مجلس الشعب السوري
اسم المستخدم
كلمة المرور
نسيت كلمة المرور
تسجيل جديد
 الرئيسية 

عضو مجلس الشعب جويدا تكتب :اختيار الأفضل

الأحد, 18 شباط, 2024


من المؤكد أن الوطن الآن يحتاج إلى الأفضل، فهل نمتلك الجرأة لنقدم له ما يحتاج إليه؟ هل سبرنا أغوار عقولنا وضمائرنا ووجدنا في حقيقة أنفسنا الخيار الأفضل لهذا الوطن؟ إن مانحن عليه اليوم هو نتيجة الاختيارات الماضية والخاطئة، وإذا ما أردنا أن نجري مقارنة ما بين الماضي والحاضر، وما نطمح لأن نكون عليه في المستقبل، وفق قناعاتنا الداخلية التي تعمل كمرشحات إدراكية لهذه الحياة، علينا أن نصنع الفرصة لا أن ننتظر من يصنعها لنا لنبني المزيد من الخيارات الصحيحة، من خلال التحرر من قناعاتنا السابقة المقيدة للإبداع أو القاتلة للفرص البناءة؛ التي من خلالها نستطيع أن نتعامل مع الواقع بشكل أكثر حكمة وذكاء للخروج من السيىء إلى الجيد، وحتى إلى الأكثر جودة.

علينا أن نركز الآن على النصف الملآن من الكأس وعلى الوجه الأكثر إشراقاً لاختيار الأفضل، فما يجعلنا الآن أكثر نجاحاً لبلوغ أهدافنا السامية هو قدرتنا على اختيار الاستجابات التي تزيد من احتمالات الوصول إلى الأفضل وتشكيل المسار الذي سيكون عليه لاحقاً.

من منا يمتلك الجرأة ليشير، وبشفافية، إلى أخطاء الماضي، وإلى المجاملات التي ارتقت في كثير من الأحيان إلى النفاق، والتغاضي عما وصلنا إليه، وهل ما كان صالحاً في الماضي سيكون فعالاً اليوم؟ وهل العمل في ظّل الظروف السابقة يصلح للعمل في بيئة اليوم؟ وهل تستطيع العقلية التي كانت تعمل سابقاً قيادة المرحلة الحالية من العمل؟

كلها تساؤلات محقة، ليس هناك من شيء ثابت في هذه الحياة، الشيء الثابت والوحيد هو العمل في ظل الظروف المتسارعة التغيير، وعلى كل المستويات، تلك التي لا تنتظر أحداً، لذلك لابد من اللحاق بها، في كل المجالات وفي كل العلوم، وإن لم نستطع  المواكبة فستجتازنا الأيام، فهل نحن على استعداد للمواكبة واللحاق بما يحقق آمالنا وأهدافنا فيما نصبو إليه في المرحلة المقبلة؟ وهل العقلية والذهنية التي كنا نتعامل بها سابقاً ستكون هي نفسها، أم أنها ستكون مختلفة عن سابقتها؟

لنختار ذلك بجرأة دون محاباة للعادات والتقاليد أوللطائفية والعشائرية، ليكن خيارنا جريئاً وصحيحاً، لأن هذه المحاباة لن تقودنا إلى البناء الحقيقي، بل على العكس ستقودنا إلى ماهو أدنى من طموحنا وآمالنا، لنبتعد عن الذهنية الإقصائية والانفراد بالقرارات ونتجه نحو الأفضل، فما ينتظرنا من مراحل تحتاج إلى العمل الدؤوب وبذهنية عالية الجودة، مختلفة ومبدعة، وفكر إبداعي يواكب الحداثة والتطور، نأخذ ما يناسبنا  ونطرح ما دون ذلك، الأمر الذي يحتاج إلى فكر تحليلي نعمل من خلاله لنصل إلى النتيجة المرجوة التي تمكننا من تجاوز المرحلة القاتمة التي أوصلتنا إلى مانحن عليه الآن، فلننظر كم من المرات اخطأنا، وما هي الإجراءات التي اتخذناها  لتصحيح هذه الأخطاء لتفادي الوقوع بها مرة أخرى.

ليكن الأمين العام لحزبنا، حزب البعث العربي الاشتراكي، قدوتنا، لنتمثل ما قاله فيما يخص إعادة الإعمار والبناء عندما قال:  "إعادة بناء العقول وإصلاح النفوس هي التحدي الأكبر وليس إعادة إعمار البنية التحتية" ولنكن على قدر المسؤولية في الاختيار الأفضل.

 



عدد المشاهدات: 290

طباعة  طباعة من دون صور


رزنامة نشاطات المجلس
للأعلى