مجلس الشعب السوري
اسم المستخدم
كلمة المرور
نسيت كلمة المرور
تسجيل جديد
 الرئيسية 

عضو مجلس الشعب جويدة ثلجة تكتب : ماذا يريد المواطن اليوم؟

الأحد, 21 كانون الثاني, 2024


ما دعاني إلى الكتابة في هذا العنوان أمور عدة، تكاد تكون مركبة في ظل ظروف صعبة تمر بها البلاد من حرب دامت ثلاثة عشر عاماً، وما تزال، مضافاً إليها إجراءات قسرية أحادية الجانب من عدونا الصهيوأمريكي، إضافة إلى عدم إدارة الموارد المتاحة بشكل جيد، في ظل حصار اقتصادي أرهق الدولة والمواطن، ووجود فساد في عدة مفاصل، وباحترافية عالية، من الصعب أحياناً كشفه، مما أدى إلى تشكيل عبء كبير على المواطن أدى إلى تدهور وضعه المعيشي، والذي تفرع منه التشاؤم والإحباط من قبل المحبطين أصلاً، الذين يبثون هذا الإحباط في محيطهم، مما أدى إلى فقدان ثقة المواطن بالمؤسسات الحكومية وقراراتها الصادرة عنها، التي لا يراها المواطن إلا ضده، نتيجة ما آل إليه وضعه المعيشي الصعب، وهذا ما نسمعه في الشارع ونقرأه في التعليقات على صفحات( السوشيال ميديا) عند أي خبر يتم نشره، سواء أكان عن اجتماع للجنة الاقتصادية أم عن ورشة عمل أم عن  حوار أو حتى ضمن مقال قد يشرح واقع المواطن ليحاول إيصاله إلى الجهات المعنية، وكل ذلك يقابل بالرفض، تعالوا لنقرأ القليل من بعض تلك التعليقات التي قرأتها ومنها: "أهم شيء تناقشوا أو تنزلوا صوركم وشاطرين بالكلام والاجتماعات خليكم نائمين أحسن،  كلو صف حكي، دراسات دراسات دراسات، وبعدها لجان، لا شيء جديد إلا صوركم، ملينا من المبررات، كلو كلام بكلام ولن نخرج من القاعة، أريد ان أطعم أولادي ما بهمني اجتماعاتكم" وهكذا دواليك ....

أريد أن أقول: تفاءلوا بالخير تجدوه، لأن الإحباط لا يجلب إلا الإحباط، أما التفاؤل والأمل فهو الذي يقودنا جميعاً إلى العمل لتحسين الواقع واجتراح الحلول...

والسؤال الأهم هنا والمطروح بكثرة: ماذا يريد المواطن اليوم من حكومته؟؟

والجواب في غاية البساطة: يريد المواطن أن يترك المسؤول مكتبه وكرسيه ويخرج إلى الشارع، ولكن ليس للتصوير فقط؛ إنما ليتابع احتياجات المواطن الحقيقية وما يعيشه من واقع معيشي صعب ليسعى إلى تحسينه...

يريد المواطن فرص عمل مجزية الأجر؛ أو بالأحرى فيها أجر عادل يستطيع من خلاله تأمين حاجات عائلته الأساسية.

يريد المواطن أسواقاً مليئة بالبضائع المضبوطة الأسعار والمتناسبة مع الوضع المعيشي له.

يريد المواطن الكهرباء العادلة حتى ولو كانت مقننة.

يريد المواطن خدمات صحية تقدم له، في ظل الظروف المعيشية القاسية دون أن يعكف عن المعالجة لعدم توفر الأموال اللازمة لذلك ، فالمواطن هو العنصر الفاعل في هذا الوطن، فإذا شعر بالارتياح فسيكون منتجاً ومتعاوناً ومضحياً في سبيله، وخاصة مع اجتياز أخطر مرحلة من مراحل الحرب وهي الحرب الاقتصادية، لذلك يجب العمل على تأمين راحة المواطن من خلال تأمين الحد الأدنى من حاجاته الأساسية،  ولن أقول رفاهيته، بل تأمين الحاجات الأساسية له ولعائلته، ومن هنا فقد خطت بلادنا خطوات كبيرة في محاربة الإرهاب وحققت الانتصارات العسكرية الكبيرة، والمواطن المخلص وقف إلى جانب دولته، وهذا الشعب الجبار الذي ساهم في دحر الإرهاب يتوجب على حكومته توفير حاجاته الأساسية كمقومات ليبقى صاماً في وجه المعتدين، المواطن يريد محافظين يمشون في الشارع دون مرافقة ودون سيارات (مفيمة) للاطلاع على مايعانيه المواطن في كافة مناحي الحياة .

يريد المواطن مجالس محلية تعمل على تحسين واقع قراهم وبلداتهم، لتضاهي مراكز المدن الأخرى لتجنب الهجرة منها وإليها، هذه المجالس المنتخبة من قبل المواطن، لذلك فإن إرادة التغيير لا بد أن تنبع من داخل النفس، فإذا ما انتصر الإنسان على نفسه كان الأقدر على الانتصار في كافة الميادين، اجتماعية كانت  أم فكرية أم سياسية أم معرفية، كما جاء في قوله تعالى: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" وعلى المواطن هنا واجب كبير ومسؤولية تقع على عاتقه أيضاً، من خلال حسن الاختيار لمن يمثله، وبهذا يخرج المواطن من عنق الزجاجة.

وأخيراً: المواطن لا يريد خطابات وشعارات براقة ورنانة؛ بل يريد من يعمل لأجله، كما يجب عليه أن يعمل هو لأجل نفسه أيضاً.

فالوطن هو الحاضنة والأم لكل أبنائه، فلنبعد عنه ما يؤرقه ويسعى إلى إذلاله في تأمين سبل العيش الكريم له.

وفي النهاية فإن القادم سيكون الأفضل للوطن والمواطن معاً، فنحن اجتزنا المراحل الأكثر صعوبة واليوم نجتاز المرحلة الأكثر خطورة، بعدما دمروا الحجر والبشر، وبعد أن فشلوا في إبادتنا وتمزيقنا، ولنبدأ أولاً بالمرحلة المبشرة بالعمل والسعي نحو تحسين الواقع المعيشي للمواطن بحكمة وقيادة ربان السفينة السيد الرئيس بشار الأسد حماه الله وحمى سورية بلداً وشعباً.



عدد المشاهدات: 430

طباعة  طباعة من دون صور


رزنامة نشاطات المجلس
للأعلى