مجلس الشعب السوري
اسم المستخدم
كلمة المرور
نسيت كلمة المرور
تسجيل جديد
 الرئيسية 

عضو مجلس الشعب جويدة ثلجة تكتب : هل من مُعتبر

الأحد, 28 كانون الثاني, 2024


كم من المرات التي غاص فيها مجتمعنا في وحل النفاق، حتى ظن أنه هو الصح وسواه الخطأ، فبدلاً من أن يغوص للبحث عن الحقيقة غاص للبحث عن الخديعة ليلتف بها على الحقيقة ويغلفها بخداعه، حتى لتبدو للناظر من بعيد عكس ما يريد تماماً، متمسكاً بالقشور مبتعداً عن الحقائق، فخلال هذه الحرب التي فرضت علينا والتي كانت  حرباً على القيم وعلى الأخلاق وعلى الإنسانية، تم استبدال الإنسانية بالطمع والجشع والحقد والحسد والكره، نفاق هنا وهناك، أخ يعادي أخاه، جار يشتكي على جاره، أب يطرد ابنه من البيت، أم تشتم ابنتها، أخت تثرثر على أختها، ولد يشتم أباه، بنت تحتقر أمها، موظف يتشاجر مع مديره، ورئيس قسم يلفق التهم للموظفين الأكفاء لديه، لأنه استشعر بخطرهم على منصبه من خلال كفاءتهم، فإلى أين وصل مجتمعنا، في طمعه وابتعاده عن الروح والجري وراء المادة ؟

أين غابت الأخلاق؟ وهل تم تغييبها عبر متاهة لا تعود من بعدها؟ وأين غابت الروح الطيبة الشفافة المحبة؟ هل شعرت الروح بخطر محدق بها من قبل البشر وفضلت الابتعاد عن الظهور في زمن الفجور؟

هل ننتظر أن يباغت الموت أحباءنا حتى نحزن على فراقهم ونعيش على ذكراهم، نندب حظنا ونقف على الأطلال؟ المحبة أمر عظيم وهي تكمن في الخالق، فالله محبة فأين أنتم يا مدعيها ومدعي محبة الخالق، تستطيعون الكذب على جنسكم البشري، ولكن لا تستطيعون الكذب على الله المبدع، خالق هذا الكون الذي لا يخفى عليه شيء.

ماذا ستخسرون لو سامح الأخ أخاه والأم ابنتها والأب ابنه والأخت أختها، والكل يسامح الكل، وتعود الإنسانية من متاهتها إلى طريقها الصحيح، افعلوا ذلك قبل فوات الأوان، فالمسامحة وأنتم على قيد الحياة خير من المسامحة مع

النحيب والعويل على قبور الأحبة بعد الوفاة.

هل من معتبر؟ هل رأيتم ميتاً يأخذ ماجناه، في حياته الدنيا، معه إلى الآخرة؟ وهل رأيتم يوماً ميتاً يتنعم بمزرعة غنّاء وسيارة فارهة  وغير ذلك من ملذات الحياة في الآخرة؟ بالتأكيد لا.

ما الذي ستأخذونه من طمعكم وجشعكم وحقدكم وكرهكم لبعضكم البعض؟ هل ستصطحبون معكم إلى الآخرة ما تملكتموه في الدنيا، وهل يمكن لمثل هذه الأشياء أن تشفع لكم يوم الحساب؟

هلا اعتبرتم ممن سبقوكم إلى دار الفناء وتركوا خلفهم من يتصارع على متاع الدنيا من أموال وتركات؟

عودوا إلى رشدكم وتهادوا فيما بينكم المحبة الخالصة، فلم نسمع يوماً ما أن أحداً غادر هذه الحياة الدنيا وأخذ معه شيئاً منها، فارتقوا وترفعوا عن الماديات بأرواحكم ولا تغرقوا فيها، اسعوا إلى الخير والحب واسعوا للعمل دون كلل أو ملل وأحبو بعضكم كما يحبكم الله.

جويدا ثلجة

 



عدد المشاهدات: 339

طباعة  طباعة من دون صور


رزنامة نشاطات المجلس
للأعلى