نزار سكيف ضيف الشروق التونسية
الاثنين, 18 آذار, 2019
أكد نقيب المحامين السوريين الأستاذ نزار سكيف في حوار مع « الشروق» أن زيارتهم الى تونس تحمل معاني سياسية مشددا على ضرورة عودة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين .
تونس ـ الشروق :
وقال الأستاذ السكيف إن قدومهم الى تونس على متن طائرة الخطوط السورية رسالة من المحامين السوريين الى السلطة التونسية برغبة الشعب السوري في إعادة العلاقات. و في ما يلي نص الحوار .
في البداية كيف تقيمون وضع المحاماة اليوم في سوريا ؟
المحاماة في سورية مستقرة. و لم يتوقف المحامون عن العمل طيلة سنوات الحرب رغم التدمير الذي لحقي عددا من مكاتب المحامين في بعض المحافظات .
و قد دفع الوضع بعدد من المحامين الى الهجرة بعدما خسروا مكاتبهم المتواجدة في المناطق التي تقع تحت سيطرة العصابات الإرهابية المسلحة، إضافة إلى إعدام العديد من المحامين في مناطق تنظيم «داعش» الإرهابي بدعوى أن مهنة المحاماة «مخالفة لشرع الله».
و عموما المحاماة السورية تعاني كغيرها في البلدان العربية بعض المشاكل المهنية. و تحاول النقابة إيجاد حلول لها .
و أود التأكيد على أن مكانة المحاماة السورية مازالت قوية على مستوى اتحاد المحامين العرب . وجميع النقابات العربية متعاونة معنا .
وماذا عن الحريات في ظل الاتهامات الموجهة الى نظام الأسد؟
سورية مثلها مثل عدد من البلدان العربية شهدت اضطرابات سياسية انعكست على الوضع العام و بالنسبة لمسألة الحريات فإن الأمور نسبية نوعا ما. وأنا كعضو بمجلس الشعب ورئيس لجنة الحريات و حقوق الانسان بالبرلمان السوري أناقش بكل جرأة و وضوح موضوع الحقوق والحريات. و أطرح مواضيع تلامس حريات الشعب السوري و حقوقه مهما كان الانتماء. وأود التأكيد أن الشعب السوري له مساحة من الحرية. و الأمر ليس كما يسوق له الاعلام الغربي و الاعلام الامريكي. وحرياتنا معقلنة و ليست فوضوية. و لا نقبل بثقافة العولمة التي يريدون من خلالها السيطرة على عقولنا و الاستحواذ على هويتنا. فهي عبارة عن «سم بعسل « كما يقال. فالغاية منها تحريض العقل العربي على قياداته بنية تفكيك دولنا و تشتيت شعوبنا و نهب ثرواتنا .
علاقة نقابتكم بالرئيس الأسد؟
أنا كنقيب للمحامين السوريين لا أتعرض لأي نوع من الضغوطات من الرئيس الأسد. و لم أتخذ أي موقف خارج الموقف الذي أراه مناسبا و الذي ينسجم مع حق سورية ومع حق الشعب السوري في تقرير مصيره.
نحن ندافع عن وطننا و نساند الجيش السوري الذي روت دماؤه ارض سورية حتى تبقى السيادة السورية قائمة و قوية غير خاضعة لسلطان أمريكا أو لسلطان الاخوان .
وماذا عن عودة اللاجئين السوريين ؟
الابواب مفتوحة لعودة اللاجئين فالسفارات السورية في الخارج تقوم بتسهيل عودة اللاجئين بطلب من القيادة العليا السورية.
وأشير الى أن الحدود السورية اللبنانية مفتوحة و كذلك الحدود السورية الأردنية و بإمكان كل لاجئ سوري العودة الى سورية .لكن يجب التأكيد على أنه من حق الدولة السورية محاسبة كل من يثبت تورطه في ارتكاب جريمة ارهابية بحق الشعب السوري ومؤسسات الدولة . وما يسوق عن ضعف الأمن بسورية هو محض إشاعات . والدليل أن بعض الدول العربية تعمل على اعادة فتح سفاراتها من جديد .
ولا ننسى أيضا بعض المنظمات الدولية التي تستثمر سياسيا واقتصاديا وأمنيا باللاجئين .
بعد مؤتمر سوريا المنعقد في تونس والذي أفضى الى قطع العلاقات هل تعتقدون أن سورية ستعود الى الحضن العربي خلال قمة تونس نهاية الشهر ؟
( يبتسم ثم يجيب ) نحن لم نخرج من الحضن العربي. فنحن من صناع هذا الحضن و من أوائل المدافعين عنه. لكن هؤلاء المسيطرين اليوم على العقل العربي و أعني الفكر الاخواني و الفكر الوهابي سواء بقطر أو السعودية أو الامارات يحاولون عبثا أن يخرجوا سورية من الحضن العربي لكن هيهات فكلهم سيعودون الى رشدهم لأنهم يدركون جيدا أن سورية هي التي تحمي كرامتهم.هم سيأتون الينا ليطلبوا صفحنا و سماحنا. بل «سيحجون» الى سورية و الى ابواب القصر الجمهوري تحديدا لأنها أبواب سيادية دفعت الثمن بمعية الشعب السوري من أجل عزة سورية .. فقط لأننا نؤمن بسيادتنا العربية و لن نركع لأي جهة كانت .
هذا ما يؤكد وجود مؤامرة عربية ضد سورية ؟
بالتأكيد .. و أعتقد أن العقل العربي الناضج و الواعي يعلم جيدا أن سورية هي المستهدف أساسا بالمنطقة باعتبارها في الواجهة الأولى ضد الكيان الصهيوني الغاصب. وهي ضحية صناعة الارهاب بدعم أمريكي خدمة للمشروع الأمريكي الصهيوني .
بخصوص الإرهابيين التونسيين المعتقلين بسورية هل ستتم محاكمتهم ؟
أولا هؤلاء الارهابيون لا يمثلون الشعب التونسي الذي له من الحضارة عمق و جذور و لنا علاقات جيدة جمعتنا لذلك فهؤلاء لا يمكن أن يمثلوا الدولة التونسية. بل هم يمثلون الارهاب الاخواني والارهاب الوهابي. و يمثلون أسيادهم بأمريكا و الكيان الصهيوني .
نحن جئنا الى تونس على متن طائرة الخطوط السورية لأننا نريد أن نعلن عن رغبتنا في عودة العلاقات بين تونس و سورية لأنه ليس ما بين البلدين الا المحبة والاحترام و رابط تاريخي قوي .
كيف تنظرون اذا الى مستقبل العلاقات التونسية السورية ؟
أعتقد جازما أن العلاقات ستعود الى أوجها و قمتها مهما طالت القطيعة خاصة بمساندة و ضغط الشعب التونسي. فنحن في سورية ليس لدينا أي مشكل تجاه تونس. لكن لا ننسى أن الضغط الأمريكي الذي تمارسه اليوم من أجل عزل سورية قوي .
مــاذا تقولون للشعب التونسي ؟
تحياتي أولا لجريدة «الشروق» وللشعب التونسي المعروف بقوميته. و نحن -السوريين- لا يمكن أن نعادي الشعب التونسي بسبب هؤلاء الإرهابيين .