات الدولية وتُسن القوانين، وباسمها أيضاً تم الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وجاء في المادة الأولى منه أن جميع حقوق الإنسان مكفولة، وهذا يشمل جميع البشر دون استثناء، وبذلك تكون مصدراً هاماً للقانون الدولي.

والسؤال الهام الذي لابد من طرحه هو : من يقود هذه المؤامرات ضد الإنسانية طالما أن المعاهدات القوانين تُسن لأجلها؟ والأكثر غرابة ودهشة من ذلك أن هؤلاء يحاربون الشعوب باسمها ويلبسون ثوبها وهم المتآمرون عليها، فهل الإنسانية بحاجة إلى حكومة عالمية لحمايتها، إن هذا لادعاء الكاذب؟ وكل تلك الادعاءات هي لحماية المصالح والاستثمارات العسكرية والاقتصادية لتلك الدول التي تعمل جاهدة، حسب ادعائها، من أجل حماية الإنسانية.

إن العلاقات الدولية ليست إلا صراعات قوى ومصالح تمارس، إقناعاً وقسراً، حرباً مكشوفة هنا وهناك، وباسمها يعقدون للإنسانية المؤتمرات، وتنبثق من حروبهم الظالمة والطاحنة مواثيق لحمايتها ومجالس للحفاظ على حقوق الإنسان، أما الحقيقة  فإن ما يقومون به هو  وأدها، وهي حية، لحماية الأسس التي تقوم عليها الحكومات، ومن خلال المال والنفوذ، الذي بين أيديهم، يتحكمون بالشعارات الإنسانية والتي تبقى شعارات ولا تدخل حيز التنفيذ إلا خدمة لمصالحهم، فيستخدمون تلك الأموال المنهوبة من الشعوب لتصنيع وشراء الأسلحة، ومن خلالها يفرضون سطوتهم وسيطرتهم على كل شيء، وبإعلامهم المسيطر يتحكمون في العقول من خلال برامجهم التي يتحكمون فيها بالعقول المتلقية لها، ومن خلالها أيضاً يقومون بتجميل الأباطيل القبيحة لتحقيق مكاسبهم، ويحركون العالم أجمع من خلال طمس الحقائق وإظهار الباطل على أنه حق بما يؤثرعلى الرأي العام.

إن كل الأحداث التي تعصف بالعالم والحروب الدائرة اليوم ما هي إلا مؤامرة واضحة المعالم، يقف وراءها المستفيد الأول وهو أمريكا ومن يدور في فلكها، دون أن يستطيع أحد كبح جماح هذا الثور الهائج.

وهل هناك يد خفية لا يعلمها أحد هي من تقوم بالمؤامرة على إنسانيتنا لجعلنا روبوتات دون مشاعر ودون ضمير، أم أن هذه اليد ليست خفية بل معروفة ولا تخفى على أحد، إنها ذلك الأخطبوط المالي والسيطرة التكنولوجية التي تدعي الإصلاح الاقتصادي بينما تقوم بتدمير الإنسانية لمصلحة الدول الكبرى

في الجاهلية اعتبر وأد البنات جريمة ضد الإنسانية، فما بالكم اليوم بوأد الإنسانية نفسها، وهي جريمة سيعاقب عليها مهندس هذا الكون العظيم، لأن من يحاول المساس بها سينال عقابه لا محال، ومن يتلاعب بالتضادات الكونية من المؤكد أنه  سينال جزاءه الذي يستحق، إن الخير والشر متواجدان منذ ولادة البشرية، ولكن أن يوأد الخير لمصلحة الشر فهذا الأمر حتماً غير مسموح به .

إن الظلام حتى وإن طال بقاؤه فإن النور حتماً سيبزغ والشمس ستشرق، فالليل يعقبه النهار فلا الليل دائم ولا الظلم باق، فالإنسانية التي توأد اليوم ستحرقهم غداً بلهيب نارها، وكما هناك أياد خفية لوأد الإنسانية، سيكون هناك في الطرف الآخر أياد خفية لإنقاذها وإحيائها وحمايتها.  

      

جويدة ثلجة



عدد المشاهدات: 501

طباعة  طباعة من دون صور


رزنامة نشاطات المجلس
للأعلى